معارك بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” في الفاشر

10
معارك بين الجيش السوداني و
معارك بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في الفاشر

أفريقيا برس – السودان. تركزت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، حيث واصلت المليشيا القصف المدفعي على المدينة ومخيمات النازحين حولها متسببة في سقوط قتلى وجرحى بصورة شبه يومية، وذلك في مقابل هدوء نسبي للعمليات العسكرية التي يقودها الجيش ضد مجموعات من “الدعم” ترفض مغادرة منطقة غرب وجنوب مدينة أم درمان الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم.

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر في بيان صحافي اليوم الأربعاء إن الساعات الأولى من صباح اليوم شهدت فرارًا جماعيًا لقوة تابعة للدعم السريع في الاتجاه الشمالي الغربي من مدينة الفاشر مكوّنة من 17 عربة، بعد تعرض موقعها لقصف مدفعي مكثّف ودقيق من الجيش.

وأوضحت الفرقة أنه “بحسب المعلومات الميدانية، لاحقت الشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع القوة الفارة بثلاث مركبات قتالية، ما أسفر عن اشتباك عنيف بين القوتين انتهى بمقتل جميع أفراد الشرطة العسكرية، وتدمير مركبة واحدة، بينما استولت القوة الهاربة على العربتين الأخريين وواصلت فرارها نحو غرب المدينة”.

وكانت الفرقة السادسة قد أعلنت في بيان آخر صباح اليوم أنها قطعت الطريق أمس الثلاثاء أمام قوة هاربة من الدعم السريع عبر طريق قرية تبلدية، ودارت اشتباكات عنيفة معها، مؤكدة أن قواتها تحقق تقدماً واسعاً في جميع المحاور، وتمكنت من الاستيلاء على مواقع جديدة كانت تستخدمها المليشيا كمنصات للمدفعية. وأشارت الى أن “الدعم” قامت بقصف المدينة عشوائيا، ما أدى إلى مقتل 23 مواطناً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 10 آخرين.

وقصفت الدعم السريع بالمدافع مخيم أبو شوك للنازحين قرب مدينة الفاشر أمس الثلاثاء. وقالت غرفة طوارئ المخيم (مجموعة تطوعية) في بيان، في ذات اليوم، إن القصف أدى الى مقتل 7 مدنيين وإصابة 8 آخرين، بجانب خسائر في ممتلكات المواطنين.

وقال المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات مسلحة موقعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، العقيد أحمد حسين، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن الأوضاع في مدينة الفاشر جيدة وتحت السيطرة الكاملة، مضيفا أن المليشيا وحلفاءها بعد فشلهم على الأرض لجأوا إلى بث الأكاذيب وتكثيف نهج التضليل الإعلامي، بجانب القصف المدفعي المكثف على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في الفاشر من خارج المدينة.

وقال متطوعون في مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر لـ”العربي الجديد”، إن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مرحلة حرجة والناس يعانون في الحصول على الطعام والمياه، في ظل القصف المدفعي المتواصل للدعم السريع على المخيم بصورة شبه يومية. وأضافوا أن الأوضاع صعبة صحياً وأمنياً “والناس في حالة دائمة من الرعب والاحتماء بالخنادق التي حفروها للحماية من القذائف طوال اليوم”.

وفي هذا الصدد، قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي في تصريح على منصة إكس اليوم الأربعاء، إن مئات الآلاف من المدنيين في شمال دارفور محاصرون بالصراع، مؤكدة أنه لا ينبغي لأحد أن يضطر إلى الاختيار بين الجوع والقصف. وأضافت: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن لإنقاذ الأرواح، واستعادة الكرامة، ونشر الأمل”.

بدورها، حذرت منظمة السلام الدولية في تصريح على موقع فيسبوك اليوم الأربعاء من أن النساء الحوامل في الفاشر يواجهن أخطارًا تهدد حياتهن بسبب انهيار خدمات الصحة الإنجابية، مبينة أنه “ومع غياب شبه تام للرعاية التوليدية الطارئة، أصبحت كل ولادة مقامرة بالحياة في واقع بعيد تمامًا عن المعايير الإنسانية المقبولة”.

وأشارت المنظمة إلى أن أزمة الوقود أجبرت المجتمعات في الفاشر على الاعتماد الكامل على آبار قديمة غالبًا غير معالجة ومالحة، مؤكدة أن الوضع الحالي يُظهر أن ندرة المياه تتعلق بالكمية والنوعية على حد سواء، “وفي هذه الظروف لا تلبي بأي شكل الحد الأدنى من حق الإنسان في مياه آمنة ونظيفة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here