بولبابة السالمي: لا أحد قادر على إلغاء دور الاتحاد

24
بولبابة السالمي: لا أحد قادر على إلغاء دور الاتحاد
بولبابة السالمي: لا أحد قادر على إلغاء دور الاتحاد

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. تظاهر آلاف العمال والنقابيين أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة، تلبية لدعوة أطلقها الاتحاد للدفاع عن الحق النقابي والحريات، واحتجاجًا على ما وصفه بـ”الاعتداء” على مقره من قبل أنصار الرئيس قيس سعيّد.

واعتبر بولبابة السالمي، النقابي التونسي، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن “نجاح التحرك الاحتجاجي الذي نفذه اتحاد الشغل يؤكد أنه لا أحد قادر على إلغاء دور المنظمة الشغيلة، كما لا يمكن لأي سلطة عاقلة الاستهانة بها، خاصة أنها أثبتت قدرتها على التعبئة في كل الأوقات، رغم ما يعصف بها من أزمات داخلية”.

ورأى أن “أبرز الرسائل التي وجهها الاتحاد إلى السلطة خلال هذا التجمع العمالي الحاشد، هي أن الاتحاد لا يخاف التهديد، وأن النقابيين، رغم خلافاتهم واختلافاتهم، موحدون أمام أي اعتداء خارجي، وعلى أتم الاستعداد للدفاع عن منظمتهم بكل الأشكال النضالية المشروعة”، وفق تعبيره.

ويُذكر أن بولبابة السالمي هو الكاتب العام للجامعة العامة للقيمين والقيمين العامين في تونس.

ما هي الرسالة التي وجهها اتحاد الشغل إلى السلطة، من خلال التجمع العمالي الواسع وتحركه الاحتجاجي؟

إن الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها الهياكل والقواعد العمالية، والتي اختتمت بمسيرة حاشدة من بطحاء محمد علي الحامي في اتجاه المسرح البلدي، كانت قد أقرتها الهيئة الإدارية الوطنية الاستثنائية الأخيرة المنعقدة يوم 11 أوت/أغسطس 2025. وقد لبّى النقابيون والنقابيات النداء دفاعاً عن الاتحاد العام التونسي للشغل وعن استقلالية قراره، ودفاعاً عن الحق في التفاوض والحوار الاجتماعي الجدي والمسؤول، ورفضاً لكل أشكال التضييق التي تمارسها السلطة على المنظمة. لقد هبّ الشغالون رغم شدة الحرارة تلبية لنداء الواجب، وأكدوا أن الاتحاد سيبقى منظمة وطنية قوية لا يمكن لأي سلطة عاقلة أن تستهين بدوره أو تحد من تحركاته.

هل نجح الاتحاد، برأيك، في الدفاع عن حقه النقابي؟

لقد ثبت اليوم للجميع أن الاتحاد قادر على التعبئة في كل الأوقات، وخاصة عندما يكون التهديد من السلطة، وأنه كلما احتد الصراع معها تمسك النقابيون والنقابيات أكثر بمنظمتهم ودافعوا عنها بكل قوة، تاركين خلافاتهم الداخلية جانباً.

هل أن المشاركة الشعبية الواسعة جددت الثقة في أن الاتحاد ما زال له وزن وثقل في المشهد، وأنه لا يمكن إلغاء وتهميش دور الأجسام الوسطية؟

إن المشاركة الواسعة من القواعد والهياكل والتفاف الجميع حول منظمتهم العتيدة تؤكد أن لا أحد قادراً على إلغاء دور الاتحاد العام التونسي للشغل ومكانته عند الطبقة العاملة وعموم أبناء الشعب، رغم حملات التشويه والتحريض التي طالته.

هل، برأيك، الاعتداء على مقر الاتحاد ساهم في إيقاظ الاتحاد من غفوته وأثبت أن له دوراً كبيراً، ما يعني ضرورة تجاوزه لخلافاته الداخلية وترميم بيته الداخلي؟

طبعاً، الاعتداء الهمجي الأخير من قبل أنصار السلطة على المنظمة كان القطرة التي أفاضت الكأس، وكان ناقوس خطر للجميع داخل الاتحاد. إن الاستهداف تحول من تضييق وضرب للعمل النقابي عبر سلسلة من الإجراءات بدأت بالمنشور 20 ثم 21، ثم إنهاء التفرغات سنة 2022، وتعديل التشريعات الشغلية بشكل منفرد من قبل السلطة، إلى غلق الحوار والتفاوض وصولاً إلى الهجمة والاعتداء الذي طال المنظمة يوم 7 أوت/أغسطس 2025. فكان من الطبيعي أن يرد الاتحاد وأن يتحرك مناضلوه ومناضلاته بقوة، تاركين خلافاتهم جانباً مؤقتاً، لكن هذه الاعتداءات ستكون دافعاً قوياً لقيادة المنظمة للتعجيل بالقيام بالإصلاحات الداخلية الضرورية وترتيب البيت الداخلي للوصول إلى المؤتمر العام القادم في أحسن الظروف وفي أقصر وقت ممكن.

كيف يمكن أن تتجنب تونس تداعيات التصعيد بين السلطة والاتحاد؟ وأي مقترحات لاحتواء هذه الأزمة وفق تقديرك؟

للتذكير، فإن السلطة هي التي بدأت بالتصعيد عبر سلسلة من الإجراءات والقرارات التي انطلقت مع المنشور 20 والمنشور 21، وصولاً إلى الغلق النهائي لباب التفاوض والحوار. وهذا يؤدي بالضرورة إلى مزيد توتير المناخ الاجتماعي وتعميق الأزمة. وبالتالي، وحتى نتجنب مزيداً من التصعيد، لا بد أولاً من التأكيد أننا ننتمي إلى منظمة وطنية اجتماعية تؤمن بالحوار وتعتبره الآلية الأساسية لحل الخلافات مع القطاعات والجهات أو مع المنظمة ككل.

ثانياً، فتح حوار جدي وإعادة المصداقية للمفاوضات الاجتماعية عبر تنفيذ كافة الاتفاقيات الممضاة مع مختلف القطاعات، والتعجيل بفتح حوار حول الزيادة العامة في الأجور في القطاع العام والوظيفة العمومية. وعلى السلطة أن تتحمل مسؤولياتها في ذلك، وأن تتوقف عن الانفراد بالقرار في كل ما يهم العمال بالفكر والساعد، وأن تعي أن الحوار الجاد والمسؤول هو الآلية الأساسية لحل كافة الخلافات، وهو وحده الكفيل بالحفاظ على مناخ اجتماعي مستقر.

ختاماً، أكبر رسالة وُجهت اليوم من خلال التحرك الذي نفذه العمال هي أن الاتحاد لا يخاف التهديد، وأن النقابيين، هياكلاً وقواعد، رغم خلافاتهم واختلافاتهم، موحدون أمام أي اعتداء خارجي، وعلى أتم الاستعداد للدفاع عن منظمتهم بكل الأشكال النضالية المشروعة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here