أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قال الخبير في الشؤون الدولية والمرشح القومي المستقل الأسبق لرئاسة الجمهورية في السودان، روبرت وليم إسكندر، إن قوات الدعم السريع تنفذ عملية تغيير ديموغرافي ممنهجة.
وأوضح في حواره مع “أفريقيا برس”، أن هذه العملية تتم عبر تهجير السودانيين قسراً من ديارهم، واستبدالهم بجلب أسر الميليشيات إلى المناطق المهجورة.
وفي سياق حديثه عن الوضع في السودان، أشار إسكندر إلى إن هناك ضغوطاً متزايدة داخل الكونغرس الأمريكي بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في السودان.
وأشار إلى أن هذه الضغوط قد تؤثر على مسار الحرب في السودان، نظراً لأن قوات الدعم السريع تحظى بدعم خارجي.
وأوضح أن تنفيذ قرار منع استخدام الأسلحة الأمريكية يعتمد على مدى الصرامة والجدية التي سيتعامل بها الكونغرس مع هذا الملف. وأكد أنه في حال تنفيذ القرار، فإن قوات الدعم السريع ستواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الإمدادات العسكرية اللازمة.
كيف ترى مشروع القرار المطروح في مجلس النواب الأمريكي بشأن منع بيع الأسلحة للإمارات؟ وإلى أي مدى يمكن أن يساهم في وقف الإمدادات عن قوات الدعم السريع؟
مشروع القرار يعكس الضغوط المتزايدة داخل الكونغرس الأمريكي بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في النزاعات التي تنتهك حقوق الإنسان. وفي حال تمرير القرار، قد يُعقّد من قدرة الأطراف المتورطة، مثل قوات الدعم السريع، على الحصول على الإمدادات العسكرية عبر دول وسيطة.
مع ذلك، تأثير القرار يعتمد بشكل كبير على مدى الصرامة في تطبيقه والتعاون الدولي بشأن منع تهريب الأسلحة. وقد تلجأ قوات الدعم السريع إلى شبكات تهريب الأسلحة أو مصادر غير تقليدية لتعويض النقص، مما يعني أن تنفيذ القرار وحده قد لا يكون كافياً لوقف تدفق الإمدادات العسكرية.
ما هو مستقبل حرب السودان بعد الفيتو الروسي؟ وهل يمكن اعتبار فكرة إدخال قوات أجنبية إلى السودان قد تلاشت تماماً؟
يعكس الفيتو الروسي في مجلس الأمن بشأن السودان تعقيدات السياسة الدولية وغياب التوافق بين القوى الكبرى. هذا التطور يجعل احتمالية إدخال قوات أجنبية تحت مظلة الأمم المتحدة أقل واقعية، نظرًا لأن القرارات الأممية تتطلب توافقًا دوليًا يصعب تحقيقه في ظل الانقسامات الحالية.
ومع ذلك، يظل الخيار مفتوحًا أمام القوى الإقليمية أو الأفريقية للعمل خارج إطار الأمم المتحدة لتشكيل قوة تدخل محدودة. لكن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، وتتطلب توافقًا داخليًا ودعمًا إقليميًا واسعًا لضمان نجاحها وتحقيق الاستقرار في السودان.
لماذا تصر بعض القوى السياسية، وعلى رأسها حزب “تقدم”، على دعوة قوات أجنبية للتدخل في السودان؟
ترى هذه القوى أن الوضع الحالي في السودان يتسم بضعف الجيش في احتواء الأزمات وتصاعد الفشل في المفاوضات السياسية بين الأطراف المتنازعة. بناءً على ذلك، تعتقد أن وجود قوات أجنبية يمكن أن يساهم في:
– فرض وقف فعال لإطلاق النار.
– حماية المدنيين من الانتهاكات.
– تمهيد الطريق للحوار السياسي.
ومع ذلك، تواجه هذه الدعوات رفضاً واسعاً داخل السودان، حيث يعتبرها كثيرون انتهاكاً للسيادة الوطنية.
هل نحن أمام تغيير ديمغرافي في السودان نتيجة ممارسات قوات الدعم السريع؟
تقوم قوات الدعم السريع بتهجير سكان قرى شرق الجزيرة قسراً، بعد أن قامت بذلك في مناطق مثل الخرطوم وسنار ودارفور. وأفاد شهود عيان بأن هذه القوات بدأت في جلب أسرها للسكن في منازل المواطنين المهجّرين.
تشير هذه الممارسات إلى احتمال وجود مخطط لتغيير ديمغرافي قسري، حيث يُعتبر تهجير السكان الأصليين واستبدالهم بأسر المليشيات استراتيجية تستهدف تعديل التركيبة السكانية. وقد استُخدم هذا النهج في نزاعات مشابهة لخلق واقع جديد يصعب تغييره حتى بعد انتهاء النزاع.
تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع، قامت بتهجير قسري لآلاف القرى في السودان، وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك القتل والاغتصاب. في المقابل، يُتهم الجيش السوداني بالتقاعس عن حماية المواطنين، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التقاعس.
هناك عدة عوامل قد تفسر هذا الوضع:
1. ضعف القدرات: قد يفتقر الجيش إلى الموارد الكافية للتعامل مع ميليشيا مثل قوات الدعم السريع، التي تمتلك تمويلاً وتسليحاً جيداً.
2. الانقسامات الداخلية: قد تكون هناك خلافات داخل القيادة العسكرية تعيق التحرك الفعّال لحماية المدنيين.
3. تقديرات استراتيجية: ربما يركز الجيش على حماية المناطق الاستراتيجية بدلاً من التدخل المباشر لحماية المدنيين، مما يؤدي إلى إهمال بعض المناطق.
ومع ذلك، هذه التفسيرات لا تُعفي الجيش من مسؤوليته تجاه حماية المواطنين، مما يزيد من الضغط الشعبي والسياسي على قيادته.
كيف يُنظر إلى تحرير سنجة؟ وهل يمثل خطوة نحو تحقيق انتصارات جديدة؟
تحرير سنجة يُعد انتصاراً تكتيكياً يبرز قدرة الجيش على استعادة السيطرة على المناطق التي تحتلها الميليشيات. إذا استثمر الجيش هذا الانتصار من خلال خطوات استراتيجية وتنظيمية، فقد يشكل بداية لسلسلة من الانتصارات التي يمكن أن تعيد توازن القوى.
ومع ذلك، يتطلب تحقيق ذلك العمل على تعزيز دعم السكان المحليين وتحسين الأداء العسكري، بما يشمل حماية المدنيين وضمان استمرارية المكاسب المحققة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس