مسيّرات تخريب كهرباء السودان… مساحات شاسعة تغرق في العتمة

20
مسيّرات تخريب كهرباء السودان... مساحات شاسعة تغرق في العتمة
مسيّرات تخريب كهرباء السودان... مساحات شاسعة تغرق في العتمة

أفريقيا برس – السودان. أطلقت قوات الدعم السريع سرباً من الطائرات المسيرة استهدف سد ومحطة كهرباء مروي، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالسد واشتعال النيران وقطع عام للتيار الكهربائي عن مساحات شاسعة في شمال البلاد.

وتم استهداف محطة كهرباء مروي للمرة الثالثة خلال شهر، الأمر الذي أغرق عدة مدن في الولاية الشمالية في العتمة، كما امتدت الأضرار إلى العمليات الزراعية وتوفير مياه الشرب بجانب تأثيرات سلبية على الخدمات الصحية والأسواق.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” تضرر المحول الرئيس الذي يغذي الولاية الشمالية بالكهرباء في محطة كهرباء سد مروي بعد استهداف المحطة بمسيرات من قبل الدعم السريع.

وأوضحت المصادر، التي رفضت ذكر هويتها، أن قطع التيار الكهربائي عن الولاية الشمالية تم لحين انتهاء الفرق الهندسية من عملية تقييم الأضرار التي لحقت بالمحول ومن ثم بحث عملية إمداد بديلة بالكهرباء لساعات محدودة يوميا للولاية حتى معالجة الأضرار.

وفى الثالث عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي استهدفت قوات الدعم المحطة الكهربائية حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر اندلاع حريق في المحطة الناقلة للكهرباء من السد إلى الشبكة القومية التي تغذي عدداً من الولايات السودانية بالطاقة الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع في خدمات الكهرباء بعدد من المدن ومن بينها مروي وبورتسودان، وأم درمان، وعطبرة ودنقلا، وأدى الهجوم آنذاك إلى احتراق مفاعل خط المرخيات الكهربائي وفقا لوزير الطاقة السوداني محيي الدين نعيم.

تضرر المحول الرئيسي

أدى هجوم الدعم السريع إلى تضرر المحول الرئيسي المغذي للولاية الشمالية، وفق بيان رسمي صادر عن إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشركة كهرباء السودان مساء الثلاثاء، أكدت خلاله أن المحطة التحويلية بمروى تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة مؤخرا، مما أدى. وقالت الشركة إن الاستهداف المتكرر لمحطات الكهرباء يؤثر سلبا على الخدمات الأساسية للمواطنين، خاصة في شهر رمضان.

وقال بيان لقيادة الفرقة 19 مشاة، إن الهجوم أحدث بعض الأضرار في سد مروي. وشدد على استعداد الجيش التام للتعامل مع أي طارئ أو أي أجسام غريبة في سماء محلية مروي والولاية الشمالية عامة.

وتعتبر مروي منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية، وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنكليزي. كذلك يعتبر السد من أبرز معالم المدينة، ويقع في منطقة الحمداب على بعد 350 كلم شمالا من الخرطوم، و40 كلم من وسط مدينة مروي.

يشار إلى أن الدعم السريع استهدف أكثر من مرة عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار ونهر النيل، فضلا عن سدي أعالي عطبرة وستيت الذي ينتج 320 ميغاواط.

يذكر أن سد مروي ينتج 1250 ميغاواط، بينما سدا أعالي عطبرة وستيت ينتجان 320 ميغاواط، وهذه السدود تشكل نحو 60% من الطاقة الكهربائية المنتجة في السودان.

السد يوفر 45% من احتياجات كهرباء السودان

يقول الخبير الاقتصادي إبراهيم شقلاوى لـ”العربي الجديد” إن لسد مروي أهمية استراتيجية وتنموية من خلال موقعه في الولاية الشمالية على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم، واكتمل بناؤه عام 2009 بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف التنموية. وحسب شقلاوي، يعد السد المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة الكهربائية، إذ ينتج نحو 1250 ميغاواط، ما يغطي 45% من احتياجات السودان من الكهرباء، كما يسهم في حماية أراضي الولاية الشمالية من فيضانات النيل، ويعزز المشاريع الزراعية والصناعية التي تعتمد على بحيرة التخزين بطول 176 كيلومترا.

وقال إن موقعه الاستراتيجي أتاح فرصا لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير القطاعات الإنتاجية ما جعله ركيزة أساسية في مساعي تحقيق التنمية المستدامة.

ويرى شقلاوى إن الاستهداف المتكرر لمنشآت حيوية يكشف عن نوايا تهدف إلى تقويض الاقتصاد الوطني وزعزعة استقرار البلاد، بما في ذلك تعطيل شبكات الكهرباء التي تعتمد عليها مناطق واسعة من السودان في الإنتاج الزراعي والصناعي، بجانب مياه الشرب.

وأضاف أن استهداف قوات الدعم السريع لسد مروي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني خاصة المادة (52) من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 التي تحظر الهجمات على الأعيان المدنية، باعتبارها لا تسهم مباشرة في العمليات العسكرية. كما يصنف هذا الفعل ضمن جرائم الحرب وفقا للمادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وقال شقلاوى: لا تقتصر تداعيات استهداف سد مروي على الأضرار المادية المباشرة، بل تمتد إلى إضعاف قدرة السودان على الحفاظ على استقراره الاقتصادي والاجتماعي، إذ يمثل السد محورا رئيسيا لشبكة الكهرباء القومية، وأي انقطاع في التيار الكهربائي يؤثر على مختلف القطاعات، بما فيها الصناعة والخدمات العامة والصحية، كما تعمق هذه الهجمات معاناة المواطنين في ظل أزمات اقتصادية خانقة.

أبوبكر عبد الله مواطن بالولاية الشمالية أكد لـ”العربي الجديد” على معاناة المواطنين خاصة المزارعين منهم جراء تكرار استهداف المحطة. وقال: هنالك معاناة كبيرة في الري وخاصة السواقي الزراعية الصغيرة التي تستخدم المولدات الكهربائية.

وحسب المواطن السوداني، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى انقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنية، ما فاقم من معاناة المواطنين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here