هل تجاوز الشارع السوداني قوى الحرية والتغيير؟

134
هل تجاوز الشارع السوداني قوى الحرية والتغيير؟
اعتصام 19 ديسمبر في القصر الجمهوري

بقلم: احمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار طرد القيادي بقوى الحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ من باحة القصر الجمهوري من قبل المتظاهرين، إستفهامات واسعة، ابرزها؛ هل تجاوز الشارع قوى الحرية والتغيير؟ ولماذا الاعتداء والطرد لقيادات قوى التغيير ؟ وهل ماحدث أمر مخطط؟

تفاصيل ماحدث

محاصرة إبراهيم الشيخ، القيادي بقوى الحرية والتغيير من قبل الثوار خلال موكب 19 ديسمبر
محاصرة إبراهيم الشيخ، القيادي بقوى الحرية والتغيير من قبل الثوار خلال موكب 19 ديسمبر

وطردت مجموعات كبيرة من المتظاهرين ، القيادى بقوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ من ساحة القصر الجمهوري في موكب 19 ديسمبر، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها المحتجين اثناء طردهم للقيادي بقوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ من ساحة القصر الجمهوري حيث ردد المحتجين شعارات وهتافات مناهضة لقوى الحرية والتغيير من بينها: ”اطلع برا اطلع برا قحاته باعوا الدم”.

 ندوة شمبات

جانب من قيادات قوى الحرية والتغيير التي شاركت في الندوة السياسية بشمبات
جانب من قيادات قوى الحرية والتغيير التي شاركت في الندوة السياسية بشمبات

كذلك هتفت مجموعة من الثوار بهتافات مناوئة ضد قيادات قوى الحرية والتغيير خلال تنظيمهم لندوة سياسية في الخرطوم – بحري، ولم تكن هتافات فقط، إذ بحسب شهود عيان- فإن الامر تعدى مرحلة قذف بعض الكيانات الثورية -ملوك الاشتباك – الحاضرين للندوة بشمبات، بجانب حدوث اشتباكات بالكراسي بين الثوار وبعض مناصري “قحت” مادى إلى فض الندوة السياسية التي نظمتها قوى الحرية والتغيير. لكن سرعان مانفت “ملوك الاشتباك ” وجود اي صلة بماحدث في الندوة، كما حملت قوى الحرية والتغيير الانقلابين مسؤلية فض الندوة السياسية.

أجندة متطرفة

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية
الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

يقول المحلل السياسي، الفاتح محجوب في إفادته لـ”أفريقيا برس” إن الشارع للاسف تسيطر عليه الآن جماعات ذات أجندة متطرفة يمكن ان تجر البلاد للخراب، مستدركا ، لكن مع ذلك تظل الأحزاب السياسية هي الجسم الوحيد الذي يمكنه أن يقود التوافق السياسي مع المكون العسكري، واردف، أما المجموعات الثورية التي تقود الشارع فهي دوما كما دلت التجارب العالمية- وكما حدث في ثورة الطلاب في فرنسا ضد شارل ديجول- تظل محدودة التفكير و تستطيع إخراج المظاهرات لكنها لا تبني دولة ولا تمتلك أفكارا لبناء توافق سياسي يصلح لحكم السودان، ويقول الفاتح، إن أحزاب قوى الحرية والتغيير تظل تمتلك القدرة على الفعل السياسي والمناورة بالرغم من لفظ شباب الثورة لهم، مستدركا، ولكن بالطبع سيؤثر الرفض الثوري على شرعية ادعاء تمثيل الثورة ولكن له أيضا عامل إيجابي هو اضطرار المكونين العسكري والمدني للتوافق السياسي لمواجهة الرفض الثوري لهم من قبل الشباب السوداني الذي يقود الآن مظاهرات رافضة للجميع بدون استثناء.

تسلق “قحت”

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس” ماذا إن كان الشارع السوداني تجاوز قوى الحرية والتغيير”؟ يجيب الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين- قائلا: “فشل الحاضنة السياسية لحكومة الثورة “قحت” في تلبية متطلبات الثوار من الشباب وجماهير الشعب السوداني هو ما أدى إلى عزلها سياسياً وكانت الرؤية واضحة للعيان لكل مراقب سياسي إذ عملت “قحت” على إسقاط نظام الإنقاذ دون أن تكون لها خطة واضحة لتسلم السلطة بعد الإنقاذ وأيضاً كان للسقوط المفاجئ للإنقاذ بالغ الأثر في جهجهة “قحت” والتي ماكانت تتوقع سقوطا عاجلاً للإنقاذ وهو -بحسب الخزين- ما اربك حساباتها بدليل خروج السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حمدوك بعد ثلاثة أشهر مفيداً بأن قحت لم تعطيه مشروعا لتنفيذه ، أضف لذلك المحاصصات التي تمت بين قحت على قسمة السلطة والثروة، وتابع، وبالنسبة لي منذ مخاطبة إبراهيم الشيخ إحتفائية الإحتفال بالترحيب بالحركات المسلحة الموقعة بجوبا بساحة الحرية بإسم “قحت” والهتافات من قبل الثوار المناهضة له والرافضة لمخاطبته الحضور بإسمهم ، بجانب الإخفاقات التي حصلت، والفشل الذريع الذي صاحب تسنمهم مناصب السلطة التنفيذية ، كلها تؤكد تجاوز الشارع لقحت، وبشأن ماحدث لإبراهيم الشيخ في باحة القصر من قبل الثوار، يقول الخزين، إن ما حدث لإبراهيم الشيخ كان متوقعا ، وتريد هذه القوى السياسية ان تتسلق جدار السلطة مجدداً وهو ما أعتبره الشباب الثائر تسلقا للصعود علي أكتافهم مجدداً.. والحمدلله أن تدخل العقلاء فحافظوا على سلامة الأستاذ إبراهيم الشيخ.

رؤية ضحلة

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، قيادي في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وعضو المكتب السياسي لحركة “حق” أحد مكونات قوى التغيير في السودان

لكن القيادي بقوى الحرية والتغيير، مجدي عبدالقيوم كنب ، لديه رؤية مختلفة عن الحديث السابق ، إذ يقول في إفادته لـ”أفريقيا برس”: ” ليس ثابتا بشكل قاطع أن إطلاق البمبان خلال ندوة قوى الحرية والتغيير بشمبات تمت من جهات تتبع لقوى الثورة ولا يمكن إطلاق التهم جزافا ومن حيث المبدا هو سلوك مدان ومرفوض بتاتا”، وتابع، كذلك حادثة الاعتداء البدني على الاستاذ ابراهيم الشيخ تاتى فى سياق عدم الاتساق بين الشعار والموقف وقدح فى مصداقية إيمان من قام بهذا السلوك المشين بشعار الثورة الاثير “حرية و عدالة و سلام”، وبحسب كنب، فمن حق الاخر ان يعبر عن موقفه السياسي بكامل الحرية والاخيرة كمفهوم لا تتجزأ، اضافة إلى ان الاعتداء على الاستاذ ابراهيم نفسه مرفوض، اذ انه يخرق منظومة القيم الاجتماعية قبل الدلالات السياسية والفكرية، وأضاف، لا اعتقد ان الحادثتين تؤشران على رفض الشارع لقوى الحرية او تجاوزه لها لان هذا القول يستبطن الاستسهال فى تحليل المشهد لعدة اسباب منها ان الشارع ليس كتلة جماهيرية سقطت من السماء فبينها عضوية الاحزاب نفسها لذلك يمكن ان تفصل بين الشارع والقوى السياسية الا ان اردت ان تلوي عنق الحقيقة، اضافة الا هذه الحوادث المرفوضة معزولة تماما ولم تاخذ طابع الظاهرة التى تدلل على سلوك ممنهج يمكن ان يعزي لاساب، لذلك الوصول لنتائج قاطعة صعب، وختم كنب حديثه قائلا، جملة القول إن السؤال ينطلق من فرضية خاطئة وهى أن الشارع (كوم) والقوى السياسة كوم اخر و هذه رؤية ضحلة والمقدمات الخاطئة تقود لنتائج خاطئة فى علم المنطق.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here