آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. أكد سهيل العيدودي، أحد المشاركين التونسيين في المسيرة العالمية نحو غزة في حواره مع “أفريقيا برس”، أن” تحرك المسيرة هو تحرك سلمي وليس موجها ضد السلطات المصرية”، كاشفا “عما تعرضت له الوفود المشاركة بالمسيرة أثناء تواجدهم بمصر من عنف واعتداءات كما أجبروا على الترحيل رغم دخولهم إلى البلاد بشكل قانوني”.
وأوضح أن”أخطر ما تعرضوا له في مصر هو إرسال بلطجية وميليشيات للاعتداء عليهم، ما نجم عنه وقوع عديد من الإصابات والجرحى في صفوف المشاركين بالمسيرة”.
وأكد أنه”على رغم الصعوبات التي اعترضت مسيرات التضامن مع غزة، إلا أنها حققت نجاحا معنويا، واستطاعت إحياء التضامن العربي والعالمي بشأن القضية الفلسطينية، وأيضا استطاعت فضح الأنظمة العربية التي باتت في تناقض كبير مع إرادة شعوبها.”
وسهيل العيدودي هو مشارك تونسي بالمسيرة العالمية نحو غزة.
كأحد المشاركين في المسيرة العالمية نحو غزة، كيف كانت ظروف المسيرة، كيف انطلقت الفكرة، وكيف وقع التنسيق وأي صعوبات واجهتكم؟
قمنا بالتنسيق مع اللجنة المشرفة والمنظمة للمسيرة العالمية من مكان تواجدنا بتونس عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى نكون في مصر يوم 13 جوان/يونيو، ثم التوجه نحو معبر رفح لمساندة ودعم أهلنا في غزة، والدفع نحو إدخال المساعدات الموجودة في المعبر، الفكرة ليست جديدة، فهذه التنسيقية تشتغل على مثل هذه المسائل الإنسانية في أكثر من مكان في العالم، وقد كان التنسيق عاديا عبر وسائل التواصل لتحديد موعد ومكان التحرك وتوقيته وكل الترتيبات والمستلزمات، كان التجهيز لكل ذلك بشكل مسبق.
وقد تعرضنا إلى صعوبات منذ وصولنا إلى مطار القاهرة، كان التعاطي قاسيا خاصة مع بعض الجنسيات وتحديدا دول المغرب العربي، الذي استغرق التحقيق معها ساعات طويلة قبل دخول البلاد. ثم واجهتنا صعوبات خلال يوم التحرك وهو يوم 13 يونيو في مدينة الإسماعيلية أين بدأت الإيقافات وعمليات الترحيل.
ما حقيقة ما حصل لكم في مصر من سوء معاملة من قبل أجهزة الأمن المصرية؟
فيما يتعلق بتعامل الأمن المصري، برأيي مجرد المنع من الحق في التنقل هو بمثابة عنف، خاصة أن تواجدنا في مصر كان بشكل قانوني وقد احترمنا كل الإجراءات القانونية لدخول البلاد من وثائق وتأشيرات، وقد وقع إيقافنا في مدينة الإسماعيلية، وهو مكان لا يتطلب تراخيص خاصة للدخول، وهناك من وقع ترحيلهم أثناء تواجدهم بالنزل أو حتى في الشارع رغم غياب أي خرق قانوني.
وعلى غرار الاعتداء على حقنا في التنقل، فقد وقع الاعتداء علينا خلال الاعتصام، حيث وقع فض الاعتصامات بشكل عنيف خاصة يوم 12 يونيو من خلال إجبار الناس على صعود الحافلات والقيام بعمليات الترحيل، وقد وثقنا هذه الاعتداءات عبر فيديوهات وصور، لقد وقع إرسال “بلطجية”و”ميليشيات” لأجل الاعتداء على المعتصمين وعلى المشاركين والمشاركات من مختلف أنحاء العالم في المسيرة العالمية نحو غزة، لقد انتهج الأمن المصري العنف والإهانة في تعاطيه مع الوفود المشاركة في المسيرة.
كيف تعاملتم مع السلطات المصرية التي انتهجت العنف ضدكم وتوجهت نحو ترحيلكم؟
القرار كان واضحا من قبل كل المشاركين هو رفض الترحيل، باعتبار أن إجراءات دخولنا للبلاد هي إجراءات قانونية كما أنه لم نمارس العنف، ويجب التذكير والتشديد على أن نشاطنا هو نشاط سلمي، ومن أهم شروطه رفض كل للعنف حتى لو مورس علينا، وأوضحنا منذ البداية أن تحركنا سلميا وليس موجها ضد السلطات المصرية بل لمساندة غزة ورفض الإبادة والإجرام الذي يقوم به الكيان الصهيوني، لكن نعتقد في المقابل أن أخطر ما قامت به السلطات المصرية هو إرسال ميلشيات و”بلطجية” للاعتداء على المشاركين بالمسيرة وهو بمثابة فضيحة كبرى، حيث كانت هناك عديد الإصابات وجرحى، ووقع إهانة للوفود المشاركة من عديد دول العالم.
هل بالفعل ستكون تونس الوجهة القادمة لمسيرة كسر الحصار، وماهي تحركاتكم المستقبلية؟
الوجهة الثانية أو الالتقاء الثاني للمسيرة سيكون في تونس خلال هذا الأسبوع بين مختلف الأطراف المساندة للقضية الفلسطينية مثل قافلة الصمود، والمسيرة العالمية نحو غزة، وأيضا تحالف أسطول الحرية، سيكون هناك نقاشات في تونس للتجهيز للخطوات القادمة والتنسيق بشأن الأشكال النضالية المطلوبة في المرحلة لمساندة أهلنا في فلسطين وغزة.
هل تعتقد أن قافلة الصمود والحراك العالمي الإنساني بشأن غزة إجمالا، نجح معنويا في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإحياء التضامن العربي والعالمي بشأنها؟
المسيرة العالمية نحو غزة أو قافلة الصمود هي شكل من أشكال النضال المتعددة ضد الكيان الصهيوني ومساندة القضية الفلسطينية، ونعتقد أنه هناك نجاحا نسبيا على مستوى معنوي على الأقل، والأهم من ذلك هو نجاحها في إحياء التضامن العربي والعالمي بشأن القضية الفلسطينية، وأيضا فضح الأنظمة العربية التي باتت في تناقض كبير مع إرادة شعوبها. نحن دائما نقول أن تحرير فلسطين يتم حتميا بتحرير البلدان العربية من هذه الأنظمة العميلة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني.
ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟
رسالتنا إلى كافة الشعوب العربية وكل الشعوب الحرة في العالم هو مواصلة النضال اليومي بأدوات مختلفة دفاعا عن الحق الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، أما فيما يخص الشعوب العربية نعتقد أن المهام المطروحة اليوم هو مزيد التنويع في الأشكال النضالية وخاصة ضد أنظمتها التي تلعب دور سلبي ومتواطئ مع الكيان الصهيوني لضرب القضية ومواصلة دعم الاحتلال، نعتقد أن هناك مهام رئيسية يجب العمل عليها، خاصة إذا كان القمع الأمني شامل ويمس كافة الشعوب العربية، لذلك من الضروري التوحد لأجل التصدي لهذه الأنظمة، وهو الطريق الأسلم والأصح لمواصلة دعم القضية.
يبقي في الأخير أن الأصل في هذا الحراك هو مزيد من تسليط الضوء على جرائم الكيان الصهيوني في غزة، فالهدف من هذه التحركات النضالية هو مزيد فضح هذا الكيان ودفع الشعوب نحو الوحدة ورص الصفوف في مواجهة هذا الكيان الغاصب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس