رشيد عثماني: لا خيار أمام قيس سعيد إلا تجريم التطبيع

40

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. تعتبر تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس من أكثر الأطر النضالية التي تقوم بالتعبئة دعما للمقاومة ولفلسطين وهي من ضمن القوى المعادية للحركة الصهيونية، ومافتئت تتقدم بالمبادرات وآخرها دعوتها إلى المسيرة التي ستتجه نحو البرلمان الجمعة لأجل الضغط وتمرير قانون تجريم التطبيع.

وأشار رشيد العثماني عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بتونس في حواره مع “أفريقيا برس” أنه “لا خيار أمام المنظومة الحاكمة بالبلاد إلا تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما يستوجب عليها التفاعل مع دعواتها بطرد السفير الأميركي من تونس احتجاجا على دعم الولايات المتحدة المستمر لهذا الكيان الغاشم.”

وفي تقديره “رغم أن دعم المقاومة وإسناد الشعب الفلسطيني لم يبلغ ذروته، إلا أن حجم التفاعل الشعبي في تونس يعتبر مهما ونوعيا وصل حد استشهاد الطالب فارس خالد أثناء محاولته تعليق علم فلسطين في جامعته استجابة للدعوة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم الاثنين 7 أفريل 2025، إضافة إلى ماتشهده الحركة الطلابية والتلمذية من زخم نضالي متصاعد.”

رشيد عثماني هو ناشط يساري تونسي والناطق الرسمي السابق لحزب الوطد الاشتراكي. تولّى عثماني مهمة تمثيل الحزب في المحافل الإعلامية والسياسية، حيث عبّر عن مواقفه ودافع عن توجهاته في الساحة الوطنية. يُعرف بنشاطه المكثف في دعم القضية الفلسطينية، من خلال مشاركته في “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، التي تسعى إلى تعبئة الشارع التونسي حول مطالب أساسية مثل تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وطرد السفير الأمريكي. تعتبر التنسيقية أن تحقيق هذه المطالب سيعزز مصداقية الحكومة التونسية في دعم القضية الفلسطينية، خاصةً بعد رفع رئيس الجمهورية لشعار “التطبيع خيانة” خلال حملته الانتخابية.

كيف تقيّمون الموقف الرسمي التونسي حتى الآن من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ هل تعتبرونه كافيًا؟

الموقف الرسمي التونسي مقارنة ببقية المواقف الرسمية وخاصة العربية منها يعتبر منحازا إلى الشعب الفلسطيني وحقه التاريخي في تحرير أرضه كاملة وإقامة دولته وعاصمتها القدس، ولكننا باستثناء بعض البيانات والتصريحات إضافة إلى استقبال العديد من الجرحى وإيصال بعض الإعانات، لم نرى خطوات عملية جدية في اتجاه القطع مع الحلف الإمبريالي الصهيوني الرجعي، خاصة أن الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بمساهمة العديد من الأنظمة العربية قد بلغت مستوى غير مسبوق من التقتيل والتهجير والدمار.

ماهو تقييمكم لحجم التفاعل الشعبي التونسي مع القضية الفلسطينية مقارنة بمراحل سابقة؟

إن علاقة الشعب التونسي بالقضية الفلسطينية هي علاقة دعم و إسناد تعود جذورها إلى أواخر أربعينيات القرن الماضي حيث ساهم الشعب التونسي من خلال قواه الوطنية والتقدمية بالعديد من الفدائيين والمقاتلين في صفوف المقاومة في مراحل شتى من الثورة الفلسطينية.

وقد تم استهداف حركة التحرر الوطني الفلسطيني وفصائلها في أرض تونس عديد المرات حيث امتزجت دماؤنا بالدم الفلسطيني تأكيدا لوحدة مسار النضال التحرري ضد الصهيونية والرجعيات العربية.

ورغم أن دعم المقاومة وإسناد الشعب الفلسطيني لم يبلغ ذروته إلا أن حجم التفاعل الشعبي يعتبر مهما ونوعيا وصل حد استشهاد الطالب فارس خالد أثناء محاولته تعليق علم فلسطين في جامعته استجابة للدعوة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم الاثنين 7 أفريل 2025..

إضافة إلى ماتشهده الحركة الطلابية والتلمذية من زخم نضالي متصاعد يهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

فيما يخص الأحزاب السياسية التونسية، هل سجلتم مواقف عملية قوية أم أن الدعم اقتصر على بيانات تنديد دون خطوات فعلية؟

إن مواقف الأحزاب السياسية في تونس مرتبطة أساسا بموقعها من عملية النضال الوطني والطبقي، لذلك لا يمكن أن تكون لها نفس المواقف. فالأحزاب الوطنية واليسارية والتقدمية تتموقع في صف الجبهة المناهضة الإمبريالية والصهيونية والرجعية.

في حين تتخندق الأحزاب والمنظمات المرتبطة بدوائر رأس المال العالمي والأنظمة الرجعية في صف الإمبريالية والصهيونية وعملائها تحت ذرائع مختلفة من قبيل “المصلحة الوطنية القطرية” الاهتمام بالشأن التونسي المحض، الفلسطينيون أدرى بمصلحتهم، الحل في اتفاقيات السلام.

وكلها ذرائع لعزل القضية الفلسطينية وإعطاء مشروعية لجرائم الإحتلال الاستيطاني وضرب وحدة حركة التحرر الوطني العربية وتصفية القضية الفلسطينية.

ويمكن أن نعتبر الأحزاب التي تساهم في التعبئة الجماهيرية والتي تتفق معنا في مطلب تجريم التطبيع وطرد السفير الأمريكي تجيب عمليا عن موقعها ومواقفها من القضية الفلسطينية، ويجب أن ننتبه أن هذه الأحزاب ليست في السلطة السياسية حتى نطالبها بالقيام بدور النظام السياسي الحاكم.

في رأيكم، ما الذي يجب أن تقوم به الحكومة التونسية لتعزيز موقفها الداعم لغزة على المستوى العربي والدولي؟

تنسيقية العمل المشىترك من أجل فلسطين تشتغل على أكثر من محور في دعم وإسناد المقاومة، ولكنها الآن تقوم بتعبئة الشارع التونسي حول مطلبين أساسين وهما تجريم التطبيع وطرد السفير الأمريكي، ونعتبر أن المضيّ في هذين الإجرائيين سيعطي نوعا من المصداقية للحكومة في علاقة بدعم القضية الفلسطينية ولخطابات رئيس الجمهورية الذي رفع شعار التطبيع خيانة في حملته الانتخابية، وإلى حد الآن لم يقع تمرير قانون يجرّم التطبيع بل تم إجهاضه في المرة الأولى وبطلب من قيس سعيد رأسا حسب تصريح رئيس البرلمان الحالي.

المنظومة الحاكمة في تونس عليها أن تعِي أن الشعب التونسي منحاز كليا للفلسطينيين، ولا خيار أمامها إلا تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.

هل تعتقدون أن تونس اليوم تمتلك القدرة على تمرير مشاريع عربية أو دولية للضغط من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة؟

نحن لم نرٓى تونس الرسمية تحاول حتى نحكم على قدرتها في تمرير مشاريع عربية ودولية، ولكننا في ذات الحين لا نثق في جامعة الدول العربية وقد سبق لمناضلي التنسيقية أن عبروا في عقر دارها (مقر جامعة الدول العربية بتونس) عن عجزها حتى في التنديد، كما أن الهيئات الدولية مع احترامنا لأحرار العالم ومواقفهم المشرفة قد أعلنت إفلاسها وبان بالكاشف كذبها ونفاقها حول حقوق الإنسان والسلام المزعوم، لقد فضحت غزة كذبهم ونفاقهم.

على مستوى تنسيقية العمل المشترك، هل تطرحون مبادرات محددة لتحريك الساحة التونسية بشكل أقوى دعماً لفلسطين؟

طبعا تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس تعتبر من أكثر الأطر النضالية التي تقوم بالتعبئة دعما للمقاومة ولفلسطين وهي من ضمن القوى المعادية للحركة الصهيونية، ومافتئت تتقدم بالمبادرات وآخرها دعوتها إلى المسيرة التي ستتجه نحو البرلمان يوم الجمعة القادم 11 أفريل بداية من الساعة 14 من ساحة الشهيد حلمي مناعي بباب الخضراء تونس، للمطالبة بتجريم التطبيع، كما تسعى دائما للتجميع على قاعدة الانتصار للمقاومة، ودعم الحق الفلسطيني والتصدي لكل المطبعين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية، وبهذا الصدد لابد من الإشادة ببقية القوى الداعمة للمقاومة، والتي تستميت في نصرة المقاومة على غرار الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع وغيرها من القوى الوطنية و التقدمية.

برأيكم، هل يمكن للفعاليات والمسيرات التضامنية مع فلسطين أن تتحول إلى مساحة لتحشيد حزبي داخلي ضد السلطة في تونس؟ وهل تخشون استغلال القضية لهذا الغرض؟

نحن لسنا مع السلطة حتى نخشى عليها، وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤولية ما يطرح وما يريد، ونحن أبعد من أن يتم توظيفنا من هذا الطرف أو ذاك، فبقدر استماتتنا في نصرة المقاومة ونصرة فلسطين فإن مناضلات ومناضلو التنسيقية لهم القدرة على التصدي لكلّ المتاجرين بالقضية الفلسطينية في التحركات التي ندعو إليها علما وأن أعضاء التنسيقية يتعرضّون للإيقاف والاعتداءات يوميا، وآخرها ما وقع لعضو التنسيقية الطالب مازن عبد اللاوي من اعتداء همجي قام به أعوان أمن وهو بصدد تأطيره صحبة رفاقه لتحركات يوم التضامن العالمي مع فلسطين الإثنين الماضي.

ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟

رسالتنا للشعب العربي واضحة، أنظمتكم العميلة والرجعية لن تمنع عنكم الاضطهاد والاستعباد انتصاركم لفلسطين ومقاومتها، هو انتصار لأنفسكم و للأمة العربية المضطهدة ولحركات التحرر الوطني وللإنسانية الحرة الرافضة للاضطهاد والاستغلال، فوحدها الشعوب قادرة على اجتراح المعجزات إن آمنت بقدراتها الكفاحية..

وما على المواطن إلا أن يساهم من موقعه في دعم المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية، وأضعف الإيمان مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والاستجابة لدعوات الاحتجاج والإسناد.

هل لديكم تنسيق مع تنسيقيات عربية أو دولية أخرى لتحويل التضامن إلى تحركات سياسية أو شعبية منظمة ذات أثر ملموس؟

لدينا تنسيق مع كل من له علاقة بمقاومة الإمبريالية والصهيونية وقد قمنا بلقاء فصائل المقاومة في تونس السنة الماضية على هامش مؤتمر دعم المقاومة الذي نظمه منتدى الحقوق الإقتصادية والاجتماعية، كما كانت زيارة البعض من رفاقنا للضاحية الجنوبية في لبنان بمناسبة تأبين الشهيد السيد حسن نصراالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين فرصة لمزيد التنسيق مع فصائل المقاومة في سبل الدعم كما أن رفيقاتنا ورفيقانا دائمو التنسيق مع حملات المقاطعة، والتي تثبت جدواها يوما بعد يوم، وكل هذا المجهود يترك أثرا ملموسا ويراكم في اتجاه تغيير موازين القوى لصالح الجبهة المناهضة للإمبريالية والصهيونية والرجعية.

كيف ترون مستقبل وقف الحرب على غزة في ظل استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي؟ وهل تعولون على مبادرات الشعوب أكثر من الحكومات؟

نحن نؤمن بحتمية انتصار المقاومة، و نعرف أن هذا العالم بقدر ماهو مليء بالأنذال والإرهابيين الصّهاينة فهو مليء بالأحرار، وأعتقد أن الصهاينة سيجبرون على إيقاف الحرب دون أن يحققوا مآربهم ففصائل المقاومة جميعها متفقة ولا عزاء لسلطة محمود عباس والأنظمة الرجعية الخائنة، أما نحن فرهاننا لم ولن يكون إلا على الشعوب صاحبة الإرادة التي لا تقهر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here