حوافز تونسية لإنقاذ صادرات زيت الزيتون

26
حوافز تونسية لإنقاذ صادرات زيت الزيتون
حوافز تونسية لإنقاذ صادرات زيت الزيتون

أفريقيا برس – تونس. تحاول سلطات تونس تحفيز موسم تصدير زيت الزيتون بعد بداية متعثرة لموسم الجني والعصر تهدد بتراجع عائدات الزيت التي وفرت للبلاد إيرادات تزيد عن 1.6 مليار دولار الموسم الماضي.

والخميس الماضي، أعلنت الحكومة حزمة إجراءات لفائدة مصدري الزيت تمكنهم من استرداد تكلفة النقل البحري لزيت الزيتون المعلب والسائب نحو الوجهات الأوروبية تصل إلى 50% ودعم النقل الجوي بنسبة 70% للزيت المعلب. كما أقرت إجراءات لتبسيط اشتراطات التصدير وإقرار برنامج ترويجي للمنتج التونسي في الأسواق الخارجية مع تحسين النّفاذ إلى أسواق أخرى من خلال تطوير الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال إلى جانب الأسواق التقليديّة.

وتمثل عائدات تصدير زيت الزيتون من المصادر المهمة للنقد الأجنبي في تونس، حيث مكنت إيرادات السنة الماضية من تغطية جزء هام من أقساط الدين الخارجي، حيث ذلك جنت الدولة خلال الموسم الماضي عائدات قياسية من صادرات زيت الزيتون بقيمة تزيد عن 5.1 مليارات دينار (نحو 1.6 مليار دولار). وصنفت وزارة الفلاحة منذ أشهر موسم 2024-2025 بـ”الجيد والواعد”، ببلوغ إنتاج تونس من زيت الزيتون نحو 340 ألف طن، بزيادة مقدارها 55% مقارنة بالموسم الماضي.

تحتاج قياس جودة الموسم بحسب المهنيين إلى استقرار الأسعار والقدرة على تحقيق أرباح مجزية لجميع المتدخلين في حلقة الإنتاج. ويرى الباحث المتخصص في السياسات الزراعية فوزي الزياني، أن الإجراءات الحكومية لدعم المصدرين جاءت متأخرة بسبب تأثر الموسم بالارتباكات التي شهدها القطاع منذ انطلاقة موسم الجني، ما تسبب بهبوط قاس للأسعار وعدم قدرة المنتجين على تخزين فائض الإنتاج.

وقال الزياني إن تونس نجحت خلال السنوات الماضية في التصرف بفائض إنتاج بلغ 450 ألف طن من الزيت بينما عجزت هذا العام على إدارة محصول بنحو 340 ألف طن نتيجة عدم توفر الأرضية اللوجستية للتخزين ونقص التمويلات التي كانت تخصص للمنتجين.

وبحسب الزياني يحتاج إنقاذ موسم تصدير الزيت التونسي إلى حملة تسويقية كبيرة وتوفير التمويلات اللازمة للمهنيين والمخزنين لتجنب بيع المنتوج من الزيت السائب بأسعار بخسة. وقال “حالياً يصدر الكيلوغرام الواحد من زيت الزيتون البكر بقيمة 11 ديناراً (3.3 دولارات) وهو سعر غير مجزٍ بالمرة”، مؤكداً أن سعر التصدير لا يجب أن يقل عن 16 ديناراً (5.2 دولارات) للكيلوغرام.

وحسب بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ارتفعت أسعار زيت الزيتون بنسبة 117% على أساس سنوي في سبتمبر إلى أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات. وأظهر تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية أيضاً، ارتفاع الأسعار العالمية لزيت الزيتون إلى 8900 دولار للطن في سبتمبر/أيلول الماضي، مشيراً إلى أن متوسط السعر في أغسطس/آب كان أعلى بنحو 130% عن نفس الفترة من العام السابق 2023.

وقال صندوق النقد إن الزيادات غير الطبيعية لسعر الزيت خلال العام الماضي كانت نتيجة الانخفاض الحاد في الإنتاج العالمي للزيتون خلال موسم 2023/2024 فقد بلغ نحو 2.4 مليون طن، وهو ما يقل بنسبة 25% من متوسط إنتاج المواسم الزراعية الأربعة السابقة. وكانت إسبانيا وإيطاليا وتونس واليونان وتركيا والمغرب والبرتغال أنتجت أقل من مليوني طن من زيت الزيتون خلال الموسم الزراعي 2023/2024، أي أقل بنسبة 23% من متوسط الحملات الأربع السابقة.

ولم يقدم أكبر 7 منتجين سوى 72% من الإنتاج العالمي مقارنة بأكثر من 80% خلال المواسم الخمسة الممتدة من 2018 إلى 2022.

ويؤكد الزياني أن تصدير زيت الزيتون التونسي لا يعد إلا حلقة في صلب منظومة كاملة في بلاده كان يفترض أن تشملها حزمة الإجراءات من أجل ضمان استمرارية القطاع والحد من تداعيات المنافسة غير الشرعية التي يواجهها من كبار المنتجين العالميين ولا سيما الإيطاليين.

وبدأ موسم جني الزيتون في تونس هذا العام مرتبكاً، إذ تزامنت بداية موسم الجني مع شن حملة على شبكات التواصل الاجتماعي استهدفت المزارعين وأصحاب المعاصر واتُّهموا بالدفع نحو رفع الأسعار لتوجيه القسط الأكبر من الإنتاج نحو التصدير. ومثلت شبكات التواصل الاجتماعي فضاء للمضاربة بأسعار الزيتون وتبخيسها رغم تدخل السلطات لاستيعاب فائض الإنتاج من ديوان الزيت الحكومي الذي أوكلت له مهام قبول كميات الزيت من المنتجين بأسعار مجزية.

وتلعب زراعة الزيتون دوراً أساسياً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، إذ يمثل الزيتون 15% من إجمالي الإنتاج الزراعي في حين يمثل زيت الزيتون 50% من الصادرات الزراعية و5.5% من إجمالي الصادرات. كما يمثل القطاع مصدر رزق مباشر أو غير مباشر لأكثر من مليون شخص إضافة إلى كونه يوفر 34 مليون يوم عمل في السنة الواحدة، وهو ما يعادل نسبة 20% من التشغيل في القطاع الفلاحي. ويصف خبراء زراعة دوليون الزيتون التونسي بـ”الذهب الأخضر” لخلوّه من الملوثات العضوية، ذلك أن نحو 85% من زيت الزيتون في تونس يتم إنتاجه بطرق تقليدية ودون استخدام أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here