زهير المغزاوي لـ”أفريقيا برس”: قانون تجريم التطبيع مساهمة تونسية ضئيلة لدعم الفلسطينيين

115
زهير المغزاوي لـ
زهير المغزاوي لـ"أفريقيا برس": قانون تجريم التطبيع مساهمة تونسية ضئيلة لدعم الفلسطينيين

أفريقيا برس – تونس. أكد زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب التونسية في حواره مع “أفريقيا برس” أن البرلمان التونسي سيمضي في المصادقة على قانون تجريم التطبيع في جلسة عامة مرتقبة الأسبوع القادم، حيث سيكون في تونس قانون يجرم التطبيع والذي اعتبره بمثابة المساهمة الضئيلة لدعم الفلسطينيين في معركتهم ضد العدو الصهيوني.

وجدد المغزاوي تأكيده على وقوف حركة الشعب إلى صف المقاومة الفلسطينية التي أثبتت أنها في مستوى التحدي وأنها قادرة على قهر الجيش الذي لا يقهر، مشيرا إلى أهمية الموقف التونسي في شجب العدوان بحق الفلسطينيين غير أنه التعاطف غير كاف بل أن المعركة مستمرة ويجب خوضها بكل الأشكال والوسائل المتاحة، حسب تقديره. وزهير المغزاوي هو سياسي تونسي من مواليد 1957 من مواليد قبلي في جنوب تونس، ويشغل منصب أمين عام حركة الشعب منذ جويلية/ يوليو 2013.

حوار آمنة جبران

أين وصل مشروع تجريم التطبيع في البرلمان التونسي، هل بالفعل سيتم إقراره قريبا أم سيواجه انتكاسة مثل السابق؟

من المعلوم أننا تقدمنا في حركة الشعب وفي كتلنا في البرلمان بمشروع لتجريم التطبيع بكل أشكاله مع العدو الصهيوني منذ جويلية الماضي، وبعد بداية المعركة التي تدور الآن بين شعبنا في فلسطين المحتلة والكيان الصهيوني طالبنا باستعجال النظر في القانون من خلال ترويج عريضة داخل المجلس أمضى عليها 100 نائب وأحيلت هذه العريضة على مكتب المجلس الذي أحال بدوره مشروع القانون إلى لجنة الحقوق والحريات بالبرلمان، وآخر التطورات في هذا الموضوع أن اللجنة صادقت عليه وأحالته إلى الجلسة العامة المقررة يوم 30 من هذا الشهر الجاري أي الثلاثاء القادم، وسيقع عرضه على الجلسة العامة ونتوقع أن تتم المصادقة عليه وأن يكون في تونس قانون يجرم التطبيع وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

ماهي أبرز تفاصيل مشروع تجريم التطبيع وأشكال التطبيع حسب القانون؟

نحن اعتبرنا التطبيع هو كل تواصل وكل اعتراف بالعدو الصهيوني، العقوبات مختلفة لأن أشكال التطبيع مختلفة وخطورة التطبيع مختلفة والأهم بالنسبة إلينا في حركة الشعب أننا اشتغلنا على الفكرة في حد ذاتها بأن التطبيع مجرم مع العدو الصهيوني، وقد طرحنا هذا المشروع على البرلمان لمزيد التعميق ومزيد النظر فيه، وكما ذكرت لكم اللجنة أحالته على الجلسة العامة وسيكون النقاش معمق بخصوصه، وحسب ما بلغني فإن اللجنة قامت بدعوة ممثلين من وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية لأخذ رأيهم في هذا الموضوع وبموجب هذا النقاش من المؤكد سيقع تعديلات وتنقيحات عليه.

ماهي أهمية هذا القانون حسب تقديرك في دعم الملف الفلسطيني والمقاومة؟

اعتقد أن اليوم خاصة في هذا الظرف الذي تمر به المعركة مع العدو الصهيوني والمجازر التي يرتكبها ضد النساء والأطفال وضد المستشفيات وضد الكنائس وضد المساجد أثبت ما كنا نقوله طيلة سنوات أن هذا العدو عدو عنصري نازي وفاشي، وفي حين كانت هناك أطروحة أخرى تتحدث على التطبيع وعلى السلام وغيرها في المقابل أثبت العدو أن كل هذه الأطروحات لا معنى لها وأن المعركة مع هذا العدو هي معركة وجود، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن كل يد تصافح هذا العدو هي يد ملطخة بالدماء، وأعتقد أن شعبنا في فلسطين المحتلة محتاج إلى كل أشكال الدعم، الدعم المادي والدعم بالمظاهرات والدعم المعنوي وكذلك حينما يقع منع وتجريم التطبيع، ونأمل أن تنجح البرلمانات والجماهير العربية في تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني في كل الأقطار العربية.

وبرأيي في هذه المعركة أثبتت المقاومة للجماهير أنها في مستوى هذا التحدي وفي مستوى الدماء التي تسيل، وأعتقد أن هذا القانون سيمنع التطبيع، رغم أن تيار التطبيع في تونس هو تيار ضعيف والمطبعين كانوا يتخفون وراء تيارات كبيرة، وكان التيار المعادي للتطبيع هو تيار واسع وجماهيري وكبير جدا، ولكن هذا لم يمنع أنه كانت هناك اختراقات في السنوات الأخيرة وبالتالي ووسط هذا الظرف أعتقد أن هذا القانون مساهمة ضئيلة في ظل المعركة التي تدور الآن.

ماهي وجهة نظركم كحركة الشعب مما يحدث في غزة، وكيف تُقيم أداء الدبلوماسية التونسية في دعم الملف الفلسطيني؟

منذ اليوم الأول للمعركة أكدنا أننا في صف المقاومة ونحن نعتبر أنفسنا جزء من هذا المحور الكبير المتمثل في المقاومة، هذه المعركة أعدت لها المقاومة إعداد جيد حيث تمكنت المقاومة في سويعات قليلة بأن تسقط مقولات عششت في العقل العربي طيلة سبعون سنة بأن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الذي لا يقهر وأنه ذو تفوق استخباراتي وتكنولوجي هذه المقولات أسقطتها المقاومة في سويعات قليلة حين تمكنت من احتلال عشرين موقعا وهزم فرقة متكونة من نخبة الجيش الصهيوني وحققت انتصارات كبيرة معنوية ومادية، بعدها كان متوقعا أن يكون هذا القصف الوحشي للعدو الصهيوني لأنه مهزوم اليوم على جميع الجبهات، والجبهة الوحيدة التي بقي متفوق فيها هي جبهة سلاح الجو والتي بموجبها يقصف غزة وأطفال ونساء غزة.

أعتقد أن المقاومة مازلت صامدة والعدو مازال مرتبكا كما تفطن شركاء العدو بأن هذه المعركة مكلفة جدا، وبالتالي هذه المعركة هي معركة كبيرة مختلفة عن المعارك السابقة التي خاضتها المقاومة، هذه المرة الثانية التي يبادر فيها العرب لتحرير فلسطين، هذه المرة الثانية التي يتكبد فيها العدو خسائر كبيرة جدا، هذه المرة الأولى تقريبا التي ينهار فيها العدو انهيارا كاملا وبالتالي هي معركة أمتنا العربية والمسلمين في العالم.

كنا نقول في السابق أن المقاومة الفلسطينية رأس حرباء حركة التحرر الوطني في العالم العربي، اليوم نستطيع أن نقول أن المقاومة الفلسطينية رأس حرباء حركة التحرر العالمية.

بالنسبة للموقف التونسي نحن نعتقد أن الموقف الذي عبر عنه رئيس الجمهورية وعبرت عنه الدولة التونسية من أهم المواقف، موقف مهم داعم للمقاومة وغير معترف بالكيان الصهيوني وأكد على تحرير فلسطين كل فلسطين وهذا ليس غريب على رئيس الجمهورية ولا على التونسيين لأنه بالعودة إلى التاريخ فقد سبق وأن قاتل التونسيين إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين في الحروب السابقة، وبالتالي الموقف الشعبي من القضية الفلسطينية في وجدان التونسيين، كما أن موقف رئيس الجمهورية نقله إلى الشارع وإلى سفراء الدول التي استقبلها.

في تقديري الموقف التونسي موقف مهم لكن لا نريد أن يكون مجرد هبة ونصمت أمام ما يحدث كل يوم يجب أن لا نتعايش مع الموت والقصف وتكون مجرد هبات عاطفية بل أن المعركة متواصلة ويجب أن نخوضها بكل الأشكال المتاحة.

كيف تقيم الموقف الشعبي والرسمي للدول العربية على اثر العدوان الأخير على غزة، هل يمكن أن تشكل الاحتجاجات ومسيرات التضامن ورقة ضغط شعبية لصالح دعم الملف الفلسطيني بخطوات رسمية أكثر جدية؟

طبعا الشارع يعدل دائما، وبالفعل هذا النشاط الذي وقع من خلال مظاهرات وتحركات الشباب العربي والشباب التقدمي في المنطقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في الحد من التظليل بخصوص هذه القضية في كل العالم، وإضافة إلى صمود الشارع فإن صمود المقاومة في فلسطين المحتلة كان له تأثير على المواقف الدولية.

لكن أعتقد أن هناك مهمة كبيرة على عاتق التي قامت بالتطبيع حيث مطالبون بتمزيق هذه الاتفاقيات مع هذا الكيان، المطلوب منهم عدم التطبيع مع هذا العدو الذي لا يقهر لكن قهرته المقاومة ، يجب دعم المقاومة حتى نحمي فلسطين ونحررها وحتى تحمينا وتحميكم من بطش الصهاينة، كل أحرار العالم مطالبين بالانخراط في هذه المعركة لأنها معركة الحق ضد الباطل، معركة الجنوب ضد الشمال، معركة الحرية ضد الاستعمار.. معركة الإنسانية ضد البشاعة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here