من تعطيل البرلمان للاستثمار في الأزمات.. هكذا استغل النظام القديم تدابير الرئيس لخداع التونسيين

47
من تعطيل البرلمان للاستثمار في الأزمات.. هكذا استغل النظام القديم تدابير الرئيس لخداع التونسيين
من تعطيل البرلمان للاستثمار في الأزمات.. هكذا استغل النظام القديم تدابير الرئيس لخداع التونسيين

أفريقيا برستونس. بعد المساهمة في تدني الخطاب البرلماني وتعطيل أعمال المجلس والإساءة لرئيسه ومحاولة تشويه صورته أمام الرأي العام، ها هو النظام القديم يستثمر في تدابير الرئيس قيس سعيد لمحاولة خداع التونسيين وإقناعهم بالعودة إلى مربع الاستبداد لكن عبر صندوق الاقتراع.

وكانت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر (يضم أبرز رموز نظام بن علي) أعلنت في وقت سابق عما سمته “ثورة التنوير” وهي عبارة عن حملة انتخابية في الولايات التونسية تستغل التدابير الاستثنائية التي عطلت المؤسسات التونسية، للتسويق لموسي كـ”منقذ” للبلاد من “ديكتاتورية سعيّد والإخوان” عبر الترويج لشعارات ديمقراطية برّاقة لا تؤمن بها موسي أو أعضاء حزبها، وتتلخص بـ”بناء دولة جمهورية ذات نظام جمهوري لإرساء دولة اجتماعية ذات سيادة وطنية”.

ويمثل هذا الموقف نوعا من المراوغة لاستعادة شعبية مفقودة للنظام القديم في تونس، وخاصة أن موسي حرصت خلال الفترة الأولى، التي أعقبت إعلان سعيد عن تدابيره للاستثنائية، على مسيرة الرئيس ودعمه بشكل مبطن، قبل أن تنقلب عليه وتعدل خطابها في محاولة لمسايرة المناخ الشعبي الرافض لـ”الانقلاب”.

غير أن خطاب لم ينجح حتى الآن في خداع التونسيين، وخاصة أن من يروج للشعارات الديمقراطي يعتبر من أبرز أعداءها، إذ لم ينسى التونسيون حتى الآن “البلطجة” والتهريج التي مارستها موسي وأعضاء حزبها داخل المجلس، بهدف تشويه صورته لدى الرأي العام تمهيدا لإسقاطه فيما بعد وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة يأمل النظام القديم من خلالها بالعودة للحكم، فجاءت تدابير سعيد لتسهل هذه المهمة، وخاصة بعدما تم تعليق أعمال البرلمان وتعطيل المؤسسات التونسية.

وقبل أيام، قام محتجون في مدينة “باجة” شمال غرب تونس بطرد موكب عبير موسي، حيث رفعوا شعار “ديغاج” (ارحل) الذي سبق أن رفعه التونسيون ضد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما رشقوا سيارتها بالبيض، وهو ما دفع لتحميل الرئيس سعيد مسؤولية حمايتها، متهمة أنصاره بالاعتداء عليه.

وكتب شكري بوصلاح الناشط في حركة النهضة “بعد الانقلاب، عبرت عبير موسي على ابتهاجها وقالت للرئيس: لولا الذي عملته أنا في البرلمان لما استطعت أنت أن تعمل ما عملته، وهي اليوم مستغربة من العنف اللفظي والمادي الذي تعرضت له في باجة، وكأنها نسيت الذي فعلته في البرلمان (والذي أثر سلبا على ثقة الناس بالسياسيين عموما).البلاد تتجه نحو العنف. لان خطاب التخوين والترذيل والاوصاف البذيئة للمخالفين لا يمكن أن يوصلنا (بالتجربة) إلا للعنف. أفيقوا! العنف يضر الجميع والرابح فيه خاسر”.

وعلق القيادي السابق في الحركة عبد الحميد الجلاصي “عبير تواصل بنجاح استراتيجيتها بما في ذلك الاستثمار في المظلومية. عبير هي الوحيدة التي نجحت في تنفيذ مخططها والطريف بمساعدة من كل خصومها واعدائها. ولا يستبعد أن تكون هناك سنوات عجافا بين شعبوية فوضوية وشعبوية فاشية”.

وكتب الباحث سامي براهم “بعد أن خرّبت أعمال البرلمان ورذّلته في عيون التّونسيين وقدّمت كلّ المسوّغات للانقلاب عليه بل ساهمت بكلّ وعي وإصرار مع سابقيّة الإضمار والترصّد في نسج الأساطير المؤسّسة للانقلاب على مسار الانتقال الدّيمقراطي برمّته، ها هي تتجوّل بين المدن بكلّ حماس مدعية تنوير المواطنين الغافلين وتحشد الأنصار للإجهاز على كلّ ما تبقّى من مسار الثّورة تنفيذا لأجندات إقليميّة لا تريد الخير لهذا البلد”.

وأضاف “تتواصل مع النّاس كأنّ شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيها وهي التي لم تترك لحظة إلّا وكرّستها لتدمير مكتسبات التّونسيين وأحلامهم في تصفية تركة الاستبداد كأنّها تنتقم من ثورة أسقطت المنظومة التي كانت جزء منها. كلّ رداءات الواقع وإخفاقات الفاعلين وتعثّرات المسار لا تبرّر الارتماء من جديد وراء آلة التخريب والتّدمير وصناعة الكذب والدّعاية الشّعبويّة”.

يذكر أن موسي تعرضت في وقت سابق لموجة واسعة من الانتقادات والسخرية بعدما تحدثت عن تحالف سري بين الرئيس قيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي لتشكيل حزب إسلامي على الطريقة التركية.

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here