نيويورك تايمز: ”ازدهرت المحسوبية والفساد”و.. ”تدهور تدريجي في جودة الديمقراطية” في تونس

30

 

بنبرات السوداوية والخيبة تحدث الكاتب روري مكارثي، في حوصلة شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية وامنية وحقوقية، ولكنها عميقة جدا ورصدت كل شيء تقريبا، مع مقاربة بين الماضي والحاضر، وبين الطموحات الثورية وما آلت اليه من انكسار.

ووصف المقال، الذي اعتبر تونس تجنبت ما الت اليه الثورات العربية من حروب اهلية ونزاعات مسلحة، وشقت طريقها عبر تحالفات سياسية براغماتية، بان الوضع بلغ حدوده، والتحالفات اليوم تتلاشى، وسط ارتفاع نسب التضخم والبطالة والحركات الاحتجاجية، وهشاشة “الانتقال الديمقراطي” الحيوي تتعرض (لشيء ما) فجأة.

فالسبسي في المقابلة التلفزيونية (على “الحوار التونسي”) اعلن انتهاء “التوافق” الذي استمر خمس سنوات بين النهضة والنداء، والعلاقة بينه وبين الشاهد تدهورت، والاستقالات من النداء متواترة، والمناورات السياسية قبل انتخابات العام المقبل تعمق الخلاف بين الحزبين الحاكمين، وتحقيق انتخابات 2011 و2014 يقابله اليوم انخفاض في الاقبال الذي وصل الثلث فقط في البلديات، بعد خيبة امل شديدة للتونسيين من السياسيين، وسط ارتفاع الاحتجاجات الاجتماعية وتصاعد الرغبة في الهجرة السرية.

سياسة “التوافق” حسب كاتب المقال أدت الى “انتقال محافظ”، ولم توجد ارادة سياسية لارساء عقد اجتماعي جديد، باصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة، يتماشى وطموحات الشباب الذي اسقط النظام الاستبدادي لبن علي، ولكنه بالكاد اليوم يرى حياته تغيرت وسط بطالة في صفوفه تبلغ 36% وتضخم يبلغ ذروته بنسبة 7,8% في جوان من هذا العام، واليوم التدهور صار تدريجيا في جودة الديمقراطية.

فغياب الاصلاحات والتعديلات الاجتماعية العميقة، كان في اطار من تعطيل المحكمة الدستورية، وتواصل حالة الطوارىء، ما جعل بعض الحقوق معلقة، بالتوازي مع سن قانون “العفو على الموظفين” المتهمين بالفساد في العهد الاستبدادي، الامر الذي قوّض مسار العدالة الانتقالية، في مناخ “ازدهرت فيه المحسوبية والفساد”، على حد تعبيرة الكاتب.. الذي اعتبر أن الامور لم تصل الى حد “العودة للماضي الاستبدادي”، ولكنه في نفس الوقت نفى ان يكون هناك “مستقبل ديمقراطي كريم”.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here