بقلم : نصرالدين السويلمي
يبدو ان كل الاسباب توفرت للتمكن الجبهة الشعبية من تحقيق ثاني اكبر نجاحاتها منذ ثورة سبعطاش، ياتي ذلك بعد ان نجحت للمرة الثانية في اقناع قيادات الاتحاد بضرورة الذهاب الى الاضراب العام كرد على بقاء الحكومة ومساندة النهضة لها، ولتأكيد ذلك يمكن العودة الى تصريحات سابقة للقيادة النقابية اكدت فيها ان رحيل الحكومة سيجنب البلاد الكثير من المشاكل وهو ما يعني ارتباط الإضراب ببقاء او رحيل حكومة الشاهد، ولما كانت الجبهة اصغر بكثير من استشارتها في تحويرات وزارية تخص الكتل الفاعلة، فقد اعتمدت على الاتحاد كبديل عن الصناديق لفرض نفسها كشريك نافذ بلا اسهم سياسية.
يختلف هذا الاضراب عن سابقه في شيء واحد، هو ان الجبهة وعلى لسان حمة الهمامي كانت اعلنت خلال فيفري 2013 الاضراب العام بشكل فردي ووضعت العباسي امام حتمية اقراره وهو ما حدث في اليوم اللاحق، أما اضراب الوظيفة العمومية فقد نسقت له ودفعت فريقها الوطدي النافذ الى ممارسة اقصى الضغوطات على الطبوبي ليعلن عن بعث خرم في وضعية اقتصادية تعاني الكثير من الثقوب.
بهذا السلوك لم يبق امام الدولة غير حلين اثنين، إما ان تقبل بالأمر الواقع وتتعامل مع الاتحاد كذراع ميليشياتي مقنّن تحتكره الجبهة الشعبية، وحينها يتحتم عليها ان توطن نفسها على التعايش مع هكذا حالة مشوهة وتتحمل تبعاتها، او تذهب الى الحد من خطورة هذا التزاوج الكارثي بإيقاف الاقتطاع الآلي ومن ثم حرمان الجبهة الشعبية من مواد ضخمة باتت تستعملها في تهديم الاقتصاد وفي استهدافات مركزة وقاتلة لمسار التحول الديمقراطي، كما باتت تلوح بهذا المال المقتطع وهذا الجهد العمالي المختطف، كذراع بديلة للعسكر والمؤسسة الامنية بعد فشلها في استمالة هذا وتلك.”