أفريقيا برس – تونس. تجمع مئات الأشخاص أمام المسرح البلدي بالعاصمة، مساء اليوم الجمعة، في وقفة رمزية لتأبين “الشهيد يحي السنوار” رئيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، نظمتها ثلاث جمعيات مناصرة للقضية الفلسطينية، هي تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع وجمعية أنصار فلسطين.
وألقيت خلال الوقفة كلمات أشادت بمآثر “الفارس الشجاع” يحي السنوار وكنيته “أبو إبراهيم”، الذي كرس حياته ل “خدمة مشروع تحرير فلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر”، الى أن استشهد وهو يقاتل قوات الإحتلال في منطقة رفح بقطاع غزة في 17 أكتوبر الجاري.
ورفعت شعارات وصور تشيد أيضا بقادة آخرين من شهداء حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” والمقاومة اللبنانية في “حزب الله” وبزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الذين جسدوا “وحدة الساحات القتالية ضد العدو الإسرائيلي”.
كما جدد المتظاهرون تأييدهم ل “معركة طوفان الأقصى” التي انطلقت من قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، وتوسعت الى جنوب لبنان، وشاركت فيها المقاومة اليمنية والعراقية، وأيدتها حركة تضامن واسعة في تونس على امتداد أكثر من سنة.
ومثلت الوقفة التقاء بين مظاهرتين، بدأت الأولى في الساعة الرابعة والنصف في ساحة الجمهورية (الباساج) نظمتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، والثانية نظمتها جمعية أنصار فلسطين أمام المسرح البلدي، مما ضاعف عدد المشاركين في المظاهرتين التأبينيتين ل”الشهيد يحي السنوار”.
وجرت المسيرة والوقفة التأبينية في ظروف عادية دون تسجيل أية حوادث.
وقال عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع صلاح الدين المصري، على هامش المسيرة، إنها “تأتي في إطار تأبين القائد الشهيد الذي قاتل إلى آخر رمق يحيى السنوار، وأيضا القائد الشهيد في المقاومة اللبنانية هاشم صفي الدين”.
وأضاف المصري: “نقول للصهاينة (الإسرائيليين) إن قتل القادة وشهادتهم لن تزيد المقاومة إلا صمودا، وفي تاريخ المقاومة كلما ارتقى شهيد ولد بعده آلاف المقاومين”.
وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بمنطقة تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما أعلن “حزب الله” الأربعاء، مقتل رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت قبل نحو 3 أسابيع.
وأشار المصري، إلى أن “صورة الكيان الصهيوني (إسرائيل) اليوم قبيحة في جميع أنحاء العالم وهو يعيش حالة من القطيعة مع جميع الأحرار”.
وأردف: “نستمع اليوم إلى ضربات قوية للمقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية (ضد إسرائيل)، ولن تترك غزة وحدها”.
وتابع: “نندد كتونسيين وكأحرار بالمجازر الإسرائيلية المرتكبة في شمال غزة وأيضا بصمت الدول العربية”.
وشدد المصري على أن “واجب العرب أن يجمدوا كل اتفاقيات التطبيع، وأن يدعموا المقاومة في لبنان وفلسطين”.
وتشتد الإبادة الجماعية التي بدأها الجيش الإسرائيلي بمحافظة شمال غزة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بقصف غير مسبوق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس