من يخلف حمدوك في رئاسة مجلس الوزراء؟

402
“الحرية والتغيير” ترفض التشاور مع حمدوك

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ما إن أعلن ، رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إستقالتة من مجلس الوزراء ، حتى بدأت التسريبات تتوالى بشأن من يخلفه؟ وماهي المعايير التي تتوفر في رئيس الوزراء القادم ؟ وهل سيجيد قبول من الشارع المنتفض؟ وما مدى توافق القوى السياسية حوله؟

إبراهيم البدوي

إبراهيم البدوي : لا بد من تنازلات متبادلة بين الاطراف السودانية

أبرز المرشحين لخلافات حمدوك ، وزير المالية السابق إبراهيم البدوي ، إذ بحسب مراقبون تحدثوا لـ”أفريقيا برس” فإنه يتمتع بقبول دولي، وله علاقات واسعة مع المؤسسات الاقتصادية العالمية ، كما إنه يعتبر عراب سياسية التكيف الهيكلي في فترة حكومة حمدوك وهي سياسة يحتاجها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهو ذات الامر الذي يجعل البدوي الاقرب لرئاسة الوزراء.
أيضا تحدثت مصادر اعلامية محلية بأن أعضاءً المكون العسكري في مجلس السيادة رشحوا اسم وزير المالية السابق إبراهيم البدوي لرئاسة الوزراء خلفاً لعبد الله حمدوك وأكدت قيام رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان باتصالات رسمية مع البدوي، بشأن خلافة حمدوك، مشيرة إلى أن البدوي “يجري مشاورات مع مقربين من أجل الموافقة أو الرفض”.

من هو البدوي ؟

تقول سيرته الذاتيه ، إنه تولى حقيبة وزارة المالية في حكومة حمدوك الأولى حتي يوليو 2020. و شغل عدة مناصب في مؤسسات مالية عالمية من بينها البنك الدولي الذي عمل كخبير به لمدة 20 عاماً في الفترة بين 1989 و2009.واستقال البدوي في 2020 بعد خلافات مع حمدوك الذي تحفظ على الميزانية التي قدمها في ديسمبر 2019 وضمت عدداً من البرامج الإصلاحية.

ماذا قال البدوي؟

وفي أول تعليق له بشأن ترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء يقول وزير المالية السابق د. إبراهيم البدوي، إنه لم يتلق عرضاً “بالمعنى الحرفي” لتولي منصب رئيس الوزراء خلفاً لعبد الله حمدوك. وأضاف: “لم يكن هناك عرض بالمعنى الحرفى؛ إنما “شورى أو استمزاج رأيي” بخصوص ترشيح اسمي، وعليه لم أتقدم بشروط، إنما برؤية مفادها أن الأولوية يجب أن تكون لبناء ميثاق وطني وتوافق عريض؛ يرتكز إلى الفضاء السياسي الذي أوجده هؤلاء الشباب، ثم بعد ذلك لكل حدث حديث”. وأضاف: “هذا هو التوصيف الدقيق لما دار حول ترشيحي”.

حظوظ البدوي

وحول حظوظ البدوي في رئاسة مجلس الوزراء ، يرى الخبير الاستراتيجي العميد ياسر أحمد الخزين في حديثه لـ”أفريقيا برس” أنه يتميز بمهنية وكفاءة علمية ، ويضيف ، كذلك يمتلك قراره دون النظر لحاضنته السياسية أو ما تمليه عليه وهذا في حد ذاته يعد مكسبا ونتيجة إيجابية لصالحه ، مستدلا برفعه للدعم وتحرير سعر الصرف الذي رفضته القوى السياسية واضطرت للقبول به اضطرارا في عهد الدكتور جبريل. وتابع : أيضا البدوي خبر السياسة ومطباتها من خلال تجربته في الحكم وسابقا كعضو بحزب الأمة ، فقبول القوى السياسية به كرئيس للوزراء- بحسب الخزين- وارد واهلا للمنصب .

مضوي إبراهيم

مضوي إبراهيم

مصدر من قوى الحرية والتغيير “الميثاق الوطني ” قال لـ”أفريقيا برس” إنهم تلقوا خطاب من رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان يطالبهم فيه بضرورة إختيار رئيس وزراء ، منوها إلى إنهم الان بصدد اختيار شخصية من الكفاءات المستقلة للمنصب .
بيما أكدت مصادر وتقارير إعلامية عن اتصال مجلس السيادة بالاكادمي والاستاذ بجامعة الخرطوم مضوي ابراهيم لتولي منصب رئيس الوزراء خلفا لحمدوك ، في وقت قال فيه مقربون من الرجل ، إن مضوي اعلن جاهزيته للمنصب وإنه لا يمانع من تسخير خدماته وإمكانياته للوطن ، وحول مدى مقبوليته من الاطراف السياسية ، يرى مراقبون تحدثوا لـ”أفريقيا برس” إن مضوي تحوم حوله شبهات فساد إذ لا يصلح أن يتقلد منصب قومي كما إنه سيجد رفض وأسع من الشارع والقوى السياسية ، لذلك يستبعد أن يكون رئيس للوزراء .

من هو مضوي؟

والدكتور مضوي إبراهيم آدم هو مهندس سوداني، ومدافع عن حقوق الإنسان ، عرف بدوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور. وقد تعرض للسجن مرارا وتكرارا بتهم تتعلق بعمله في مجال حقوق الإنسان. وهو أيضاً المؤسس والمدير السابق لمنظمة السودان للتنمية الاجتماعية (سودو) التي تعمل في مجال حقوق الإنسان وكذلك في شئون المياه والصرف الصحي والصحة العامة.

هنود أبيا

كذلك من الاسماء التي أرتبط إسمها بخلافة حمدوك ، البروفيسور الهنود ابيا، مدير جامعة افريقيا بالسودان، وهو واحد من أهم المرشحين الذي جرت أكثر من مفاوضات بينه وبين مجلس السيادة سيما إنه كان المرشح الابرز قبل عودة حمدوك .
ويرى مراقبون أن تعيين رئيس وزراء ليس بالامر السهل على اعتبار إنه يحتاج الى مشاورات واسعة قد تسغرق وقتا أطول ، فضلا عن عقبات تواجه الشخصية التي يتم اختيارها إذ أن الشارع يتحفظ أو ربما يرفض اي شخصية يأتي بها المكون العسكري في رئاسة مجلس الوزراء .

وصفة سحرية

الدكتور عبده مختار موسى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية

أستاذ العلوم السياسية ،عبده مختار، شدد في حديثه لـ”أفريقيا برس” على ضرورة ، أن يكون رئيس الوزراء القادم من الكفاءات المستقلة ، وأن يتمتع برؤية سياسية وإرادة سياسية ، مؤكدا أن كل هذه الصفات غابت عن حمدوك ، ويمضي مختار قائلا، كذلك يجب أن يكون لديه برنامج سياسي ويجيد الخطابات السياسية على اعتبار أن الشباب في الشارع يحتاجون لقيادة وسند حقيقي يخاطب قضاياهم ، داعيا رئيس الوزراء القادم لتحقيق تطلعاتهم وأن يضع خارطة طريق تحقق أولويات الفترة الإنتقالية والاعداد للإنتخابات ، كما شدد مختار على ضرورة أن يكون رئيس الوزراء من الدارسين للعلوم السياسية والقانون معتبرا ذلك يتيح للقائد معرفة الشأن السياسي ، كما أن المشكلة الاساسية في السودان -بحسب مختار- سياسية بالدرجة الاولى ، وهنا يقول مختار ، لذلك أخفق حمدوك على اعتبار إنه دارس للإقتصاد وهو الامر الذي جعله مغيب تماما على الشأن السياسي، واوصى مختار ايضا بضرورة أن يتمتع رئيس الوزراء بالدهاء والمكر لان ذلك تحتاجه دهاليز السياسية ، سيما في مقارعة المكون العسكري لانهه يحتاج لمثل كذا قائد .

جبريل إبراهيم

ايضا ، هناك عدة أسماء مرشحة لاستلام رئاسة الوزراء، ابرزها وزير المالية الحالي د. جبريل ابراهيم والوليد مادبو وكامل إدريس .
بالنسبه لجبريل إبراهيم فإن الكثيرون يستبعدون توليه المنصب على اعتبار أن الشارع سيرفضه ولن يقبل به ، إذ يعد في نظر الثوار أحد الذين مهدوا لإنقلاب البرهان حيث كان من الداعمين لإعتصام القصر الذي كان له دور في الاطاحة بالحكومة المدنية .
أما الوليد مادبو وكامل إدريس بحسب مراقبين تبدوا حظوظهم كبيره لشغل المنصب على اعتبار إنهم اقرب الشخصيات للمكون العسكري ، لكن يوأجهم مصير جبريل بشأن عدم مقبوليتهم في الشارع السوداني .

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here