بين الرئيس و الزعيم ألا تستحق النهضة ..الغنوشي الأب؟

67
بين الرئيس و الزعيم ألا تستحق النهضة ..الغنوشي الأب؟
بين الرئيس و الزعيم ألا تستحق النهضة ..الغنوشي الأب؟

بقلم: حياة بن يادم 
افريقيا برس
تونس.
حياة بن يادم استقبلت حركة النهضة العام الجديد بانتخاب مجلس شوراها المكتب التنفيذي الجديد. لتضع حدا للصراعات التي جرت رحاها على محطات الاعلام و التواصل الاجتماعي.

مكتب مزيج ممن يحسب على الغنوشي و من يحسب على عريضة 100 قيادي. لكن الأهم انه تم الاحتكام لآلية الانتخاب و تكريس مبدأ الديمقراطية داخل الحزب. و قد سبق لرئيس الحركة الإعلان عن عدم نيته الترشح للرئاسة في المؤتمر القادم و احترام الفصل 31 من النظام الداخلي و ذلك على منصة قناة الجزيرة.

بذلك تكون النهضة قد خرجت من عنق الزجاجة، واضعة كل خصومها في التسلل، بعدما أشاعوا خبر اندثارها، و محرجة خاصة بقية المنظمات و الاحزاب فيما يخص تثبيت الآليات الديمقراطية و التداول على السلطة.

لا أدري هل الصراعات التي شهدناها سابقا على محطات الإعلام كانت حقيقة ام كانت مدروسة من طرف الغنوشي، لتكون حديث كل بيت بأن الغنوشي يريد التأبيد على رئاسة الحركة على رأي منافسيه، على الرغم أنه لم يصرح بنية ترشحه من جديد.

في حين اكتفى بالصمت ليختار الزمان و المكان لإعلان عدم نيته الترشح من جديد. الزمان عندما، أفرغ منافسوه كل ما في جرابهم من نقد وصل ببعضهم حد التجريح. و المكان كان، غير الاعلام الذي استعملوه، على الرغم و أنه لو أشار بإصبعه لاصطفت كل القنوات بدون استثناء على باب مونبليزير يطلبون ودّه، حيث اختار قناة الجزيرة التي لها مصداقية و مكانة لدى أحرار تونس. و كأني بالغنوشي أراد تعرية كل منافسيه في الحزب و إحراج كل خصومه بقبوله مبدأ التداول على السلطة ليبقى درسا للأجيال القادمة.

صراحة وصفت الرجل في مقالات سابقة، عندما كان صراعه مع خصومه خارج حزبه، بأنه الغصّة التي حيّرتهم و أرهقتهم، و أنه معاوية في زمن غير زمن علي، وصاحب الدم البارد، و الفم الصامت، عاملا بحكمة المتنبي حين سئل :” فلان يهجوك قال: هذا صعلوك يريد أن نرد عليه فيدخل التاريخ”. و أنه صاحب الفعل الصاخب، و الرد القاسي، حيث يغتال عدوه نفسانيا دون رحمة و لا شفقة و دون اللجوء إلى العنف المادي، ليتكفل الزمن بالبقية بوأدهم و رميهم في مزبلة التاريخ.

لم يكن ليرى النور، المكتب التنفيذي الجديد، لو واصل الغنوشي سياستة المذكورة سابقا مع خصومه. لكن سلوكه اللين مع أبناء حزبه و التنازل الذي قدمه، أثبت للجميع أنه لعب دور الأب، لا دور الرئيس الزعيم. بين الرئيس و الزعيم ألا تستحق النهضة ..الغنوشي الأب؟

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here