سفيان عمري لـ”أفريقيا برس”: تونس غير قادرة على تحمل عبء المهاجرين

27
سفيان عمري: تونس غير قادرة على تحمل عبء المهاجرين
سفيان عمري: تونس غير قادرة على تحمل عبء المهاجرين

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار سفيان عمري، القيادي بحزب “العمل والإنجاز”، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن “تونس غير قادرة على تحمّل عبء المهاجرين، وأن تحوّلها إلى بلد توطين سيُغرقها في أزمة اقتصادية أشد وأعمق”، لافتًا إلى أن “الدولة تتحمّل مسؤولية الفشل في إدارة هذا الملف”.

ورأى أن “على المعارضة التونسية القيام بمراجعات واستخلاص التجارب والدروس، ثم السعي نحو التغيير وتطوير نفسها حتى يكون لها دور في عملية البناء”، مؤكدًا “مواصلة حزب عمل وإنجاز النضال السلمي دفاعًا عن العدالة والديمقراطية، وعن المساجين السياسيين”. وبيّن في ذات السياق أن “إقصاء الأحزاب والمنظمات ألقى بظلاله سلبًا على إدارة الأوضاع وحل أزمات البلاد”.

يُشار إلى أن سفيان عمري هو قيادي بحزب “العمل والإنجاز”، ومكلف بملف الإعلام والاتصال.

ما هي قراءتك للمشهد السياسي بعد الانتخابات الرئاسية، وكيف تقيم سياسة الرئيس التونسي فيما يخص الأوضاع الداخلية؟

الوضع السياسي بعد الانتخابات لا يختلف عن الوضع السياسي في فترة مابين 25 جويلية ومرحلة ما قبل الانتخابات، نحن نلاحظ أن الحياة السياسية متجمدة ومتكلسة، فقط صوت واحد يحركها في بعض الأحيان، وهو صوت وخطابات الرئيس قيس سعيد مع تواصل اتهامه أشباح لا نعرفها بالتآمر على أمن الدولة وعلى المواطن التونسي ككل، حتى المشهد الإعلامي أصبح في اتجاه واحد ومن يعارض السلطة يقع تحت طائلة المرسوم 54، هناك حالة من الهروب من الأمام من قبل السلطة القائمة وهذا الهروب يجر البلاد والمواطنين إلى الخلف، فالمشهد السياسي بلون واحد، كما نلاحظ تغيير لرؤساء الحكومات بشكل سريع ومتواتر، وكل ما هو فشل تتهم به السلطة الآخر، إجمالا لم يعد هناك مشهد سياسي، وفي ظل تغييب دور الأحزاب والمنظمات بات كذلك المواطن بلا دور في المشهد الجديد.

في ظل الدعوات المتكررة لإطلاق سراح المساجين السياسيين، ما هي الخطوات التي يتخذها حزب العمل والإنجاز لتحقيق هذا الهدف؟

حزب العمل والإنجاز هو جزء من الأحزاب والمنظمات التي تدعو إلى تحقيق العدالة في البلاد وإلى تطبيق القانون، وإلى إطلاق سراح المساجين السياسيين خاصة مع حرمانهم من حضور جلسات المحاكمة بشكل مباشر ومحاكمتهم بشكل سري في الوقت الذي لا نعلم فيه مدى حقيقة التهم الموجهة إليهم، الحزب يسعى من خلال النضال السلمي والديمقراطي إلى تطبيق العدالة بالدعوة إلى إطلاق سراح المساجين، وجهودنا ونضالاتنا تتحد مع جهود جبهة الخلاص الوطني المعارضة، ومع بقية مكونات المعارضة التي نتشارك معها في نفس الرؤية.

كيف يمكن للأحزاب المعارضة استرجاع حضورها في المشهد السياسي في ظل تشتتها من جهة، وفي ظل إقصاء السلطة للأجسام الوسيطة من جهة أخرى؟

برأيي على الأحزاب المعارضة مواصلة النضال لاسترجاع مكانتها بالمشهد، أي سلطة من مصلحتها استبعاد المعارضة، لكن علينا رغم الضغوط الاستمرار في النضال ومحاسبة كل المقصرين في التعاطي مع أوضاع البلاد، نحن نرى تأثير غياب الأحزاب في المشهد من خلال الارتباك في التعيينات الحكومية وفي إدارة الأزمة الاقتصادية.

لكن قبل ذلك من المهم قيام المعارضة بمراجعات لما مرت به من تجارب خصوصا للأحزاب التي كانت موجودة في المشهد السياسي في فترة ما قبل 25 جويلية، عليها القيام بمراجعات، ويجب التذكير على أهمية وجود الأحزاب في الشأن العام، فهدفها ليس معارضة بعضها البعض بل بناء وطن، والتصدي لكل خطأ ودعم كل ماهو صواب، هنا تكمن أهمية الأحزاب، هي تريد من الدولة النهوض والتطور لأجل إصلاح الأوضاع، لذلك على المعارضة اليوم قراءة المشهد بشكل جيد واستخراج الخلاصات ثم السعي نحو تغيير وتطوير نفسها حتى يكون لها دور في عملية البناء.

كيف ترون مستقبل الحوار الوطني في ظل الأزمة الحالية؟

لا أعتقد أنه سيكون هناك حوار وطني في تونس، وهذه الدعوات هي مجرد شعارات شعبوية يطلقها من حين إلى آخر بعض الأطراف المحيطة بالرئيس، لأنه من يريد بالفعل تنظيم حوار لا يفرض شروط مسبقة، صاحب المبادرة لا يشترط، ومن الواضح أنه لا نية للسلطة القائمة في تنظيم الحوار، مع ذلك حزب العمل والإنجاز يدعم أي حوار يجمع جميع التونسيين على طاولة واحدة، لأنه لا حل بدون تجميع كل التونسيين، نحن نؤمن أنه لا يمكن أن يأتي الحل من فرد فقط.

ما هي رؤية حزب العمل والإنجاز لحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس حاليًا؟

حين شارك حزب العمل والإنجاز في الانتخابات الرئاسية كشف عن رؤيته وبرنامجه لمعالجة الأوضاع بالبلاد، وللتذكير نحن نرى أن أول خطوة لحل الأزمة الاقتصادية هي حل الأزمة السياسية، لا نستطيع أن تكون لنا حلول اقتصادية بدون حلول سياسية، لا يمكن لبلد غير مستقرة سياسيا أن تكون مستقرة اقتصاديا، أول خطوات حل الأزمة هي الحلول السياسية، كما يستوجب أن يكون هناك حزام سياسي حول السلطة القائمة، الذي بوسعه اقتراح حلول جديرة بأن تأخذ في عين الاعتبار وقادرة على قيادة البلاد نحو بر الأمان، وحتى نتجنب حالة الارتباك والتخبط في التعيينات بالفريق الحكومي كما بات لافتا في الفترة الأخيرة، ونحن نفسر هذا الارتباك بسبب غياب برلمان حقيقي وتهميش المعارضة، لذلك نعتقد أنه لا يمكن إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية بدون المرور بحلول سياسية.

هل تعتقد أن حل أزمة المهاجرين الأفارقة في تونس يحتاج إلى الواقعية وليس إلى الشعبوية؟

أعتقد أن المشكل في الشعبوية بالأساس، يكفينا من الشعبوية ومن خطاب المؤامرة التي توجهه السلطة في كل مرة ومع كل فشل في حل مثل هذه الملفات مثل ملف المهاجرين الأفارقة. ولا يمكن أن تنطلي مثل هذه التهم على المواطن اليوم، فالمواطن التونسي مثقف ومطلع على حقيقة ما يدور حوله، وهو يعلم أن الدولة هي من أغلقت الحدود أمام المهاجرين.

وفي الواقع هناك تساؤلات كبيرة تشوب هذا الملف، نحن لا نعلم إلى الآن حقيقة المعاهدة الموقعة بين الحكومة التونسية والايطالية وماهي مضامينها، ومؤخرا رأينا كيف تعيد الحكومة قوارب المهاجرين وهي على مشارف حدود إيطاليا، هل يعني هذا أننا تحولنا إلى حارس حدود لأوروبا؟، وبرأيي الدولة هي من تتحمل مسؤولية الفشل في إدارة هذا الملف وهي المسؤولة الأولى عن حماية حدودها، ويجب التحذير من تحول تونس إلى بلد لتوطين المهاجرين، فمن شأن ذلك أن يغرقها في أزمة اقتصادية أشد وأعمق، من الصعب على بلدنا تحمل عبء المهاجرين.

ما رأيك في الانتقادات التي طالت حزب العمل والإنجاز مع بداية تأسيسه بأنه ليس بديلا لحركة النهضة بل واجهة من واجهاتها؟

الانتقادات التي طالت الحزب كانت أغلبها من حركة النهضة، هي من اتهمتنا بالخيانة والخروج من عباءتها، وقد تم وصفنا بالخونة والمنشقين، وهذا دليل على أننا لسنا واجهة من واجهات حركة النهضة بل أننا كنا معارضين لبعض سياسات الحركة ونحن داخلها، وحينما ارتأينا أنه لا توجد حلول وهناك حالة انسداد غادرنا الحزب، وقد نجحنا في الاندماج داخل المشهد السياسي ونحن خارج الحركة.

ويجب الإشارة أننا لسنا في خصومة مع حركة النهضة ولكن لسنا في توافق مع الكثير من سياساتها، ونحن نأخذ نفس المسافة مع جميع السياسيين والأحزاب، لكن مع ذلك ندعم فتح حوار مع جميع القوى السياسية ومن بينها النهضة، التي لا يمكن أن ننسى أنها كانت من أكبر الأحزاب في البلاد، نحن نختلف معها في آراء ونتفق معها في آراء أخرى، لكننا لسنا واجهة لها، الواجهة الحقيقية لحزب العمل والإنجاز هي رؤية الشباب والمرأة داخل الحزب، لسنا واجهة لأي طرف سياسي داخل المشهد، لكن في المقابل لسنا في خصومة مع أي طرف كان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here