طائر الشؤم يحلق مجددا في سماء دارفور

252
طائر الشؤم يحلق مجددا في سماء دارفور
طائر الشؤم يحلق مجددا في سماء دارفور

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يبدو أن مساعي تحقيق السلام ووقف المجازر في السودان قد بائت بالفشل، وهذا يُقرأ من خلال تجدد الصراع في إقليم دارفور، حيث شهدت منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور خلال الأيام الماضية أحداثا دامية راح ضحيتها عدد من الابرياء، وبحسب لجنة أطباء غرب دارفور فإن المحصلة الأخيرة لعدد القتلى وصل إلى 35، فيما بلغ عدد الجرحى 21.

أحداث سابقة

ولم تكن أحداث جبل مون هي الوحيدة في دارفور، إذ ظل الصراع في الإقليم متجددا كل عام ولم تفلح الحكومة الحالية ولا حكومة الثورة في طي ملف النزاع في الإقليم المنكوب، وبحسب تقارير لمنظمات دولية فإن إقليم دارفور فقد الآلاف من أبنائه منذ بداية الصراع في العام 2022، كما إنه بالنسبة للتقرير ذاته فإن حوالي 40 ألف شخص قد نزحوا من بينهم 32 ألفا من 3 مخيمات هي “كردينق 1 و2 والسلطان”، والباقي من كردينق وباب الجنان ودار السلام ودار النعيم”.

تفاقم خطير

كذلك شهدت “الجنينة” بولاية غرب دارفور العام الماضي، أعمال عنف واقتتال قبلي، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات ونزوح الآلاف، ما أدى إلى نشر تعزيزات عسكرية في المدينة، ووفق تقارير إعلامية وقتها، فإن الأوضاع تفاقمت على نحو “خطير” بولاية غرب دارفور، عقب احتدام نزاع بين قبيلتي “المساليت” و”العرب”، على خلفية مقتل أحد شباب القبائل العربية قرب معسكر “كريندينق” للنازحين، وأشار المكتب التابع للأمم المتحدة إلى أن “كثيرون لجأوا إلى مناطق مختلفة في الجنينة بما في ذلك المدارس والمباني الحكومية المحلية” ، وأوضح أنه منذ 22 ديسمبر الماضي، أدت سلسة من الحوادث بين قبيلة “المساليت” ورجال القبائل العربية إلى ارتفاع منسوب التوتر بين القبائل في الجنينة ما أدى إلى انتشار العنف على نطاق واسع.

عقبة كؤود

الفاتح محجوب - محلل سياسي
الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب: “إن ما يجري في منطقة جبل مون يمثل استمرار لأزمة لم يتم حلها”، مؤكدا أنها تعود لعدم تنفيذ اتفاق سلام جوبا على أرض الواقع، محذرا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ من تصاعد الصراع في عدد من الإقليم، وأضاف؛ إن سلام جوبا كان حبرا على ورق و سيظل الصراع في دارفور قائما طالما أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ، مشيرا إلى ما أسماه شيطان التفاصيل والذي بحسب الفاتح ظل العقبة الكؤود في كل اتفاقيات السلام التي وقعت في السودان.

لماذا النزاع؟

إسماعيل أبوه، قيادي في الجبهة الثورية السودانية

بينما، أرجع القيادي بالجبهة الثورية إسماعيل أبوه أسباب الصراع في الاحداث التي شهدها جبل مون إلى ما أسماه إنتشار السلاح في المنطقة، فضلا عن الصراع القبلي، مقرّا في ذات الوقت بأن سلام جوبا لم يكن واقعا معاشا، وشدد في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ على ضرورة تحقيق السلام عن طريق بسط الأمن والتعزيزات العسكرية.

الحكومة في دائرة الاتهام

محلل سياسي فضل عدم ذكر إسمه؛ أرجع سبب الصراع إلى الأجهزة الأمنية في المنطقة، إذ يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن بعضها ينحاز لقبيلة أو جهة محددة لأطراف الصراع، وأضاف، بالرغم من يقف خلف تأجيج الصراع في المنطقة إلا إنه مرتب ومنسق.

مطالب مشروعة

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير
الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

كما طالب القيادي بقوى الحرية الطيب العباسي في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ ضرورة إجراء تحقيق فوري وشفاف في أحداث العنف التي اندلعت في جبل مون، موضحا أن التحقيق يجب أن يحدد من المسؤول من الأحداث، في وقت حث فيه الأجهزة الأمنية على ضرورة تدارك الموقف وتوقيف كل من كان ضالعا في الأحداث، كما دعا إلى ضرورة تحكيم صوت العقل من أجل سلامة المواطن.

من المسؤول؟

شعار تجمع المهنيين في السودان

فيما، حمل تجمع المهنيين السلطة الانقلابية والميليشيات والحركات المسلحة مسؤولية الأحداث وسقوط شهداء في أحداث جبل مون، وتابع: “هذه الأحداث تؤكّد فشل السلطة الانقلابية ومن يقف معها في حمايةِ المدنيين في إقليم دارفور وتحقيق السلام المنشود”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here