المخدرات في السودان : إدمان يصل لمرحلة الجنون

197

بقلم: بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. انتشرت في الآونة الأخيرة تجارة المخدرات بصورة كبيرة في السودان وأضحت هاجس يؤرق الأسر ويفتك بنسيجها الإجتماعي بعد أن غزت تلك الظاهرة الجامعات والمدارس والأسواق السودانية وهددت المجتمع بأكمله وباتت تمثل تحدياً كبيراً للسطات السودانية للسيطرة عليها. وتمثل أراضي السودان الشاسعة والمفتوحة مرتعاً لتجارة المخدرات وأرض خصبة تنطلق منها أضخم عمليات تهريب المخدرات بأنواعها المختلفة.

وبحسب خبراء نفسين فإن انتشار المخدرات والعقارات الطبية ليس بمعزل عن جرائم القتل وحوادث العنف التي حدثت في الفترة الأخيرة في العاصمة الخرطوم، وأرجع الخبراء تنامي انتشار المخدرات بين الشباب لعدم وجود رقابة حكومية و تشريعات وقوانين وعقوبات رادعة تحد من انتشارها.

كميات ضخمة

كشفت صحيفة الانتباهة المحلية قبل أيام عن إدخال كميات ضخمة من المخدرات (خمام البدرة) والحشيش إلى مدينة سواكن بشرق السودان و أضافت مصادر الصحيفة أن تلك الكميات تكفي عموم الولاية لعام كامل بينما أفادت جهات مختصة الصحيفة، أن المدينة باتت منطقة عبور لتجارة المخدرات والأسلحة النارية، ونوهت إلى أن كل ضبطيات المخدرات تمت في سواكن بشرق السودان.

اتهامات

وفي ذات الاتجاه قالت مواقع إلكترونية إن الأمم المتحدة اتهمت حركة العدل والمساواة بزراعة البنقو في أفريقيا الوسطى وتسوقه في السودان. وهو اتهام ظل متكرر للحركات المسلحة في دارفور بأنها تتجار في عملية المخدرات لكسب تمويل يساعدها في عملها العسكري. وفي العام اغسطس 2008 اتهمت حكومة عمر البشير الحركات المسلحة في دارفور بدعم و إيواء تجار مخدرات لتمويل عملياتهم الحربية من عائدات المخدرات.

مضبوطات

ضبطت الشرطة السودانية في العاصمة الخرطوم في نفس التوقيت نحو 3 أطنان ونصف الطن من المخدرات (الحشيش البنقو)، قدرت قيمتها بمليوني دولار أميركي. وفي أقل من أسبوع، ضبطت شرطة الجمارك كميات من نفس نوع المخدرات غرب مدينة أم ردمان. وفي يوليو 2019 ضبطت سلطات الفترة الانتقالية نحو 17 طناً من الحشيش اللبناني والحبوب المخدرة، قرب مدينة عطبرة الواقعة على بعد 310 كيلومترات شمال الخرطوم، بعد دخولها عبر الطيران.

تقارير ودراسات

كشف تقرير صادر في أبريل 2017 لرئيس لجنة مكافحة المخدرات البروفيسور الجزولي دفع الله في حكومة الإنقاذ السابقة أن دراسة حول تعاطي المخدرات شملت 13 جامعة في الخرطوم أكدت عدم خلو أي جامعة من المخدرات، بجانب 15% من طلاب الجامعات يتعاطون المخدرات بأنواعها.

و تقول دراسة أجرتها دكتورة نورالهدى محمد مديرة مستشفى التجاني الماحي للأمراض النفسية والعصبية بأم درمان عام 2014 إن 57 في المائة من تجار المخدرات في السودان من الشباب، وأكثر من ثلثي هذه النسبة بين أعوام 18 – 44 عاماً. وتضيف الباحثة أن الدراسة التي أجرتها على نزلاء في سجن الهدى أظهرت أن 28.9 % يتعاطون المخدرات.

حالات من الجنون

الصحفية المتخصصة في ملف الجريمة في السودان هاجر سليمان كشفت في حديثها لموقع أفريقيا برس أن تجارة المخدرات في السودان تشهد انتشاراً كبيراً وسط الشباب مع ظهور أنواع جديدة مستحدثة مثل الحبوب والعقارات الطبيعة ولم تدرج تلك الحبوب ضمن قانون المخدرات وهي أشد خطورة وتأتي كأدوية طبيعة لمعالجة بعض الأمراض العصبية والعقلية. وأشارت إلى أن فئة الشباب أصبحت تستخدمها بصورة كبيرة بجانب مادة الهيرويين المنتشرة في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان. وأوضحت أن هناك بعض حالات الجنون بدأت تظهر لمتعاطي تلك الحبوب الطبية المخدرة.

واستنكرت غياب دور الأجهزة الأمنية والشرطية ونبهت إلى أن الشرطة وحدها غير قادرة على فرض رقابة كافية على تجارة المخدرات بخلاف سيطرة الأجهزة الأمنية في حكومة الإنقاذ السابقة التي قللت من حدتها و انتشارها.

مشاركة قوات نظامية

وشددت هاجر على أن من ضمن أسباب انتشار المخدرات هو مشاركة قوات نظامية في تجارتها وتهريبها وقالت إن هناك عدد من الحوادث والقضايا التي تؤكد مشاركة القوات النظامية في تجارة المخدرات ووصفت عملية إدخال المخدرات بميناء البحر الأحمر بأنه خرق لقانون المياه الإقليمية والدولية وانعدام للرقابة الأمنية والبحرية في السودان. وناشدت السلطات السودانية بدعم إدارة مكافحة المخدرات وتوسيع سلطاتها وصلاحياتها لمحاربة انتشار الظاهرة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here