أفريقيا برس – السودان. ترجمة: إنصاف العوض – أكد المبعوث الخاص للولايات المتحدة في القرن الأفريقي جيفري فيلتمان أن زيارته للسودان المقرر لها الجمعة ستكرس لتعزيز الدعم الأمريكى القوي للانتقال الديمقراطي والتهديد بتجميد كافة الدعومات الأمريكية الاقتصادية والسياسية
حال انهيار التحول الديمقراطي، وقال فليتمان لصحيفة بلومبيرج الأمريكية إن رحلتي لا تعكس فقط الدعم الأمريكي القوي للانتقال السوداني، ولكنها توضح أيضاً أن دعمنا المستمر يعتمد على هذا الانتقال لكي يمضي قدماً واصفاً مطالبة حمدوك بالاستقالة وحل الحكومة بالإلهاء عن مقاصد التحول الديمقراطي وأضاف إنه انحراف من الاهتمام الذي يجب تكريسه لمعايير الانتقال.
شراكة الضرورة:
ولدى سؤاله عما إذا كان الجيش السوداني مسؤولاً عما يحدث لم يلُم الدبلوماسي المخضرم أياً من الجانبين قائلاً: المدنيون في هذه الشراكة لم يحصلوا على حق اختيار هوية شركائهم العسكريين في هذا الانتقال وكذلك الجيش، وبالمثل، لم يتمكنوا من اختيار الشركاء المدنيين.
وعليه يجب على قادة السودان التركيز على التعاون بدلاً عن الشكوى، وأضاف: بدلاً عن تبادل الاتهامات العلنية مع بعضهم البعض، تحتاج مكونات السودان في هذا الانتقال إلى التركيز على المعايير الرئيسة، وعليه لا يمكن تهميش الجيش في هذه العملية الانتقالية. كونهم جزء من الانتقال. كما يتعين على الجيش إعطاء المدنيين مساحة العمل على القضايا الموجودة في جانبهم.
كما أن استمرار الدعم الأمريكي يعتمد على استمرار الانتقال المدني.
حرب الكلمات:
وتقول الصحيفة: حذر مبعوث خاص للولايات المتحدة من أن واشنطن حذرت من أن الدعم الأمريكي للسودان قد يكون في خطر إذا كان الانتقال الهش في البلاد إلى الحكم المدني تم تقويضه وقالت: اذا توقف الانتقال، وإذا حاول جانب في هذه الشراكة المدنية العسكرية إزاحة الآخر فإن الدعم الأمريكي لجميع هذه القضايا، بما في ذلك تخفيف عبء الديون، سيكون موضع خلاف.
ومضت بالقول: قدمت الولايات المتحدة هذا العام ما يقرب من 337 مليون دولار لدعم حكومة السودان الانتقالية بعد إزالة حكم المعزول المشير عمر البشير 2019. بهدف دعم الحكومة الاتقالية غير أن الشجار المستمر بين مكونات الحكومة والجيش يعرقل الانتقال إلى الحكم الديمقراطي.
إذ تشارك المعسكران في حرب عنيفة ومريرة من التراشق بالكلمات بعد انقلاب عسكري فاشل في الشهر الماضي، اذ يلقي كل طرف اللوم على الآخر في العديد من مشاكل البلاد.
مشاكل عنيدة:
ويزور فيلتمان الخرطوم في رحلته الثانية إلى العاصمة السودانية في أقل من شهر، مما يسلط الضوء على مستوى المشاركة والاهتمام لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للوضع في السودان، فبعد سقوط البشير، أزالت واشنطن السودان من قائمتها من رعاة الإرهاب وساعدت الخرطوم في محادثاتها مع صندوق النقد الدولي، ومنح الدولة الأفريقية 50 مليار دولار في تخفيف عبء الديون و 2.4 مليار دولار في تمويل في يونيو الماضي.
وبالرغم من ذلك فإن المشاكل العنيدة بما في ذلك إزالة الدعم عن الوقود والطاقة والنقص الطبي وتخفيض قيمة العملة والتضخم المتزايد على نطاق واسع خلال الحكومة الانتقالية في السودان بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لم تراوح مكانها.
ثقل أمريكي:
ووفقاً للصحيفة فإن زيارة فليتمان ليست الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة إذ ألقت إدارة بايدن بثقلها وراء حمدوك والقيادة المدنية، إذ نشر وزير الخارجية توني بلينكون تغريدة لدعم حمدوك يوم السبت، وهاتف المستشار الأمني القومي جيك سوليفان رئيس الوزراء بعد محاولة الانقلاب محذراً أولئك الذين يسعون إلى إحباط الانتقال.
بعد أن أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بأن محاولة الانقلاب فتحت الباب واسعاً لإظهار النزاعات والاتهامات الخفية من جميع الجهات الأمر الذي يضع مستقبل البلاد والشعب والثورة في مهب الريح.
توتر وغموض:
ويقول الخبير في الشأن السوداني في معهد السلام الأمريكي جوزيف تانكر للصحيفة إنها التوترات، ونقص توافق الآراء على أسباب شخصية وأيديولوجية حقاً بين المدنيين الذين ساهموا في هذا التوتر وعدم الاستقرار.
إن السودان يقود الآن النقاش الأكثر انفتاحاً والنابض بالحياة منذ الاستقلال عن أدوار الدولة والدين والقوات المسلحة وفي السياسة والاقتصاد.
ويضيف: أعتقد أنه لا يزال هناك إجماع بين السودانيين أنه لا يمكن العودة إلى الطريقة التي كانت بها الأمور تحت نظام البشير، لكن الطريق إلى أي شيء يأتي بعد ذلك لا يزال يكتنفه الغموض الكثيف.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس