عبدالجليل سليمان : اقبضوا الكيزان ينصلح الاقتصاد!

44

أكثر ما يؤلمني، أننا وسمنا بالإرهاب، رغم أن العالم كله يعرف أن الإنسان السوداني– رغم الحروب الأهلية الكثيرة والعنيفة التي خاضتها حكوماته– دون إذن منه ولا رغبة، إنسان مسالم بطبعه وفطرته، ومُحب للحياة. لكن جماعات الهوس الديني وعلى رأسها الإخوان، “الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ”، وكما شوهوا كافة أوجه الحياة اليومية، شوهوا سمعة الإنسان السوداني في الخارج كما لم تفعل أي حكومة من قبلهم، فشتموا السعودية وارتموا في أحضان ملالي طهران وقم، ووقفوا مع صدام حسين ضد الكويت التي لها إسهامات مُقدرة وكبيرة في مساعدة بلادنا في مختلف النواحي، لا ينكرها إلاّ جاحد، فماذا قدّم صدام حسين لنا، وماذا قدّم للشعب العراقي غير الحرب والاستبداد والحكم العضود، وكيف يستقيم أن تقف حكومة محترمة مع غازٍ مأفون لبلد وشعب مسالم وجار؟ هذا لا يفعله إلاّ تنظيم شديد الصفاقة وغارق في التفاهة والغباء مثل تنظم الإخوان المسلمين الإرهابي.

نعم إرهابي، وإلاّ كيف يأتي بزعيم الإرهاب الدولي أسامة بن لادن إلى بلادنا ومعه مفارز وشراذم من شذاذ الآفاق، ممن كانوا يسمون بالمجاهدين الأفغان العرب، ثم يصادرون أمواله ويخططون لبيعه بثمن بخس، فيهرب منهم إلى جبال أفغانستان وينفد بجلده ويترك خلفه مالاً كثيراً، يتقاسمونه فيما بينهم– لعنهم الله- ثم يأتون بالإرهابي الدولي كارلوس، ليغدرون به ويحقنونه بمخدر ثم يبيعونه لفرنسا نظير حفنة دريهمات– لم تدخل خزينة الدولة- وإنما تفرقت بين الفاسدين من ذوي اللحى المنسدلة إلى الصدور والمسابح المتدلية بين الأصابع.

هؤلاء هم الإسلامويون، هم من جلب الفقر والحرب والمرض والعار للشعب السوداني، هم تسولوا باسمه، وقتلوا باسمه، وباعوا باسمه، وسرقوا باسمه، وأرهبوا باسمه، حتى صرنا موسومين بالإرهاب، فيما لا نجد إلاّ– استثناءات نادرة– سوداني قام بعمليات إرهابية أو انتحارية في أي مكان في العالم. ربما نحن ضمن أقل الشعوب ميلاً نحو الإرهاب، إذا ما استثنينا الإخوان ومن لف لفهم.

الآن، نحن ضمن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وقد وضعنا فيها بسبب هؤلاء الكيزان، الأمر الذي أسهم في تدمير حياتنا دماراً كاملاً، وليس اقتصادنا فحسب. لذلك، لا بد من محاسبة كل من تسبب بشكل مباشر أو غير مباشر أو أيد ودعم حكومة الإرهاب البائدة. لا تسامح مع أعداء الشعب وأعداء الوطن، ولو رفعوا المصاحف على أسنة الرماح لينجوا بأنفسهم، فهذه حيلة استخدموها ثلاثين عاماً، ولا ينبغي السماح لهم بتكرارها مُجدداً.

على كُلٍّ، سعدتُ جداً بتصريح وزير المالية إبراهيم البدوي لـ”رويترز”، بأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مسألة وقت فقط، لكنه قال أيضاً خلال لقاء استضافته مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية: “إن إدراج السودان على هذه القائمة شلّ قدرة الحكومة الانتقالية في الوصول للتمويل من صندوق النقد والبنك الدوليين”.

وأشار إلى أن حكومته تعمل على معالجة المخاوف الأمنية وتتخذ خطوات لتعزيز الإيرادات المحلية عبر إغلاق الثغرات الضريبية والتخلص من الاقتصاد الموازي الكبير، وكشف عن خطط لإعادة هيكلة موازنة السودان ومواجهة التضخم، تُبقي على دعم الخبز والوقود حتى يونيو/ حزيران 2020. وقال إن الهدف هو استبدال ذلك الدعم بتحويلات نقدية مباشرة لأولئك الأكثر احتياجاً.

والحال هذه، فإن ديون السودان– بحسب الوزير– تبلغ حوالى 62 مليار دولار، وإن المتأخرات المستحقة تقدر بــ 3 مليارات دولار. كل هذه المبالغ يمكن سدادها في ساعة واحدة، إذا ما تم اعتقال ومحاكمة (الكيزان الحرامية)، لأن أضعاف هذه الأموال بحوزتهم، سرقوها من هذا الشعب المسكين في وضح النهار، والحكومة الانتقالية تنظر إليهم يهربونها أو يهربون بها واحداً تلو الآخر! يا للهول.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here