17 ديسمبر: الإرتيكاريا المزمنة للأزلام و سِقط الإعلام

بقلم: منجي باكير

برغم تقادم العهد فإنّ هذه الذكرى المجيدة كما لها الوقع الطيب على عموم الشعب لما تحمله من رمزية انتصار على الدكتاتورية المقبورة فهي ايضا لا تزال تشكل رعبا و حساسية مفرطة لكثير من ازلام النظام السابق و ايتام الإعلام الفاسد …

تماما كما التهيج الموسمي لدى المصابين بالحساسية ، هم يصابون بإرتيكاريا شهر الثورة ، يبدأ – المرض – بحكاك ثم يتطور إلى هذيان و يصل حال بعضهم إلى خروج حمى الإصابة على وجهه و تبرز اوداجه و تفسد ملافظه و لا يستطيع التحكم في حقده الدفين ليدخل مرحلة الهراء و الهرطقة …

اولئك الذين اقتلعت الثورة يوما ما ( صفايحهم ) و قطعت عنهم ( السبالة ) و عرّت عوراتهم ثم مرمدت بريستيجهم و أطاحت بغرورهم و سلطتهم يوم أطاح الثوار بزعيمهم الذي علمهم و فوضهم و سخّرهم …

أولئك الذين لم ولن يتركوا سبيلا من سُبل الثورة المضادة الا و سلكوها ودفعوا لها مالهم و حالهم ليذهب ما دفعوا سُدى و ينقلب عندهم في كل محاولة حسرة و ندامة ، أولئك الذين كل مرة تزاداد خيباتهم لكل ما يدبرون بليل و تزداد اوجاعهم بعد كل فشل آخر ينضاف إلى رصيدهم في الفشل المزمن ،،، أولئك الأزلام و الأيتام الذين لم يتركوا مددا خارجيا و لا داخليا ، و لم يتركوا ( دبارة ) إلا فعلوها و لم يتركوا حتى ( الكتّابة و العزّامة) ليطيحوا ببناء الثورة لكنهم في كل كرّة يكون ناتج افعالهم البوار و الخسارة أمام صمود ايقونات الأحرار و تمسك الشعب ( على ضنكه ) بمسار ثورته ….كل عام و الوطن العزيز بخير ، و تونس بعد الثورة خير مهما نعق الناعقون …!

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here