أفريقيا برس – السودان. انطلقت، يوم الأحد الماضي، فعاليات الدورة الثانية من “معرض شلاتين للكتاب”، والذي تنظّمه “الهيئة المصرية العامة للكتاب” بالتعاون مع “الهيئة العامة لقصور الثقافة”، في مدينة شلاتين الواقعة على أقصى الحدود الجنوبية لمصر، بالقرب من السودان.
يتواصل المعرض، حتى مساء بعد غدٍ السبت، ليمنح سكان هذه المنطقة الحدودية فرصة للتفاعل المباشر مع عالم الكتب والنشر، في وقت لا تزال فيه مثل هذه الفعاليات نادرة الحضور خارج المراكز الحضرية الكبرى. ويأتي هذا الحدث جزءاً من جهود وزارة الثقافة لتعزيز حضورها في المناطق الطرفية.
هذا العام، يشهد المعرض تنوعاً ملحوظاً في المشاركين والمحتوى، إذ تعرض “الهيئة العامة للكتاب” مجموعة واسعة من إصداراتها ضمن سلاسلها المعروفة مثل “سلسلة التراث”، و”تاريخ المصريين”، و”الفنون الشعبية”، و”مكتبة الأسرة”، و”المصريات”، إلى جانب أعمال طه حسين وسليم حسن وأحمد لطفي السيد. أما “هيئة قصور الثقافة”، فحرصت على أن تشمل مشاركتها عناوين موجهة إلى مختلف الفئات، بما في ذلك الأطفال، في محاولة لبناء علاقة مبكرة بين الأجيال الجديدة والكتاب.
وتُشارك في المعرض أيضاً مؤسسات ثقافية أخرى، من بينها دار المعارف التي تعرض نحو 120 عنواناً، أبرزها “لسان العرب” لابن منظور، وسلسلة “العبقريات” لعباس محمود العقاد، إلى جانب دار الكتب والوثائق القومية، والمركز القومي للترجمة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمركز القومي لثقافة الطفل، ومكتبة قصر ثقافة شلاتين.
ورغم اقتصار البرنامج على بيع الكتب وورش الأطفال، في غياب الندوات والأنشطة الحوارية، يُعتبر المعرض خطوة تأسيسية لخلق تقاليد ثقافية في مناطق غالباً ما تُوصف بالتهميش. ويأمل القائمون على الفعالية أن تتوسع مستقبلاً لتشمل أنشطة تفاعلية، تفتح المجال أمام النقاش والتبادل الثقافي الحي. وفي ظل محدودية الفعاليات الثقافية في المدن البعيدة عن المركز، يكتسب معرض شلاتين للكتاب أهمية خاصة، ليس فقط بوصفه منصة لبيع الكتب، بل بوصفه جسراً يصل بين العاصمة والمناطق الحدودية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
