أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. ثمة تساؤلات عدة أثارها رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، العقيد إبراهيم الحوري، حول ما يقصده بعبارة “ساعة الصفر” التي ذكرها في مقاله، هل يعتزم الجيش انقلابا جديدا؟ أم قرارات جديدة؟ وماهو موقف القوى السياسية من “ساعة الصفر” القادمة؟
ماذا قال الحوري؟
قال رئيس تحرير صحيفة للقوات المسلحة العقيد إبراهيم الحوري، في مقالة له وتحت عنوان “ساعة صفر”، إن للجيش “ساعة صفر” يحتفظ معها بالقرارات التي تلبّي أشواق وطموحات السودانيين نحو حكومة وطنية بفترة انتقالية، تمهد لانتخابات يقول فيها الشعب كلمته، مؤكداً أن ساعة الصفر تلك هي ميقات زماني قادم لا محالة إذا كان منهج القوى السياسية ما زال محفوفاً بـ”سلوك الغبينة”، و”دس المحافير” والتطاول على القوات المسلحة، ونسيان وتناسي هموم المواطن، وتأجيج الفتن لتأليب الرأي العام على ثوابت البلاد ومقدراتها. وأضاف، أن “ساعة الصفر” هي قرارات لا تنقصها الجرأة أو الحكمة المعمول بها في منهج الجيش الذي ما زال ينتظر أن تعود الأحزاب إلى رشدها، وتعلن توحّدها وتقدم ما هو ملموس وعملي في مستقبل حكم السودان. وحذر الحوري من انتقاد الجيش والتآمر عليه في اجتماعات الغرف المظلمة، مع من أسماهم “عملاء السفارات”، الذي رآه اتجاهاً مرصوداً بالأدلة والبراهين الساطعة، ومخططاً مكشوفاً لدى الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أنه عندما اكتملت أركان حلقة التآمر، قبل “قرارات أكتوبر التصحيحية” (الانقلاب)، أخرج الجيش القرارات الجراحية واستعمل طبيبه المشرط واستأصل الدمامل، بحسب تعبيره.
وطالب الحوري، القوى المدنية، بتوحيد صفها، وذهب إلى أن لها مطلق الحرية في تكوين حكومتها، “أما إذا لم تواكب ضخامة المسؤولية وحساسية المرحلة وتصلح من شأنها وتتستر على فشلها بدعاوى هيكلة القوات المسلحة، وغيرها من القضايا التي تحاول من خلالها وضع العراقيل أمام حكومة وطنية؛ فإن الجيش عندها، وباعتباره الشريك الأساسي في الثورة والتغيير مع شعبه لن ينتظر أحزابا لا يجمعها التوافق على حد أدنى من برنامج وطني متفق عليه من صفوفها”.
لغة الجيش

يقول عضو المكتب السياسي لحركة حق مجدي عبد القيوم كنب لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ساعة الصفر في لغة الجيش تفهم في سياق التحضير لانقلاب”، مستدركا “لكنها قطعا هنا لا تقرأ هكذا لأسباب كثيرة أولها؛ إن قائد القوات المسلحة لا زال يعيش حالة انقلابه الذي نفذه في 25 اكتوبر 2021 وبالتالي ربما كان المقصود الاشارة لاجراءات محددة في سياق الانقلاب الماثل”، وأضاف “واضح من الخطاب او المقال أنه أراد إرسال رسائل لجهات بعينها”، وقال كنب إن ساعة الصفر هذه سواء ان قام بها الجيش كمؤسسة أو مجموعات سياسية تختفي خلفه، فقد انتهى أجلها كسياق تاريخي فضبط عقارب هذه الساعة يقول كنب ليس بيد من يرتديها فقط.
انقلاب وشيك

ويقول الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين لموقع “أفريقيا برس”؛ إن التصريحات المنسوبة للعقيد ركن إبراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة هي تنبؤات لما سيحدث من قرارات جديدة للمؤسسة العسكرية وذلك من خلال المعطيات ومجريات الأحداث خاصة في ظل الصراع الجاري بين القوى السياسية المدنية. وأردف “كذلك تعضيدا لما قاله العقيد الحوري أتوقع وفي حال لم يتوافق المدنيون فيما بينهم ويقدموا تنازلات ويشكلوا حكومتهم الوفاقية فإن الطبيعة لاتقبل الفراغ وسيقدم القائد العام للقوات المسلحة على تشكيل حكومة تصريف أعمال”، مشيرا إلى إنها ستجد السند الدولي لاسيما أن أمريكا قامت بترفيعها الدبلوماسي بعد ربع قرن من قائم بأعمال لدرجة السفير والذي قدم أوراق إعتماده للقائد العام للجيش، كما قال الخزين “قامت بريطانيا بتقديم الدعوة للبرهان للمشاركة في تشييع جنازة الملكة وتنصيب الملك الجديد وأيضا تقديم الدعوة له من أمريكا، وهو الأمر الذي اعتبره الخزين رضاء من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لما يقوم به قائد الجيش، وأضاف “ربما إذا وجدت حكومة تصريف الأعمال التي ستشكل رفضا من بعض القوى السياسية أن يتحول الأمر إلي إنقلاب كامل الدسم أسوة بما حدث بمصر وتونس”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس