تمكنت قناة أخبار الان بعد التنسيق مع فرقة مكافحة الارهاب الكردية الحصول على مقابلة مع أسير تونسي يدعى صابر محمد ألقي القبض عليها في حدود الرقة بينما كان بصدد الهرب من قبضة التنظيم.
وقال الاسير التونسي إنه قبل 4 سنوات كان الطريق مفتوحا عندما كان الاخوان يحكمون تونس، كما أكد أن قيادات الاخوان كانوا يشجعون الشباب على الذهاب لقتال بشار في سوريا على حد تعبيره.
كما أضاف “تركيا كانت أسهل الممرات للعبور حتى أن صديقا لي سأله عون المطار أين تريد الذهاب فأجابه “سوريا” فرد عليه العون” إذهب هيا أسرع” وبدى فرحا جدا” .
وفي ما يلي نص المقابلة
صابر: “كان الطريق مفتوحا من حوالي أربع سنين أو خمسة خاصة من تونس للسفر المباشر , لكننا مرينا عبر طريق ليبيا، ثم من هناك الى تركيا، تركيا كانت هي أسهل دولة يمكنك الدخول منها الى سوريا ومن شتى المنافذ كالمطار والحدود البرية الى غيرها. كانت التي تسهل دخول الناس بشكل كبير، أنا سافرت من تونس الى طرابلس بليبيا وبعدها الى تركيا والتحقت بالتنظيم”
لماذا لم تسافر مباشرة من تونس الى مطار اسطنبول الدولي , لماذا تجعل من ليبيا محطة لك؟
صابر: “الطريق كان هو نفسه لكني اخترت هذا ليس لشيئ لأنه كما قلت لك السفر متاح من تونس مباشرة ومن ليبيا أيضا ليس هناك فرق بين الاثنين، أنا كما قلت لك سابقا، في هذه الفترة بالذات الحكومة التونسية كانت حكومة الاخوان المسلمين، كل شيء بالنسبة لها عادي في مايتعلق بدعم الارهاب , ونفس التخريب في تونس وفي تركيا وفي قطر، العقلية واحدة، كل شيئ عادي بالنسبة لفتح بؤر التوتر الى تمويل الارهاب، هذا مما سهل الطريق على الشباب ودفعهم الى التطرف، اضافة الى الذين يغرر بهم عن طريق فتح المجال للتهور وغزوهم فكريا، وسحب شباب من بؤر التوتر بشكل عفو عام للزج بهم في نفس العقلية، فعلا بعض الاشخاص يقول أنه ذاهب للجهاد وفيه البعض جاء لحماية الشعب السوري، وفعلا فيه الكثير من الأشخاص تورطوا جدا وبكل صراحة. ولم تعرف أين الحل بخصوص مستقبلها”
رحلة الوصول الى سوريا كانت سهلة جدا
صابر: “لما تحط بك الطائرة في مطار اسطنبول ماكان عليك الا ان تسأل عن مكان الباصات ستجد من يدلك , أتذكر أني أول ما دخلت حصل معي موقف لم أستوعبه حتى الآن , وهو أنه بجانبي شاب تونسي كان شرطي الحدود يرتب له إجراءات الدخول , وفي هذه الأثناء سأله عن وجهته فأجابه بأن وجهته سوريا ليرد عليه قائلا تفضل ادخل الى سوريا وبسرعة مما يدل على أن هناك أياد خفية هي التي تدفع بالناس الى هذا
الشيئ
معظم أفراد داعش غير السوريين عالقون الآن في الرقة من دون أي خيارات , هم ممنوعون من مغادرة أراضي داعش وغير مرحب بهم في بلادهم أصلا
صابر: “محمد الأمريكي هذا كان مقاتل عادي أولا ثم سمعنا أنه يريد الخروج من التنظيم ويعيش كمواطن عادي , وعلى ذلك الاساس تعرض للتعذيب والضرب والإهانة الخ . وحتى
الآن مازال مضطهدا , وهو من الأمثلة الكثيرة التي تفيدك بأن الناس عندها تخوف كبير من الخروج الى المجتمع الخارجي , تصوري معي شخص قادم من أمريكا بفكرة الدين أو فكرة الحمية , فمن غير المعقول أن يتعرض لهذا الاضطهاد والتعذيب من قبل أشخاص يزعمون أنهم يعرفون تسيير الشعوب وتسيير البلدان , هذا ماهو الا مثال على الاضطهاد الذي يتعرض له المهاجرون فضلا عن القتل والتعذيب , محمد الامريكي هذا وصل الى مرحلة الحرمان من توفير سكن ولامأوى ولا كفالة ولا أي شيئ , وهو شخص ينحدر من طبقة مرموقة في أمريكا , فوصل به الحال الى بيع بعض الحلوى لتأمين لقمة العيش , ويحاول الرجوع الى بلده , كالكثير من الأشخاص هناك , كل هذا من أمثلة الاضطهاد الكثيرة الظاهرة للعيان وما خفي أعظم.”
فيه شخص ألماني مشهور جدا كان فنان بألمانيا اسمه ديزو دوغ هل تعرفه أوسبق وأن التقيت به هل هوحي أم ميت؟
صابر: “نعم أعرفه اسمه أبو طلحة الألماني , أراه مثل العامة في الرقة وفي الفترة الأخيرة سمعت أنه قتل ولم أراه منذ زمن طويل , هو مثل الكثير من الأشخاص الذين تأثروا , وبكونه فنان مشهور ويحمل الجنسية الألمانية من المؤكد أنه كان يريد الرجوع لحياته”
هل انت متأكد من قتله أم لا؟
صابر: “لست متأكد لكني سمعت أنه قتل فقط , وأنا لم أراه من ثمانية أشهر الى حدود السنة تقريبا
ماهو عمله بالضبط في التنظيم؟
صابر: “أظن أنه كان مقاتلا عاديا وسمعت أنه كان يريد الذهاب الى العراق والمشاركة في حملة الموصل”
يعترف هذا الموقف أن التنظيم سيخسر الرقة عاجلا أم آجلا
صابر: “من الواضح للكل وخاصة ممن يحلل الواقع الحربي في الرقة أن المعركة محسومة لكن لم يقى الا تخبطات يمارسها داعش بتضحيته بالأشخاص ويوهمهم بأنه مازال قويا”
هكذا ينتهي حال معظم من انضم لداعش , من لايقتل في المعركة ينتهي به المطاف مسجونا مهزوما وفي حالة ندم.