متى تقع تَونَسة الإعلام (التونسي)..؟

42
متى تقع تَونَسة الإعلام (التونسي)..؟
متى تقع تَونَسة الإعلام (التونسي)..؟

افريقيا برستونس. بقلم / منجي باكير لم يعد الإعلام ترفا في حياة النّاس ولا شيئا كماليّا ،،، الإعلام أصبح ضرورة قائمة بأقدار متفاوتة لدى العامّة والخاصّة وكذلك لسياسات الدول والأحزاب والجماعات ، الإعلام بات عنصرا فاعلا مؤثّرا في الحياة الإجتماعيّة و أكبر رافد لصنع الرأي العامّ وكذلك لصنع القرارات وتوجيه الإهتمامات وقيادة الرّغبات فضلا عن الأدوار التثقيفية التوعوية و الاعلامية الاخبارية وأيضا الترفيهية …

لا يكون الإعلام سويّا مخلصا لمواطنيه و خادما لوطنه إلا متى تحلّى بمهنيّة رائدة ، و جعل اعتبارا لذاكرة وهويّة وديانة شعبه و كذلك اعتبارا لسيادة وقدْر وطنه داخليّا و خارجيّا ثمّ اتّخذ لذلك ضوابط وخطوطا حُمرا في إنتاجاته وبرامجه لا يلامسها أبدا…

غير أنّ إعلامنا لم يكن على هذه الشّاكلة لا قبل الثورة ولا بعدها ، إذ كان قبلا خادما مطيعا للدكتاتوريّة يروّج ويسوّق لها متناسيا و مُشيحا بوجهه عن حقائقِ ما يعيشه هذا الشعب ،،، أمّا بعد الثورة فقد انخرط في خدمة أجندات مضادّة وانبرى يختطف الوعي نحو متاهات تغريبية استئصاليّة بل ذات أبعاد شاذّة ومناقضة للقيم والأخلاق والمعتقد.

غالبيّة المشهد السّمعي البصري في البلاد – أيضا – اتّفق على تمييع اللغة العربيّة – لغة البلاد – واجتمع على لغة تواصل غربيّة و غريبة عن المجتمع التونسي ،،، جلّ الإذاعات و التلفزات سواء الوطنيّة والعمومية أو الخاصّة يتحدّثون بلهجة غير لهجة السّواد الأعظم من الشعب ، لهجة بمزيج مهجّن ورطنة بائسة يلوكها جملة من شاغلي المشهد السمعي البصري في افتخار زائف ولكْنة فاسدة لا تؤدّي إلى فهم صحيح أو فكرة واضحة عند غالبيّة الشّعب ولا تعطي هويّة واضحة لهذا الإعلام عند من تصله موجات بثّه من الأشقّاء العرب و غيرهم .

كما أنّ هذا الإعلام يضرب عرض الحائط بالموروث الثقافي والقيمي للبلاد و يتجاوز في سبقِ إصرارٍ للهويّة والدّين والأخلاق والعادات ليطبّع في تكرار حادّ مع الرّذائل والشّذوذات و – يجتهد – في نشر التغريب ،،، إعلام لا يكفي أنّ أكثر شاغليه ليسوا من الميدان بل تسلّطوا عليه من مهن أخرى لا علاقة لها أبدا بالإعلام ، لا يكفي ذلك بل هم حمّلوه عُقدهم و شذوذاتهم وتطرّفاتهم الفاحشة والإستئصاليّة وخدماتهم لأجندات مموّلة لفائدة تدنيس الثقافة والأخلاق و القيم وتغريب الدّين و تطبيع مستمرّ مع العلمنة المشوّهة والإستهتار بكل الضوابط والثوابت التونسيّة الوطنيّة …

إعلام لا يحكي تونسيا ولا يفكّر تونسيا ولا يبثّ تونسيا ولا يتذوّق تونسيا ولا يعالج المشكلات تونسيّا ولا – ينطق – تونسيّا ،،، إعلام يجعل المواطن يتساءل دوما هل هذا الإعلام تونسي أم إعلام آخر ؟؟ هل نحن في تونس أم في بلد غيرها ؟ وإذا كنّا في تونس أما آن الوقت لتوْنسة هذا الإعلام حتّى يحكي معنا بالتونسي !؟؟؟

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here