الثورة التونسية و العقبة الأخيرة

46
الثورة التونسية و العقبة الأخيرة
الثورة التونسية و العقبة الأخيرة

افريقيا برستونس. مهدي عطية بعد مرور عشر سنوات من الشرارة و رغم عديد المحاولات الداخلية و الخارجية لإطفائها ما زالت الثورة التونسية تتقدم في مسارها الطبيعي”بناء الدولة المواطنية و الديمقراطية” غير راضخة لرياح الخيانات و المؤامرات العاصفة بها و لكن يبقى أهم تهديد يمكن أن يواجهها و يرديها قبل أن تبدأ عاجلا أم آجلا في الإنتاج الاقتصادي و العلمي مرحليا عقبة الخوف,فرغم تعطل عجلة الإنتاج و خلق الثروة لسنوات و بالرغم من كل المحاولات لإنعاش الاقتصاد الوطني و دفع التنمية و المستثمرين التونسيين و الأجانب نحو الدواخل الحاضنة الأكبر للثورة و التهميش و رغما عن التحسن النسبي في مستوى البنى التحتية و الاستثمار في تلك المناطق لا تزال العقبة الأكبر أمام نجاح الثورة نفسية بالأساس، و هذا عندما نشاهد إحجاما من مناضلي ال عن مواصلة النضال و توحيد الصفوف للدفع نحو تعصير المنظومة التشريعية و خلق قوانين أقل تعقيدا و أكثر مرونة و حفظا لكرامة المواطن، ناهيك عن ذلك الإحباط و الإحجام من معظم الشباب عن اقتحام سوق الشغل و ضعف روح المبادرة بالرغم من تألق عديد الباعثين الشبان في عدة مجالات كثيراً ما تكون بعيدة عن تكوينهم الجامعي.

نعم الأوضاع الٱقتصادية صعبة و لكن هؤلاء الشبان الناجحين لم يجدوا السيولة و الدعم من الداخل و الخارج إلا باقتحامهم لمغامرة مجهولة المصير تحركهم فقط رغبة لا تقهر في تغيير واقعهم، من المؤكد أن الإدارة ببيروقراطيتها المعهودة تعرقل إلى حد كبير الطموحات الجبارة لكن كل هذا يتغير و يتغير الآن بفضل الظغط الإيجابي من المجتمع المدني الشبابي، ألم نكن نحلم قبل عشر سنوات من الآن، بتوفر الحرية لنحرر طاقاتنا قد توفرت الفرصة الآن و نملك الآن بعد محصول عشر سنوات تغييرات إيجابية فالموقف الرسمي خاضع لضغط الشارع و مؤسسات الدولة و السلطة التنفيذية بشكل عام خاضعون للرقابة من بقية السلط و الشباب يرئس عديد البلديات و يساهم في الشأن المحلي بشكل مؤثر و لكن كل ما تحقق الآن و ما يمكن أن يتحقق في الغد القريب و البعيد بفضل روح المبادرة و طول النفس و الإنتاج قد يتوقف و تتوقف معه كل إمكانية للتغيير نحو الأفضل لو تركنا الخوف و الإحباط من واقع معقد و غير مستعصي على التغيير لو واصلنا في الاستقالة من الشأن العام و الخوف من عواقب مواجهة قوى الردة و تحيا تونس.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here