أفريقيا برس – تونس. بعد سلسلة من التأجيلات الأمنية واللوجستية، انطلقت الإثنين من ميناء بنزرت شمال تونس آخر سفن أسطول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة، في خطوة رمزية وإنسانية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 18 عامًا، وفتح ممر إنساني عاجل للمدنيين المحاصرين.
الأسطول، الذي يُعرف باسم “أسطول الصمود العالمي”، يضم أكثر من 50 سفينة، منها 23 سفينة مغاربية و22 سفينة أجنبية، تحمل على متنها مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، من بينها تونس، الجزائر، ليبيا، جنوب أفريقيا، الولايات المتحدة، باكستان، الهند، ماليزيا، ودول أوروبية وأميركية لاتينية. وقد غادرت السفن تباعًا من ميناء بنزرت، بعد أن وصلت من محطات مختلفة أبرزها برشلونة وسيدي بوسعيد.
من بين السفن المشاركة، برزت سفينة “سلطانة” التي حملت 13 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم أطباء جزائريون وجنوب أفارقة، رافعين شعار “فلسطين حرة حرة”، لتنضم إلى سفينتي “فاميلي” و”ألما” اللتين غادرتا الميناء فجرًا. كما أبحرت السفينة الإسبانية “مارينات” بقيادة ربان تونسي، وسط حشد جماهيري متنوع رفع أعلام بلاده إلى جانب العلم الفلسطيني، في مشهد تضامني مؤثر.
الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي شاركت في الإبحار، صرّحت قبل الانطلاق: “نحاول توجيه رسالة إلى سكان غزة أن العالم لم ينسهم”، مضيفة: “بما أن الحكومات لا تتحمل مسؤولياتها، لا خيار أمامنا سوى تولي الأمر بأنفسنا”.
الناشطة الجزائرية زبيدة خرداش عبّرت عن سعادتها بالمشاركة، مؤكدة أن الرحلة تحمل رسائل متعددة إلى فلسطين، أبرزها التضامن الشعبي والرفض العالمي للحصار. أما ياسمين أكار، العضو في لجنة الأسطول، فنشرت صورًا للقوارب التونسية على إنستاغرام، مرفقة برسائل: “حصار غزة يجب أن يتوقف” و”ننطلق بدافع التضامن والكرامة ومن أجل العدالة”.
الأسطول واجه تحديات أمنية قبل انطلاقه، إذ تعرض قاربين لهجوم بطائرات مسيّرة ليلتين متتاليتين الأسبوع الماضي، ما دفع السلطات التونسية إلى فتح تحقيق رسمي واعتبار الحادث “اعتداء مدبر”. النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن عبّرت عن قلقها من هجمات محتملة، مؤكدة أن المشاركين يستعدون لمختلف السيناريوهات.
ومن المتوقع أن تصل السفن إلى المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة خلال عشرة أيام، محمّلة بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية، في محاولة لكسر الحصار وتقديم الدعم المباشر للمدنيين المتضررين من الحرب المستمرة منذ سنوات.
الرحلة ليست مجرد عبور بحري، بل هي صرخة عالمية ضد التجويع والإبادة، ورسالة تضامن من شعوب العالم إلى غزة، بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الحصار والعدوان.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس





