أوذيت النهضة و تعدّدت أشكال إيذاءها من وقت انبعثت من طرف العهدين البائدين على أيدي جلاّدين مازال الكثير منهم ينعم بالحريّة و منهم من حملته وقاحته على تصدّر منابر الخطابة متحدّثا باسم الثورة متغافلا عن ماضيه الأظلم وملفّاته السوداء …
و تمادى هذا الإيذاء كذلك منذ خرجت علنا للنّاس وبادرت إلى تبوّإ مكانها في مجرى الحياة السياسيّة إلى أن تسلّمت مقاليد الحكم بعد انتخابات شفّافة شهد الأعداء بصدقيتها قبل الأصدقاء ،، الغريب في الأمر أن هؤلاء الذين أجمعوا على كرهها و إيذاءها و اصطياد المشاكل لحكومتها و التشكيك في قدراتها و منهجيّة حكمها و إدارتها للدولة ، هم نفس الوجوه البائسة من سدنة البورقيبية و مبشّري النوفمبريّة .
نفس الأشخاص الذين كانوا يسومون الشعب التونسي سوء العذاب و يتمعّشون على أمواله المنهوبة ، هم نفس التعساء من الإعلاميين الذين كانوا يسوّقون للدكتاتوريّة و يلمّعون صورتها و يحترفون التنكيل بأبناء تونس و هم الذين لم يفرّطوا في فرصة إلا و كانوا مصفّقين و مهلّلين و شاهدين زورا بالإنجازات البنفسجيّة ، نعم هم الذي باعوا ضمائرهم للشيطان ولم يراعوا في التونسيين إلاّ و لا ذمّة ….
بذلوا ( و مازالوا ) المال و الجهد و الوقت في أقصى ما عندهم من قوّة و سخّروا بعضا من الإعلام الرّخيص و المتواطيء لتنفيذ مبتغياتهم و التسويق لها .
حاولوا التشكّل في أحزاب كرتونيّة و جماعات سرعان ما ينسف بُنيانها و تنحلّ أواصر ما جمعهم ليعيدوا الكرّة كل مرّة في إيجاد مبادرة جديدة أو مشروع جديد يكون مآله كسابقيه .
هؤلاء لم يحدّدوا لأنفسهم برامج و لم يتقدّموا بما ينفع البلاد و العباد و لكنّهم بالعكس سعوا إلى الإلتفاف على الثورة و تأخير تقدّم البلاد و تشويه صورتها داخليا و خارجيّا ،،،
هؤلاء الذين لفظتهم أصوات الشعب و كرهوا رشاويهم و كذّبت الأيام نواياهم و لأنّهم لا حياء لهم و لا مبدأ لهم و لا تهمّهم مصلحة تونس و شعبها ما زالوا في نفس المسار و بنفس النغمة الممجوجة ، هؤلاء الإعلاميين التعساء لم يسعدهم حتى بعد انسحبت النهضة من الحكم و ابقت على تمثيلية ضعيفة ، فكُره النهضة ساكن في عقولهم جاري على السنتهم يقحمونها في كل حادثة و يحملونها دون سواها المسؤولية ،،،
هم شعارهم الوحيد و – رصيدهم الاوحد هو : أنا أكره النّهضة فمن يكرهها معي ؟ و من لم يكن ضد النهضة فهو معها و شريكها زباقي سمفونية الاسطوانة المشروخة …
