هل يذهب الجيش السوداني إلى منبر جدة؟

68

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. لم يمضي سوى ساعات على اتصال وزير الخارجي الأمريكي انتوني بلنيكن بقائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، والذي حث فيه البرهان على ضرورة العودة لمنبر جدة والتفاوض لوقف الحرب، لم يمضي الاتصال ساعات حتى خرج نائب مجلس رئيس مجلس السيادة، مالك عقار بتصريحات نارية حيث أعلن رفضه القاطع الذهاب إلى منبر جدة، قائلًا “إنه الرجل الثاني في الدولة، وإن قراره هو عدم الذهاب للمفاوضات”.

ولم يكن عقار وحده الذي رفض الذهاب إلى جدة، حيث لحقه في ذلك مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، معلنا تأييده الكامل لموقف مالك عقار، وأضاف إن “عقار أعطى رأي الدولة فيما يتعلق بالمفاوضات مع قوات الدعم السريع، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين وأن لا ذهاب إلى جدة”.

وأثارت تصريحات قيادات الجيش بشأن المشاركة منبر جدة من عدمها، جملة من التساؤلات أبرزها؛ هل ثمة تباين داخل الجيش بشأن الذهاب إلى جدة؟ وهل يذهب الجيش إلى منبر جدة؟

مستقبل التفاوض

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن “البرهان موافق على الذهاب إلى جدة ولكنه يشترط أولا قيام قوات الدعم السريع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا، اي الخروج من منازل المواطنين ومن الأعيان المدنية ثانيا.

ووقع في جدة بند بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خروج الأخيرة من منازل المواطنين، بيد أن الدعم السريع لم يلتزم بالاتفاق.

وأضاف الفاتح “الجيش معترض على مشاركة الإمارات ضمن رعاة المفاوضات خاصة وأنها داعم للمليشيا ويعتبر حديث الفريق مالك عقار عن رفض الذهاب إلى جدة بحسب عقار متفق مع حديث البرهان بالرغم من أنه يبدو عكس ذلك لأن حديث البرهان عمليا يرفض إنعقاد مفاوضات جدة لكن بلغة دبلوماسية”.

ويقول الفاتح “إن وافق الدعم السريع على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جدة سيذهب الجيش لمناقشة كيفية تسريح ودمج قوات الدعم السريع في الجيش”، وتوصل الفاتح إلى “مجريات الحرب الحالية في دارفور هي التي ستحدد مستقبل مفاوضات جدة”.

إستراتجية التفاوض

وبشأن تباين الرؤى في المؤسسة العسكرية بخصوص الذهاب إلى جدة، يقول المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب؛ إنه وبحسب واقع الحال المتصل بالمؤسسات العسكرية على وجه الإطلاق “ليس هناك أي مجال للتناقض في المواقف سواء أن تعلق الأمر في قضايا داخل المؤسسة العسكرية نفسها أو في الفضاء الخارجي، وبالتالي لا مجال للإعتقاد بأن التناقض في التصريحات يشي بتناقض في الرؤى الكلية فهذه ليس مؤسسة مدنية وهي بطبيعتها تقوم علي تراتبية قيادية وطاعة الأوامر بالتالي لا يخرج ما يبدو أنه خلاف في وجهات النظر عن هذه الرؤية سيما في قضايا استراتيجية متصلة بالأمن القومي”. وتابع عبدالقيوم “وزير الخارجية الأمريكي لا يحكم السودان، حتى لو سلّمنا أنه وزير خارجية لدولة تصنع القرار في العالم، لذلك لا أظنه يصدر أوامر لدولة ذات سيادة، وبالتالي فمن الطبيعي أن يأتي الرد علي شاكلة ما ورد في تصريحات الفريق ياسر العطا”.

وقال كنب لموقع “أفريقيا برس” إن “الحكومة كررت مرارا أنها لا تعتد إلا بمنبر جدة على كثرة المنابر التي تحاول معالجة الأزمة السودانية ولكن منبر جدة نفسه فشل في إنفاذ إعلان المبادىء الصادر في بيانه الختامي، وبالتالي اذا كان الوسطاء بمن فيهم رعاة منبر جدة الدوليين والإقليميين جادين في حل الأزمة السودانية- مع أني اتشكك في ذلك – فعليهم إنفاذ ما ورد في إعلان المبادىء وتحديد آليات لذلك، ومجموعات لمراقبة التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق وإلا فإنه من الطبيعي أن يكون موقف الحكومة السودانية التي يمثلها الجيش هو رفض العودة لمنبر عاجز عن إنفاذ ما يتم التوصل اليه”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here