زياد العذاري: البلاد مهددة في صميمها ولابدّ من رؤية استراتيجية جماعية لإنقاذ البلاد

33
زياد العذاري: البلاد مهددة في صميمها ولابدّ من رؤية استراتيجية جماعية لإنقاذ البلاد
زياد العذاري: البلاد مهددة في صميمها ولابدّ من رؤية استراتيجية جماعية لإنقاذ البلاد

أفريقيا برستونس. قال زياد العذاري النائب المستقيل من حركة النهضة إن الرؤية الاستراتيجية والتمشي بعيد المدى غائب عن المسؤولين والفاعلين السياسيين في الدولة، واعتبر أنه يتم تسيير دواليب الدولة بعقليّة “اقتلني اليوم أحييني غدوة” حسب قوله.

وأضاف زياد العذاري خلال حضوره اليوم الجمعة 4 جوان 2021 في برنامج اكسبرسو، على اذاعة أكسبريس أن عدم الاستقرار الحكومي والوزاري أفرز عدم استقرار حتى على مستوى الإدارة التونسيية التي شهدت تغييرا متكررا للتعيينات.

كما أشار العذاري إلى ضرورة مراكمة التجربة والمسؤولية لدى الوزراء أو الرؤساء المديرين العاميين في مؤسسات الدولة بهدف بناء رجال دولة قادرين على الاستشراف ووضع الرؤى الاستراتيجية والتفكير في السياسات العمومية للبلاد.

واعتبر العذاري أن المراحل الانتقالية في تونس ما بعد الثورة من جهة والأشخاص الفاعلين والقياديين من جهة أخرى لم يسمحوا بتراكم التجربة وخلق رجال دولة لإعادة بناء البلاد على أسس صحيحة، كما أن العمل والتنسيق الجماعي وبقيادة سياسية مفقود.

وأضاف زياد العذاري أن الأحزاب السياسية في فترة بعد الثورة لم تكن مؤهلة لقيادة البلاد وكانت أنشطتها في تلك الفترة يغل عليها الطابع الجمعياتي، ولم تكن قادرة على بناء السياسات العمومية وقيادة البلاد لإخراجها من وضع اقتصادي واجتماعي سيء.

وقال العذاري “كانت هناك قلة حرفية وعدم استعداد لقيادة البلاد، وهي حالة عامة لكل الأحزاب ولم تخص النهضة فقط”.

وأوضح العذاري أن حزب النهضة عرف 3 تحولات كبرى قال ان اولها يتعلق بالتحول الايديولوجي مبرزا ان ذلك يعني الانتقال من منظومة اوايديولوجيا تتمثل في ما سمي بالاسلام السياسي الى حزب تونسي..

وقال ان ثاني التحولات هو التحول الهيكلي من الجماعة او المجموعة النضالية الى حزب سياسي مدني عصري وان التحول الثالث يتعلق بالانتقال من الحزب الاحتجاجي الى حزب الحكم ومن حزب احتج طيلة 40 سنة الى حزب يقود الدولة ويحكم مشيرا الى ان ذلك لا يقتصر على حركة النهضة .

كما أشار العذاري إلى أن بلادنا اليوم أمام أزمة مصيرية وأن كيانها مهدد منذ سنوات، واعتبر أن السياسة لا بدّ لها أن تكون بناء للأفكار والتصورات، وهذا غائب في الساحة السياسية اليوم التي أصبح جوهرها المناورة السياسية حسب قوله.

وقال العذاري فيما يتعلق بتوجهه حاليا بعد استقالته من حركة النهضة “تونس ليست في حاجة إلى حزب جديد، وإنما تحتاج إلى رؤية استراتيجية جماعية في إطار قيادة سياسية”، وأضاف “التجميع اليوم يجب أن يكون حول فكرة وليس حول الأشخاص”.

ودعا العذاري إلى مناقشة عميقة في الفضاء العام لكل الامكانيات المطروحة لانقاذ البلاد من وضع الأزمة الحالية، حتى يلتقي الناس حول مشروع ورؤية، معتبرا أن البلاد لا تستطيع في المرحلة الحالية هضم الاصلاحات الثقيلة، حسب تعبيره.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here