علي كنيس: موجة السفن الجديدة ستزيد من فرص كسر الحصار

13
علي كنيس: موجة السفن الجديدة ستزيد من فرص كسر الحصار
علي كنيس: موجة السفن الجديدة ستزيد من فرص كسر الحصار

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مؤخرًا، عن انطلاق عشر سفن ضمن موجة جديدة تتجه نحو القطاع المحاصر، بينها سفينة “الضمير” الضخمة التي تقل 100 صحفي وطبيب وناشط، وذلك بعد مهاجمة إسرائيل سفن أسطول الصمود الأربعاء الماضي، واقتيادها نحو ميناء أسدود.

وأشار علي كنيس، المشارك التونسي بسفينة “الضمير”، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن “موجة السفن الجديدة تزيد من فرص كسر الحصار، وتشكل تحديًا للكيان الصهيوني في ظل استمراره في حرب الإبادة والتجويع بالقطاع”، لافتًا إلى أن “اعتراض الكيان لسفن تحمل مساعدات إنسانية دليل آخر على وحشيته”.

وبرأيه، “كلما زاد الجهد التضامني العالمي، زادت فرص كسر الحصار”، لافتًا إلى أن “هذه المرحلة مهمة جدًا بسبب تحول الرأي العام العالمي لصالح غزة، لذلك يجب أن نستفيد من هذا المناخ لأجل فرض عقوبات على الكيان الصهيوني ومقاطعته، كما علينا توظيف هذه المرحلة لأجل عزل الكيان ومحاصرته”، وفق تقديره.

علي كنيس هو باحث وصحفي تونسي، يُعرف باهتمامه بالقضايا الإنسانية والحقوقية، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

شارك في العديد من المبادرات التضامنية الدولية، وأحد المشاركين في سفينة “الضمير” ضمن موجة السفن الجديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

يُعد من الأصوات الإعلامية والنضالية التي تواكب الحراك التضامني مع الشعب الفلسطيني، ويُسهم من خلال كتاباته ومشاركاته الميدانية في تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في غزة، وعلى أهمية التضامن الدولي في مواجهة الحصار والعدوان.

ماهي قصة سفينة “الضمير” من أين بدأت فكرة انضمامها لمبادرات التضامن مع غزة؟

سفينة الضمير تابعة لتحالف أسطول الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة، وقد خرجت يوم 27 سبتمبر الماضي ثمان سفن من مدينة كاتانيا في صقلية بهدف الإبحار نحو غزة، ثم انضمت إليها سفينة الضمير في إطار الجهود الدولية لكسر الحصار، ونحن نبحر منذ أيام ونواصل طريقنا أملا في الوصول إلى القطاع وإدخال المساعدات.

مع أبحاركم نحو غزة هذه الأيام، كيف كانت أجواء الرحلة، وماهي استعداداتكم لمواجهة المخاطر الأمنية المحتملة؟

أجواء الرحلة طيبة، هنالك حالة من التضامن من المشاركين وهم من جنسيات مختلفة، هناك عمال بالقطاع الصحي، وأطباء، وصحفيون، وناشطون وناشطات، وهم على أوجه الاستعداد لمواجهة المخاطر الأمنية، فهذا الكيان الذي نواجهه هو كيان إجرامي يواصل منذ سنتين ارتكاب جرائم إبادة في القطاع دون توقف، على غرار احتلاله لفلسطين طيلة أكثر من ثمانون عاما، وبرأيي محاولات اعتراضه لسفن تحمل مجرد مساعدات إنسانية دليل آخر على مدى وحشيته، فقد أصبح هذا الكيان خطر على الإنسانية جمعاء، لكن مع ذلك ورغم تهديداته، فإننا نعتقد أنه كلما زادت مبادرات التضامن كلما زادت أكثر فرص كسر الحصار، وعمليات المطاردة من قبل الكيان لن تثنينا عن تحقيق هذا الهدف الإنساني.

هل برأيك موجة السفن الجديدة نحو غزة قادرة على كسر الحصار أم أن سيناريو سفن أسطول الصمود سيتكرر؟

نعم كسر الحصار ممكن إذا توفرت العزيمة وواصلنا الضغط أكثر على الكيان في كل الدول العالم سواء عربية أو غربية، كذلك ضرورة الضغط على الحكومات المتواطئة والداعمة للكيان، الضغط كذلك على الحكومات العربية التي تشارك في هذه الإبادة منذ سنتين، هذا كله ممكن عبر الفعل وتجذير الفعل من خلال تتالي الأساطيل وعدم توقف هذه الموجات التضامنية، بوسعنا تحدي هذا العدو رغم قوته السياسية والعسكرية إذا ما تكاتفت الجهود وتواصل التضامن والدعم الشعبي حتى تكون غزة قبلة لكل أحرار عالم وهو ما سيدفع نحن كسر الحصار، نحن نتقدم في كل مرة خطوات في عملية كسر الحصار، وبرأيي كل هذه المبادرات تقرب فرص كسر الحصار أكثر فأكثر.

على الأرجح أن تواجه سفينة الضمير نفس مصير سفن أسطول الصمود، حيث من المتوقع أن تتعرض للاختطاف والاعتقال وتحويل الوجهة فهذا وارد جدا، لكن مع ذلك كلما زاد هذا الجهد التضامني المدني السلمي كلما زادت فرص كسر الحصار.

على الصعيد الشخصي، لماذا اخترت المشاركة في سفينة الضمير لأجل دعم غزة وكسر الحصار؟

في الواقع كان من المفترض أن أشارك في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار، لكن إحدى السفن تعرضت إلى عطب تقني، لكني أصررت على الإبحار نحو غزة وبقيت في ايطاليا للالتحاق بأسطول الحرية وتحديدا سفينة الضمير، ونحن نبحر اليوم نحو غزة في يومنا السابع، وأعتقد أن مهمة عبور فلسطين وكسر الحصار هي واجب حتى نوقف حال التخاذل والصمت الدولي إزاء ما يرتكب في القطاع من إبادة وتجويع.

هل تعتقد أن مبادرات التضامن مع غزة أحيت التضامن مع فلسطين وباتت أغلب دول العالم في صف الحق الفلسطيني أمام إجرام الكيان الصهيوني؟

ما نراه اليوم هو أن الكيان الصهيوني يتعرض لضغط دولي واسع ومهم لأجل كسر الحصار وإنهاء الحرب، فالمظاهرات المنددة بإجرام هذا الكيان تتوسع أكثر فأكثر في كل دول العالم، هذه مرحلة تاريخية مهمة جدا ينتصر فيها الحق الفلسطيني والدعاية الصهيونية تفشل في انجاز مهمتها لأن الصورة أصبحت واضحة جدا وللأسف كل هذا كان على حساب الفلسطينيين، وبعد مجزرة مستمرة لأكثر من عامين، لذلك أذكر دائما أن تجذير الفعل الإنساني والحراك التضامني مهم جدا لمواصلة هذا المسار إلى حين كسر الحصار والى حين تحرر فلسطين من الاستعمار ومن هذا الكيان الذي تهدد عدوانيته فلسطين ومنطقتنا العربية، وهي تهدد البشرية جمعاء.

وفي تقديري، الرهان الحقيقي اليوم هو على القوى الشعبية وعلى الشعوب وعلى الفاعلين وعلى كل الأطر النضالية لأجل الضغط على الحكومات وإيقاف تواطئها مع هذا الكيان الغاشم.

هل برأيك خطة ترامب قادرة على إنهاء الحرب في القطاع أم هي مجرد مناورة لمزيد دعم الكيان؟

بالعودة إلى تجربتنا كعرب وكفلسطينيين مع الولايات المتحدة، فإن هذه القوة الاستعمارية تحاول أن تفرض أجندتها على العالم وخاصة على الدول العربية، ولكن الضغط الإنساني والمدني المتصاعد في الفترة الأخيرة من مبادرات تضامن وأساطيل وتحركات شعبية وتظاهرات يشكل فرصة تاريخية لأجل إجبار هذا الكيان وحلفائه على إنهاء الحرب.

الولايات المتحدة تنحاز إلى إسرائيل تاريخيا كحال بقية الدول الغربية، ولكن الضغط الشعبي العالمي وتحول الرأي العام العالمي لصالح غزة يمثل ضغطا إضافيا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب وإيقاف هذه الإبادة.

برأيي خطة ترامب هي مجرد مناورة، وعلينا أن نستغل هذا الظرف لمزيد الضغط على الولايات المتحدة والقوى الغربية وهي مهمة الشعوب حاليا.

الحراك التضامني العالمي مع غزة يتقدم، والضامن الوحيد لإنهاء الحرب هو إلزام الكيان بعدم الاعتداء مجددا على القطاع، والسعي نحو خلق توازن على مستوى ميداني وإنساني لأجل دعم مكاسب للشعب الفلسطيني، هذه المرحلة مهمة جدا ويجب أن نستفيد من هذا المناخ لأجل فرض عقوبات على الكيان الصهيوني ومقاطعته، كما علينا توظيف هذه المرحلة لأجل عزل الكيان ومحاصرته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here