الإستخلاف على الطريقة النهضوية..‎

37
الإستخلاف على الطريقة النهضوية..‎
الإستخلاف على الطريقة النهضوية..‎

افريقيا برستونس. كتبه / توفيق زعفوري.. واضحة هي الانقسامات و الشقوق داخل حركة النهضة لم يعد بالإمكان التغاضي عنها أو إنكارها.. من الغريب أن تكون هناك نقاشات و صراعات و أجنحة داخل حزب منظبط مغلق أشبه إلى التيوقراطي منه إلى الحزب المدني،المتحرك و المفتوح، الكلمة الفصل فيه إلى المؤسس، المعلم الأكبر، الشيخ…

قضية الانتقال السلس في تنظيمية النهضة أثارت تململاً في كل استحقاق بدء بقائمات الإنتخابات التشريعية الأخيرة و غضب بعض القيادات ذلك أن المهندس كان ينظم عملية السير داخل منعرجات و طرقات المنطقة النهضوية بشكل منفرد أو مع دائرة ضيقة محسوبة عليه.. لهذا و مع إقتراب مؤتمر الحركة الحادي عشر، كان لابد من فصل في مسألة خلافة الغنوشي تماشيا مع منطوق المادة 31 من النظام الداخلي و انسجام مع روح الديمقراطية..

الفصل 31 أحدث زلزالا في جسم النهضة فانقسمت إلى مجموعة ال 100 و من وراءها من المستقيلين الجدد و المنسحبين القدامى، و الدائرة الضيقة للغنوشي و منهم صهره رفيق عبد السلام بوشلاكة و رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني و غيرهم ، و الشق الأخير نجح بفعل ثقله في الذهاب إلى تأجيل مؤتمر الحركة و التمديد لرئيسها حتى تحل مسألة رأس الحركة.. و هي فترة كافية لتحريك بعض القطع في الرقعة و تحيين مواقف أخرى يمكن أن تصعّد صهره إلى رئاسة النهضة تماشيا مع رأي أغلبية النهضويين في ضخ دماء شابة في القيادة و السير بالحركة نحو المدنية بعيدا عن “التيوقراطية”.. رفيق عبد السلام الأكاديمي السياسي الشاب يمكن أن يكون مرشح راشد الغنوشي لخلافته على رأس الحركة، يمكن أن يدعمه أو يزكيه أو حتى يفرضه على الجميع طالما أن الحركة هي وحدة إنتاج عائلية مصغرة..

الغنوشي يريد أن يترك أثرا في أهل بيته و في الحركة و هو يدرك أنه كما فعل الباجي في آخر أيامه الذي أراد أن يمرر قانون المساواة في الإرث، يريد الغنوشي أن يترك بعده مسألة المصالحة بين النظام القديم و الجديد لذلك انتدب مستشار آخر أمين علم للتجمع و قال عنه أنه تاب و آمن بالديمقراطية بعد أن كان من أعمدة الديكتاتورية، لذلك لن تنجح المصالحة و ستسقط كما سقط قانون المساواة في الإرث لعدة اعتبارات سياسية و ايديولوجية و واقعية..

في حوار له البارحة على الوطنية الأولى، لمح الغنوشي أن لا نية له للترشح لرئاسة حركة النهضة أو أي رئاسة أخرى و أنه من المبكر الحديث عن الترشح للإنتخابات الرئاسية في المرحلة القادمة.. و هو هنا يوضح موقفه من رئاسة الحركة و يبعث برسائل طمأنة إلى عديد الشخصيات الوازنة فيها، و ان الحركة ستخرج أقوى من هذا المخاض السياسي..

تقديم رفيق عبد السلام سيكون في مؤسسات النهضة و في الدوائر الضيقة فيها وحتى إن كان انتخابيا في الداخل فإن للغنوشي ما يكفي من السلطة و الكاريزما داخل النهضة ما يرجح كفته و كفة صهره، و إن فشل فالنهضة تبقى مفتوحة على جميع الجبهات و الأجنحة أو أنها تتشظى أكثر كما هو الحال الآن كله مرتبط بحراك ما بعد المؤتمر.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here