أفريقيا برس – تونس. تتساءل أوساط سياسية في تونس عن مدى قدرة زهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب، على تحقيق مفاجأة انتخابية خلال السباق الرئاسي المزمع إجراؤه يوم السادس من أكتوبر القادم، خاصة أنه يعد المرشح الأكثر جدية ومنافسة للرئيس قيس سعيد وذلك بسبب تاريخه السياسي الحافل وما يعرف عنه من كفاءة حزبية.
وأكّد المغزاوي، خلال ندوة صحفية، الأربعاء، أنّه “لن ينسحب من السباق الانتخابي”، لافتا إلى “إصراره على خوض المعركة الانتخابية بكلّ الإمكانيات والوسائل القانونية المشروعة”.
وقال المغزاوي: “أمام التونسيين أحد الخيارين، إما مواصلة الخطاب التخويني، أو التغيير الحقيقي عبر صندوق الاقتراع يوم 6 أكتوبر المقبل”.
ودعا المغزاوي الرئيس المنتهية ولايته إلى تفويض مهامه والتفرّغ لحملته الانتخابية، نافيا أن “يكون مرشحا ديكورا للانتخابات الرئاسية”.
وأوضح بالقول “زهير المغزاوي هو مرشح تونس أخرى ممكنة.. ومرشح الأغلبية في الداخل والخارج التي تعاني من المرسوم 54 سيء الذكر الذي سلبهم حق المواطنة وحق التعبير والتفكير والنشاط السياسي”.
وتتباين أراء سياسيين ومحللين بخصوص حظوظ المغزاوي في السباق الرئاسي المرتقب ومدى قدرته على تحدي الرئيس سعيد صاحب القاعدة الشعبية الأوسع والمرشح الأوفر حظا حسب غالبية التوقعات، حيث ترى أصوات أن المغزاوي له حظوظ وافرة بسبب قدرته على توسيع قاعدة المعارضين للرئيس لما له من أنصار من القوميين وعائلة الأحزاب الديمقراطية، وآخرون يشككون في قدرته على تحقيق المفاجأة لعوامل عدة، أبرزها عودة مرشحين آخرين إلى السباق بعد أن أنصفتهم المحكمة الإدارية، الأمر الذي سيضعف من حظوظه حيث سيصب تشتت أصوات المعارضة في صالح الرئيس سعيد.
رقم صعب
يؤكد المؤيدون لحركة الشعب أن المغزاوي، الذي عرف عنه دعمه لمسار 25 جويلية، قادر على كسب الرهان وذلك لاقتراحه برنامجا إصلاحيا للخروج من الأزمات التي ترزح تحت وطأتها البلاد، إضافة إلى إقراره مؤخرا بنقاط ضعف مسار 25 جويلية وفشله خاصة في تحقيق تطلعات التونسيين الاقتصادية والاجتماعية، ما يعني مساعيه كسب ثقة الشارع بالإقرار بمكامن الخطأ ثم العمل على تحقيق التغيير والإصلاح المنشود.
والمغزاوي (59 عاما) هو أستاذ تعليم ثانوي من مواليد محافظة قبلي جنوب غربي البلاد، وهو الأمين العام لحركة الشعب ذات التوجه القومي الناصري، وداعم لمسار وقرارات الرئيس سعيّد منذ العام 2021.
ويقول أسامة عويدات القيادي بحركة الشعب في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ “حظوظ المغزاوي كلّ يراها من زاويته، ونحن نقدر أنه يترشح من داخل منظومة 25 جويلية التي رفعت فيها شعارات السيادة الوطنية ولقيت تأييدا شعبيا واسعا، لكن هذه الشعارات لم يتم تنزليها إلى برامج، وهذا ما سنسعى إلى فعله باعتبار قد تحدثنا في عديد المرات عن ضرورة أن تكون هنالك تصورات ورؤيا للإصلاح وهذا ما كان مفقودا في مسار 25 جويلية”.
ويضيف “كنا نردد أن الإجراءات الاجتماعية هي الحل إلى أنه وجدنا أنفسنا نتحدث عن عناوين كبرى لكن دون انجاز، وهو ما يتطلب انسجاما بين الشعار وبين البرنامج الذي سيتنزل على أرض الواقع وأن يكون قابلا للتطبيق، ومن هذا المنطلق نرى أن حظوظ زهير المغزاوي وافرة جدا لأن الشعب متعطش لمن ينجز لفائدته ويضعه على رأس أولوياته اهتماماته”. معلقا “من زاويتنا نرى أنه قادر على أن يكون رقما صعبا في العملية الانتخابية القادمة”.
ورغم أن المغزاوي يحاول استمالة الناخب بتعهده بإصلاحات تضمن استقلالية القضاء والدور الاجتماعي للدولة وحيادية الجيش والأمن وتصحيح السياسة الدبلوماسية، إلا أن المناخ الانتخابي المتسم بالتضييقات والإيقافات وعرقلة التزكيات تصعب فرص منافسي الرئيس سعيد كما تشكك في مصداقية السباق الرئاسي.
ويشير وسام حمدي الصحفي والمحلل السياسي التونسي في حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أن “المغزاوي يمتلك من الأهلية كي يكون مرشحا جديا ينافس قيس سعيد في الانتخابات لكن للأسف، لا يمكن المراهنة كثيرا على حصول منافسة حقيقية بالنظر إلى حجم التضييقات التي يتعرض لها كل منافس للرئيس على كرسي الحكم”.
ويتابع “في الحقيقة، لو كان المناخ الذي تدور فيه الانتخابات نزيها، لكانت حظوظ المغزاوي وافرة أكثر بالنظر إلى الإرث السياسي الذي يمتلكه خاصة بتواجده بشكل جيد في مختلف المحطات السياسية بعد ثورة 2011. لكن رغم كل هذه الميزات، يبقى المغزاوي محل جدل داخل أوساط المعارضة أو المساندين لمسار 25 جويلية، خاصة أنه ظل طيلة ثلاث سنوات هو وحزبه مناصرين لكل توجهات قيس سعيد ولم ينبس ببنت شفة رغم الاعتقالات والسجون والمضايقات والجو الاستبدادي الذي رافق حكم سعيد”.
وفي تقديره “يراهن المغزاوي على فراغ الساحة، ما قد يجعل حتى المعارضة التي تختلف معه في التقديرات تصطف خلفه، لكن هذه المعارضة وخاصة الراديكالية والأيديولوجية بيسارها ويمينها تتشبث بالمقاطعة وتتخذ مواقف حادة من المغزاوي الذي اختار طيلة ثلاث سنوات مساندة منظومة لم تنجح إلا في التضييق على الحريات وطمس كل ملامح الديمقراطية”.
ورغم أن المغزاوي، صعد بشكل غير مسبوق في الندوة الصحافية التي عقدها مؤخرا، في علاقة بكشف مكامن فشل قيس سعيد، إلا أن شقا كبيرا من المعارضة يرفع في وجهه شعار أين كنت كل هذه السنوات؟ ورغم كل هذا، يوجد شق ٱخر لا يجد حرجا في إمكانية دعم المغزاوي رغم حزمة التحفظات عليه على قاعدة سننتخب أي طرف أو أي شخص قد يخلص البلاد من حكم قيس سعيد.
ووفق حمدي “منطقيا وموضوعيا وعلى أرض الواقع، تبدو مهمة المغزاوي شبه مستحيلة بعدما تمت عسكرة الانتخابات لخدمة شخص واحد وهو قيس سعيد عبر هيئة انتخابات عين أعضاءها ورئيسها وعبر تدجين الإعلام العمومي والخاص. كما أن الكفة تميل لقيس سعيد على حساب بقية المرشحين كونه يوظف كل أجهزة الدولة لفائدة حملته الانتخابية ما يجعل منافسته شبه مستحيلة”.
سعيد الأوفر حظا
بينما يبدي مؤيدو المغزاوي تفاؤلا بخصوص حظوظه في السباق الرئاسي باعتبار أن حصيلة الرئيس سعيد كانت سلبية على صعيد الاقتصادي والاجتماعي في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية، إلا أن أنصار الرئيس سعيد في المقابل يؤكدون نجاحه في الحصول على ولاية جديدة استنادا على تواصل ارتفاع شعبيته وتواصل تأييد طيف واسع من الشارع لإجراءات ومسار 25 جويلية.
وسبق أن كشف استطلاع البارومتر العربي لتونس في 2023؛ أن الثقة بالرئيس سعيد مازلت قوية، حيث أبدى ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم الثقة بقائدهم، إلا أن مستوى الثقة هذا يمثل تراجعاً بواقع 6 نقاط مئوية منذ عام 2021. وحسب الاستطلاع ظل التونسيون في أواخر 2023 متفائلين أكثر مما قبل بانتخاب الرئيس قيس سعيد، وهو ما يرجح قدرته على الظفر بكرسي الرئاسة مرة أخرى.
ويستبعد محسن النابتي الناطق الرسمي بإسم حزب التيار الشعبي في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن يحدث أي مرشح مفاجأة في الانتخابات، حيث أن قيس سعيد إلى حد الآن بلا منافس وفي طريق مفتوح من الدور الأول.
وبينما تذهب التخمينات إلى زيادة فرص المغزاوي في حال تكتلت قوى المعارضة بما فيها قوى الاتحاد والقوى اليسارية والغاضبون من سعيد من أجل إنجاح المغزاوي، وبالتالي تحقيق مفاجأة، إلا أنه برأي النابتي فإن “المعارضة لا تلتقي إلا على الاختلاف، والمعارضة الفاعلة إعلاميا في الخارج والتي تشكل لوبي ضغط في الدوائر الخارجية والمشكلة من الإخوان ومجموعات ليبرالية خائفة من مجازفة دعم مرشح يخسر الانتخابات فتكون بذلك خسرت الانتخابات وخسرت الدعم الخارجي ولو جزئيا نظرا لكون دخولها للانتخابات يسقط منها ورقة أن ما حصل انقلاب، وما ظلت تردده حول الشرعية”.
ويعتبر أنه “من الصعب أن تتوحد المعارضة إلا بإرادة خارجية كما أن معارضة الداخل أغلبها قد أعلنت المقاطعة وهي لا تملك وزنا انتخابيا لمنافسة الرئيس، لذلك الحديث عن وحدة المعارضة حديث غير واقعي والحديث عن مرشح موحد أمر فرصته ضعيفة”.
ويستنتج النابتي أن “المعطيات الحالية تقول أن الرئيس قيس سعيد فرصته كبيرة للمرور من الدور الأول ومازال لديه أوراق حاسمة في قادم الأيام ولا توجد شخصية وازنة وغير محسوبة على منظومة المافيا السابقة يمكن أن تنافسه”.
ويتفق موقف النابتي مع موقف فتحي مشرقي النائب التونسي الذي أوضح خلال حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أنه “حسب استطلاعات الرأي العام الشعبي وخاصة أنني باتصال مباشر مع مختلف الفئات الشعبية ومكوناته في الأسواق والمقاهي الشعبية في كل مكان ألاحظ تقدما شاسعا بل يمكن الحديث عن اكتساح للأستاذ قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية بدون منازع، وحسب تقديري المتواضع لا يمكن للسيد زهير المغزاوي رغم ماضيه النقابي والسياسي أن يحدث أي مفاجأة وذلك لتربع قيس سعيد في ضمائر وقلوب أغلبية المواطنين”.
وتلفت أوساط سياسية إلى أن رغم تاريخ المغزاوي السياسي والنقابي إلا أنه من الصعب أن يحقق نجاحا انتخابيا وذلك لانتمائه لمنظومة الأحزاب التقليدية التي يحملها الشارع مسؤولية تردي أوضاعه المعيشية منذ ثورة يناير 2011، كما تبين هذه الأوساط أن المغزاوي خاصة في خطابه الأخير كشف عن طموحه البراغماتي للوصول إلى السلطة بعد تنصل من مسار 25 جويلية ومن سوء إدارته للأوضاع.
وتعد حركة الشعب الممثلة في البرلمان المنتخب في 2022 من بين الأحزاب القليلة الداعمة للرئيس سعيد، وقد أيدت قرارته في 25 جويلية/يوليو 2021 بتجميد البرلمان السابق ومن ثم حله والإطاحة بالنظام السياسي والاتجاه نحو بناء “الجمهورية الثانية”.
وفي معرض تعليقه عن حظوظ المغزاوي في الرئاسيات، أبرز صهيب المزريقي في حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أن “الترشح للانتخابات الرئاسية هو حق دستوري مكفول بنص دستور 25 جويلية 2024 وفق ما يضبطه قانون الانتخابات وترشح المغزاوي وغيره يأتي وفق هذا الإطار”.
وأضاف بالقول “المغزاوي أمين عام حركة الشعب، وإن كان من بين النشطاء السياسيين الذين برزوا في الساحة السياسية خاصة بعد الثورة التونسية ودخوله البرلمان والحياة الحزبية وتوليه أمانة عام حزبه إلا أنه لا يزال معروفا فقط داخل الأوساط السياسية والنقابية والمثقفة، وبالتالي أعتقد أن الشعب التونسي لا يعرف جيدا زهير المغزاوي ولا طرحه الفكري، زد على ذلك حتى في خطاباته لم يطرح إلى الآن تصورا إقتصاديا ممكن التحقيق ومشفوع بوسائل التطبيق وكيفية تحريك عجلة الإقتصاد التونسي المتعثرة”.
وأردف بالقول إن “الشعب التونسي في مجمل ما عبر عنه وما لامسناه في الحياة اليومية سواء المقاهي والأسواق الأسبوعية واليومية والشوارع ورغم الحياة الاقتصادية والمجتمعية الصعبة لا يزال يثق في الرئيس الحالي قيس سعيد”.
استفاقة متأخرة
يراهن المغزاوي على توسيع قاعدته الشعبية واستمالة الناخبين من خلال مغازلة قوى المعارضة خاصة أنه أقر مؤخرا بحجم التضييقات التي أقدمت عليها السلطة ضد المرشحين وانتهاجها سياسة القمع والحد من الحريات بهدف تقليل فرص خصومها السياسيين استنادا للمرسوم 54.
مع ذلك ترى المعارضة أن استفاقة المغزاوي “متأخرة” وهدفها تحقيق مكاسب انتخابية بالأساس، وأن خطابه الأخير كان خطابا براغماتيا لتحقيق طموحه السياسي.
ويلفت منصف الشريقي أمين عام الحزب الاشتراكي في حديثه لـ”أفريقيا برس” أنه “لا يمكن الحديث عن سباق رئاسي حقيقي بسبب مناخ التضييق ونظرا لأن الموعد الانتخابي يوم 6 أكتوبر أراده قيس سعيد بمثابة بيعة فقط لشخصه ولمساره الذي بدأ يوم 25 جويلية 2021”.
ويضيف “سباق رئاسي تنتفي فيه كل متطلبات السباق، كل حريات التعبير والتقييم غير متوفرة، المناخ الانتخابي فيه العديد من التجاوزات، وقد تم الزج بالعديد من الكتاب والمدونين والصحافيين والسياسيين في السجن بسبب المرسوم 54، كما أن هناك مرشحين محتملين في السجون، وبالتالي الوضع الحالي لا يسمح بانجاز انتخابات حرة وديمقراطية”.
وكشف أن “حزبه رفض المشاركة في الانتخابات باعتبارها مسرحية سيئة الإخراج ومجرد تزكية للرئيس الحالي”، حسب وصفه.
وبالنسبة لترشح المغزاوي ومدى استعداد المعارضة لدعمه خاصة أن حركة الشعب تعد من بين الأعمدة التي اعتمد عليها الرئيس سعيد بعد 25 جويلية لتبني هذا المسار، يرى الشريقي أن “استفاقة المغزاوي كانت متأخرة نوعا ما، لو كانت قبل أشهر كانت ستكون محمودة لكن يصعب على حركة الشعب اليوم أن تحوز ثقة الديمقراطيين بعد أن كانت من بين الأحزاب الأولى الداعمة لهذا المسار الانقلابي”.
واستبعد “إمكانية دعم المعارضة للمغزاوي أو أي مرشح آخر لأن المناخ الانتخابي بالأساس غير سليم وباعتبار الظروف السياسية العامة لا تسمح بأن تكون الانتخابات حرة وديمقراطية”.
وبالعودة إلى مواقف حركة الشعب السابقة التي كانت مؤيدة للنظام والنخب الحاكمة، يعتقد منذر ثابت المحلل السياسي في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن “زهير المغزاوي لا يمكن أن يكون نفيا لسعيد وذلك لأن حركة الشعب تاريخيا كانت جزء لا يتجزأ من تحالف الترويكا ومن تجربة حكم الإسلام السياسي، ولم تكن خارج سياق 14 جانفي 2011 في مستوى الدعم السياسي والمشاركة الفعلية، ثم في 25 جويلية 2021 كانت حركة الشعب المساند البارز لسعيد ولتفعيل الفصل 80 والجمهورية الثانية وذهبت إلى الآخر في القطع مع تجربة الحكم من منطلقات إيديولوجية”.
ورأى ثابت أن”خطاب المغزاوي الأخير حتى لو كان حادا في مستوى اللهجة لكنه متأخر، أما في مستوى التصور فقد انخرط في التجربة الديمقراطية المباشرة التي وصفتها المعارضة بكونها تجربة شعوبية، أما في مستوى الرأي العام الداعم لمنظومة 25 جويلية لا يرى إلا الرئيس سعيد في هذا الاتجاه وسيختاره ولن يختار المغزاوي، لذلك لا يمثل المغزاوي عنوان بارز رغم أنه من الكوادر السياسية التي لها تاريخ لكن بالنسبة للرأي العام لا يمكن أن يكون بديلا للرئيس سعيد.”
على صعيد آخر، يقلل متابعون من فرص نجاح المغزاوي في السباق الرئاسي المرتقب وذلك بسبب عودة بعض المرشحين البارزين إلى السباق بعد أن أنصفتهم المحكمة الإدارية مؤخرا، الأمر الذي تضعف حظوظه مقابل زيادة فرص الرئيس سعيد المستفيد من تشتت أصوات منافسيه.
وأعلنت المحكمة الإدارية بتونس، الجمعة، قبول الطعن في قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات المتعلق برفض ملف ترشح عماد الدائمي للانتخابات الرئاسية ما يعني عودته إلى السباق الانتخابي.
والثلاثاء، قبلت المحكمة الإدارية طعن مرشح حزب “العمل والإنجاز” أمينه العام عبد اللطيف المكي، ضد قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برفض ترشحه وإعادته بذلك للسباق الانتخابي. وقررت المحكمة الإدارية، الخميس، قبول ترشح المنذر الزنايدي لانتخابات الرئاسة”.
ومن بين 17 ملف ترشح، أعلنت هيئة الانتخابات قبول ملفات 3 مرشحين هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة عازمون عياشي زمال، قبل إعادة الزنايدي والمكي والدائمي إلى السباق، ليصبح بذلك عدد المتنافسين في السباق 6 مرشحين.
واعتبر مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن “مرشح حركة الشعب زهير المغزاوي للانتخابات الرئاسية هو أحد الوجوه المعروفة في الساحة النقابية باعتباره نقابيا سابقا بنقابة التعليم الثانوي، وأيضا وجها سياسيا ناشطا بالتيار القومي، وقد استطاع الفوز برئاسة حركة الشعب ذات البعد القومي الناصري والتي ساندت قيس سعيد في كل القرارات والخطوات والإجراءات التي اتخاذها من أجل إنجاح مسار 25 جويلية، الأمر الذي جعل التيار القومي في تونس يزداد تشتتا وفرقة، فلا القوميون البعثيون راضون عن ذلك ولا قوميو التيار الشعبي الذي يترأسه الأستاذ زهير حمدي الذي يناصر قيس سعيد راض كذلك”.
ويبرز عبد الكبير إلى أن “غالبية الشباب القومي اليوم يتابع من بعيد ولم يصطف سياسيا مع أي مرشح، هذا وإذا نظرنا إلى موقف المواطن التونسي والناخب من خارج التيار القومي فسنجد ناخبين إسلاميين يعتبرون أن حركة الشعب ساندت قيس سعيد وهي شريكة في ما يعتبرونه خرابا حل بتونس لذلك سيكنون بالمرصاد من أجل إسقاط زهير المغزاوي”.
وتابع “كذلك فإن ناخبي بقايا النظام السابق وكذلك أنصار الحركة الدستورية الذين ينتظرون الإفراج عن رئيسة حزبهم عبير موسي القابعة بالسجن، يعتبرون حركة الشعب سببا في ما يحصل في البلاد هذا، ولا ننسى موقف اليسار التونسي الذي له موقف مما ما تقوم به الحركات القومية وخاصة حركة الشعب”.
وخلص بالقول”بالمحصلة النهائية فإن مرشح حركة الشعب زهير المغزاوي سيجد نفسه في مرمى عديد الأسهم وسيجد صعوبة كبيرة ولن يكون له أي حظوظ في الترشح حتى للدور الثاني هذا إذا كان هناك دور ثان أصلا”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس