ماذا وراء زيارة الجنائية إلى السودان؟

183
ماذا وراء زيارة الجنائية إلى السودان؟
ماذا وراء زيارة الجنائية إلى السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مازال ملف المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية يتصدر المشهد السياسي في السودان، سيما في وقت محاكمة أحد المطلوبين أو زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الخرطوم، وبين هذا وذاك، يتبادر للأذهان سؤال جوهري مفاده؛ متى يتم تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية؟ وما هي عقبات التسليم؟ وفي أي سياق تقرأ زيارات الجنائية المتكررة للسودان؟

وصول كريم خان

في الأيام الماضية حطت طائرة المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان رحالها في مطار الخرطوم في زيارة رسمية تستمر خمسة أيام سيلتقي خلالها كبار المسؤولين السودانيين ويزور دارفور، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية.

ضعف وهشاشة

و يقول المحلل السياسي وائل أبو كروق؛ إن زيارة وفد المحكمة الجنائية للسودان مواصلة لما بدأته المحكمة الجنائية في البلاد لربط السودان مع النظام الدولي والتأكيد على عدم الإفلات من العقاب خصوصا أنه في الفترة الأخيرة بدأت الأنظمة التي تحلق حول النظام السياسي “المجلس العسكري والمبادرات وغيرها” تبرر للإفلات من العقاب، وقال ابو كروق بحسب صحيفة الانتباهة “إن المحكمة الجنائية بزيارتها هذه تحاول التأكيد على مبدأ عدم الإفلات من العقاب خاصة وانها واجهت انتقادات مؤخرا بسبب سوريا والإبادات التي حدثت في أوكرانيا” وتابع “ان المحكمة طالبت من قبل بتسليم المطلوبين الخمسة للمحكمة الجنائية الدولية وبعد ذلك حدث جمود في الملف وبعد ما حدث في اوكرانيا بدأت المحكمة تفقد رصيدها في المجتمع الدولي ولذلك هي تحاول الآن أن تنفذ محاكمات في الدول الأكثر ضعفا وهشاشة”.

زيارة غير مجدية

كمال كرار : الدولة عسكرية بنسبة 100%
كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

بالنسبة للقيادي بالحزب الشيوعي، كمال كرار؛ فإن زيارة كريم خان للسودان ليست جديدة، كما إنها لن تكون مجدية ولن تحرك ساكنا في قضية المطلوبين وتسلمهم للجنائية، مشيرا إلى هنالك عقبات تعترض تسليم المطلوبين للجنائية، وفي نظر كرار فإن العقبات تتمثل في أن قيادات الانقلاب متهمون بجرائم إبادة جماعية وهو الأمر الذي قال عنه كرار؛ لن يجعلهم يسلموا المطلوبين للجنائية خوفاً على أنفسهم، وقال كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن “تسليم المطلوبين للجنائية يصب في مصلحة تحقيق العدالة، ويجعل أسر الضحايا ينظرون لمن ارتكب الجرائم في حقهم يحاكم ويبرد حشاهم”، وشدد على ضرورة تنفيذ القرار، بجانب أن يشمل التسليم كل مرتكب جرائم ضد الإنسانية وليس البشير وزمرته فقط.

محكمة عنصرية

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

لكن المحلل السياسي الفاتح محجوب يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “المحكمة الجنائية الدولية ظلت تطالب حكومة السودان منذ الثورة بضرورة تسليم الرئيس السابق المخلوع للمحاكمة” مستدركا “ولكن بغير إصرار شديد”، وقطع بانها لا تمانع من إقامة محكمة مختلطة في الخرطوم لمحاكمة البشير وأعوانه، عازيا هذا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعرضت بسبب قضية تسليم المطلوبين لزلزال كاد ان يعصف بها لجهة انها ارادت محاكمة رئيس وهو في سدة الحكم، ولكونها أيضا تاريخيا لم تطلب محاكمة أحد من المسؤولين خارج أفريقيا، الأمر الذي قاد الحكام الأفارقة بحسب الفاتح لاعتبار المحكمة محكمة تمييز عنصري لذلك تم رفض اتهامها للبشير من قبل الاتحاد الإفريقي، وتابع “كذلك ظلت المحكمة الجنائية الدولية تبحث عن طريقة تحفظ بها ماء وجهها سواء قبولها لمحاكمة البشير وأعوانه في الخرطوم أو أي حل آخر لاسيما أن هذه القضية جعلت معظم الدول النافذة خارج الاتحاد الأوربي تبتعد عن دعم المحكمة الجنائية الدولية”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here