“كلمات” في بيت الشعر التونسي

95

حين تأسّس “بيت الشعر التونسي” عام 1993، اختار له مكاناً في “دار الجزيري”، البيت التونسي الذي يقع وسط المدينة العتيقة في قلب العاصمة، بين الطرقات الضيقة والبوابات الزرقاء، وقد بُنِي بين القرنين السابع والثامن عشر. واليوم يحتفي البيت بمرور 25 عاماً على تأسيسه ببرنامج ثقافي تحت عنوان “كلمات”.

لكن “بيت الشعر” لن يواصل البقاء في هذه الدار التاريخية التي ستتحوّل إلى مكتبة خاصة كما تناقلت الأنباء سابقاً، إذ يُنتَظر أن ينتقل إلى “مدينة الثقافة” ليحل إلى جانب “بيت الرواية” الذي انطلق هذا العام. لكن نقل هذه الفضاءات الثقافية إلى “مدينة الثقافة” يطرح سؤالاً أساسياً؛ هو: ألا ينبغي أن يظل الفضاء الثقافي جزءاً من المدينة وممتزجاً بشوارعها القديمة والجديدة؟

هذه هي الدورة الثانية من تظاهرة “كلمات”، ولكنها تركّز هذه السنة بدور “بيت الشعر التونسي”، حيث تتوزّع فعالياتها بين الشعر والمسرح والموسيقى والاستعادات لشعراء رحلوا تاركين أثرهم على الشعر التونسي.

تفتتح التظاهرة عند الخامسة من مساء بعد غدٍ الخميس، في “دار الثقافة ابن رشيق”، مع عرض شريط بعنوان “ربع قرن من الشعر في بيت الشعر”، تُقام بعده استعادة لمديرَي البيت السابقين الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، والمنصف المزغني، ومحمد الخالدي.

وتُقام قراءات شعرية لكلّ من إيمان عمارة، وفتحي النصري، ومجدي بن عيسى، قبل أن ينتهي اليوم الأول بعرض فرجوي شعري من إنتاج “بيت الشعر” بعنوان: “أسطورة الوردة”، وهو مستوحى من أعمال الشاعر الراحل حسين القهواجي في الذكرى الأولى لرحيله.

العرض من إخراج ماهر المحضي، وكتب نصه كمال القهواجي ويُلقيه كل من سنية السعيدي وسالم وريثة، ويشارك فيه الممثل مروان الشهيبي

أما فعاليات الجمعة المقبل، فتتضمن “ورشة الشاعر” من إشراف كمال القهواجي، وهي “ورشة تفاعليّة مفتوحة على ممرّات تبحث في “الشاعر”، وقراءاته وعلاقته بالفنون وتأملاته ومعاناته من أجل نص بديع، وأحلامه التي لم تتحقق ووصيّته للمستقبل” وفقاً للمنظّمين.

كما يفرد برنامج التظاهرة أمسية للشعر الشعبي مع مداخلات موسيقية لمجموعة “عز الدين حميرة”، أما الشعراء المشاركون فهم: عائشة الجباهي، و جابر المطيري، وعادل الجبراني، وبلقاسم عبد اللطيف، وحليمة بوعلاّق، وأحمد العباسي.

أما مساء السبت، فتتواصل “ورشة الشاعر”، قبل أن تنطلق أمسية “الشعر التونسي بلغات العالم”، بمشاركة غنائية للسوبرانو يسرى عبيد والتينور حاتم نصري، والشاعرَين ألفة دريد التي تقرأ بالإنكليزية، وأحمد كريستو بالفرنسية. كما تُقرَأ نصوص للشاعرة والمترجمة الراحلة انتظار الشريف بالإيطالية، وسعاد الحجري بالفرنسية، وهالة قريشي بالألمانية والإنكليزية، والهادي جاد بالله بالعربيّة.

كما تقيم التظاهرة لقاء مفتوحاً مع عدد من الجمعيات والمنظمات والمراكز الثقافيّة، من أجل “التعرف عليها وإطلاعها على أنشطة البيت وتوفير أرضيّة للتعاون والعمل المشترك”.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here