مازلنا نذكر كيف ان الكثير منا وبغضب وحرقة، صاحوا في الساحات العامة “اعمل كي مرسي والا سيب الكرسي”، حينها كانت قلة قليلة تقول “اعمل كي تونس والا سيب يونس”، كانت بوصلتنا واضحة منذ الوهلة الأولى، منذ رفضنا “فهمتكم” ثم من أعرضنا عن توليفة محمد الغنوشي وفؤاد المبزع و قطعنا الطريق امام اعادة تدوير نظام بن علي، منذ القصبة بل منذ القصبات، لما اكدنا انها ” Made in Tunisia” أنها من أديم بوزيد ومن ثرى القصرين ومن عرق حي التضامن، حتى جاءت الترويكا فتوجت الماركة التونسية الفريدة، هناك تجسد المشترك حين غاب عن بقية التجارب، من كان يعتقد اننا باقتصاد مترنح وبطالة حارقة ومشاغل اجتماعية وثورة مضادة ولفيف من الاحزاب الاستئصالية الخائنة و اعلام عار وغلمان زايد وغلام المنشار وفرنسا واللائكية وحفتر والعربية وماسبيرو والشبيحة والأزلام وازلام الازلام..من كان يعتقد اننا سنواصل التماسك امام كل تلك العراقيل، كل تلك الأهوال! رغم ذلك هـــا نحن نتماسك..هـــا نحن نمارس التماسك..هـــــا نحن نحترف التماسك، ها نحن نسلك اروقة سبعطاش ديسمبر ولم ننزلق ولن ننزلق نحو هاوية ستّاش ديسمبر.
نقول ذلك ردا على بعض الأصوات العاطفية جدا..جدا، التي تشير الى الجار الجزائري وتطلب منا التحرك على منواله، بعضهم وصل به الأمر الى نفي الرجولة عن شعب تونس وأشار الى الشعب الجار!!! هل ترانا سنعود مرة اخرى الى اعمل كي مرسي! الم نتعظ! ألم يحن الوقت لندرك أننا حلّقنا بعيدا، وأننا حققنا الانتصار الاعزل رغم انف الهزيمة المدججة، السنا في حاجة الى استدعاء التوازن، فالعواطف إذا فاضت اغرقت العقل وحجبت الرؤية .
لقد تجاوزنا مرحلة الحرارة والاندفاع، مرحلة الدماء التي تغلي في العروق والدماء التي تجري على الارض، تلك مداولات الثورة، اما ونحن نصارع الثورة المضادة، فعلينا ان نحتفظ بدمائنا، ونسعى الى تهويتها وتبريدها، حتى نمكن العقل من التركيز ليتسنى له مراقبة حركة الاورام الخبيثة ووجهة الكائنات الخائنة.
