أفريقيا برس – تونس. سُجلت حالة وفاة ثانية في ولاية زغوان بسبب الإصابة بفيروس “حمّى غرب النيل”، الذي يُنقل عبر بعوضة قاتلة، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الصحية والشعبية.
وشهدت ولاية زغوان، شمال شرق تونس، تطورًا خطيرًا في الوضع الصحي بعد تسجيل حالة وفاة ثانية نتيجة الإصابة بفيروس حمّى غرب النيل، وهو مرض فيروسي يُنقل إلى الإنسان عبر لدغات بعوضة صغيرة.
الحالة الجديدة تعود إلى كهل يبلغ من العمر 68 عامًا، تم إيواؤه في قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي بزغوان بعد ظهور أعراض مشابهة للمرض، قبل أن تؤكد التحاليل المخبرية إصابته بالفيروس.
وكان كاهية مدير الصحة الأساسية نبيل الورفلي، قد أكد في 3 سبتمبر/أيلول 2025، أنّ مصالح الصحة بولاية زغوان سجلت حالة إصابة بمرض “حمى غرب النيل” لدى مواطن يبلغ من العمر 68 سنة.
وتابع الورفلي في تصريحه لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، أنّ المصاب خضع لتحاليل مخبرية إثر التفطن لوجود أعراض شبيهة بأعراض حمّى غرب النيل، ثبت على إثرها إصابته بالمرض الذي نقل له عن طريق حشرة صغيرة “بعوضة”، وفق قوله.
وأشار إلى أنه تم إيواء المصاب على الفور بقسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي بزغوان منذ بداية الأسبوع الجاري لتلقي العلاج، لافتًا إلى أن مصالح الصحة دعت ابن المريض وهو شاب في العقد الثالث من العمر، إلى القيام بالتحاليل بعد أن شعر بالأعراض نفسها.
وتُعد هذه الحالة الثانية منذ شهر أغسطس الماضي، حيث توفي رجل من مدينة الفحص يوم 21 أغسطس إثر إصابته بنفس الفيروس، ما دفع السلطات الصحية إلى رفع درجة التأهب ومطالبة البلديات بتكثيف حملات المداواة والتخلص من المياه الراكدة، التي تُعد بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للمرض.
ما هي حمى غرب النيل؟
حمى غرب النيل هي مرض فيروسي ينتشر بشكل رئيسي من البعوض إلى البشر. وتظهر على أغلب الأشخاص الذين يصابون بها أعراض خفيفة، بينما لا تظهر أيّ أعراض على آخرين.
حمى غرب النيل هي مرض فيروسي ينتشر بشكل رئيسي من البعوض إلى البشر وتظهر على أغلب الأشخاص الذين يصابون بها أعراض خفيفة ويمكن أن يتسبّب الفيروس في إصابة البشر بمرض عصبي وخيم وفي وفاتهم
ويمكن أن يتسبّب فيروس غرب النيل في إصابة البشر بمرض عصبي وخيم وفي وفاتهم. وبوجد هذا الفيروس، عادة، في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وغرب آسيا. ويظلّ الفيروس يدور في الطبيعة من خلال الانتقال بين الطيور والبعوض. ويمكن أن يطال البشر والخيول وغيرها من الثديات، وفق منظمة الصحة العالمية.
نصائح ومحاذير
وكانت وزارة الصحة التونسية، قد قدمت في وقت سابق، جملة من النصائح والمحاذير حول فيروس حمى غرب النيل. وقالت إنه في فصل الصيف والخريف هناك إمكانية لظهور فيروس غرب النيل وخاصة عند تساقط الأمطار بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة أنّ خازن هذا الفيروس هو الطيور، وناقله هو البعوض، الذي يمكن أن ينقله إلى الإنسان والحيوانات، مستدركة أنّ حمّى النيل لا تنتقل من شخص إلى آخر.
كما أفادت وزارة الصحة بأنّ فترة الحضانة بالنسبة لفيروس حمى غرب النيل لدى الإنسان تتراوح بين 3 و14 يومًا، وفي 80% من الحالات لا تظهر أيّ أعراض على الشخص المصاب، وحالة من بين 5 حالات تظهر أعراض تشبه النزلة الموسمية مثل ارتفاع حرارة الجسم، صداع، آلام في المفاصل، إرهاق، وطفح جلدي، مشيرة في المقابل إلى أنّ الحالات الخطيرة تظهر لدى أقل 1% من المصابين، وتتمثل في التهاب السحايا والمخ.
في المقابل، لفتت الوزارة إلى أنه لا يوجد علاج خصوصي أو تلقيح خاص ضد حمى غرب النيل، فقط تستوجب دواء لإزاحة الأعراض، مشيرة إلى أنّ الوقاية تظل أهم طريقة لعدم انتقال العدوى.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس