عاد الهدوء الحذر في صفوف محتجي الكامور المعتصمين قرب محطة ضخ البترول بصحراء تطاوين، بعد أن شهد الوضع بداية من الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت حالة من الاحتقان، بعد نهاية فترة الامهال (48 ساعة) التي قدمها عدد من المعتصمين للحكومة حتى تستجيب لمطالبهم، قبل التصعيد في نسق الاحتجاجات.
كما أكد مصادر أن عددا من المعتصمين حاولوا، اليوم، اقتحام المحطة بهدف غلق حنفية الضخ، وذلك بعد أن طالت فترة الانتظار التي تطلبتها المفاوضات داخل المحطة بين 4 من المعتصمين وعدد من مهندسي المحطة، الذين ظلوا ينتظرون قرار غلق الحنفية من عدمه من المركز، على حد قوله.
وأمام حالة الغليان السائدة قرب سياج المحطة المشار إليها آنفا، أطلقت وحدات الجيش الوطني المكلفة بحماية هذه المنشأة البترولية طلقتين ناريتين تحذيريتين في الهواء، نقلا عن ذات المصدر، الذي أكد بأن تعزيزات عسكرية إضافية قدمت على عين المكان، فيما ظلت طائرة هليكوبتر تراقب الوضع.
من جهة أخرى، أكد مصدر طبي بالمستشفى الجهوي بتطاوين، على وصول مصابين اثنين من معتصمي الكامور إلى المستشفى، أحدهما من المضربين عن الطعام ويشكو من نقص حاد في نسبة السكر في الدم، والآخر أصيب بجروح بسيطة سببتها له الأسلاك الشائكة أثناء محاولته اقتحام المحطة، مشيرا إلى أن كلاهما في حالة جيدة وسيغادران المستشفى هذا المساء.
يذكر أن عددا من شباب تطاوين دخلوا منذ 23 أفريل الماضي في اعتصام مفتوح في مدخل الصحراء بالكامور، معطلين بذلك عبور الشاحنات والسيارات إلى حقول النفط إلى حين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة أساسا في توفير 1500 موطن شغل في الشركات البترولية، و3 آلاف موطن شغل في شركة البيئة والبستنة، بالإضافة إلى رصد 100 مليون دينار لصندوق التنمية بالجهة، والتي قابلتها الحكومة بمقترح لتشغيل 1000 شاب في الشركات البترولية خلال هذه السنة، و500 آخرين في السنة المقبلة، بالاضافة إلى توفير 2000 موطن شغل في شركة البيئة والبستنة، ورصد 50 مليون دينار لصندوق التنمية في الجهة.