الو بشرى .. قيس سعيد على الخط

77

حياة بن يادم

هاجمت بشرى بلحاج حميدة، رئيسة لجنة الحريات الفردية على قناة اجنبية ، المترشح قيس سعيد الفائز في الدور الاول للانتخابات الرئاسية، و اتهمته بانه سلفي، و يريد تطبيق الشريعة، و لفهم موقفها من الرجل، بحثت عن السبب، فلم اجد سوى موقفه الرافض من مشروع قانون المساواة في الميراث، مشددا على ان هذه المسالة محسومة بالقرآن، و هذا لعمري موقف مشرف، وإذا كان لهذا السبب اتهمته بالسلفي اعلمك سيدتي، ان الشعب التونسي المسلم و انا منهم سلفيون بامتياز.

سيدتي، يتضح انك مسكونة بهاجس المساواة في الميراث و على ضوءها فقط تصدرين الاحكام يمنة و يسرة، قيس سعيد الآن منشغل بفوزه، و نيابة عنه في موقفه من الموضوع المذكور سأقوم بالرد ما استطعت.

الحمد لله انها حدثت ثورة في تونس.. الحمد لله اننا تخلصنا من الهم و الغم الذي كان جاثما على صدورنا.. الحمد لله ان هناك مناخ من الحريات، يسمح للجنة الحقوق الفردية و المساواة ، ان تقترح مشروع قانون، يلقى المساندة كما المعارضة، و ذلك باستعمال كل ادوات التعبير الديمقراطي من مسيرات، و ندوات، و حتى سجالات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر ارض كل معركة منذ هبوب رياح ديسمبر العظيم المفعمة بالحرية و الكرامة.

ما تفتأ تهدأ حتى تبدأ من جديد، انها الاستاذة النائبة الفاتقة الناطقة، رئيسة لجنة الحريات الفردية و المساواة ، الحائزة على البطاقة الخضراء، لتصول و تجول في مختلف الاذاعات و التلفزات الوطنية و حتى الاجنبية، لتصرح ان القانون “مش يتعدى بالسيف” و معترضة على طرح هذا الموضوع في استفتاء على الشعب، بتعلة انه مازال غير واعي، و لم تقف عند هذا الحد بل تمادت في اتهام كل من يعترض على المساواة في الميراث بالسلفي، و لم يسلم منها حتى المترشح الفائز في الدور الاول للانتخابات الرئاسية 2019.

طفح الكيل، فلم أجد سوى قلمي المتواضع على هذا الموقع المحترم، للرد قدر المستطاع على صولاتها و جولاتها.

ألو بشرى،

معكم، القادمة من أعماق الريف المنسي، ومن بين الناجين القلائل من بنات جيلي، شهائدي العلمية سيدتي، انبثقت من بين الحطام و قسوة الحياة، في حين نجح الفشل في القضاء على الحلم و واد امل البقية.

الو بشرى،

اين انت من هؤلاء، نساء الريف، نساء الطبقات الكادحة، تتحدثين عن مساواة في الميراث”مساواة بين المرأة والرجل”، “حقوق المرأة”. كل هذه الشعارات التي تُؤكل وتُعلَكُ يوميًا مع الطعام ستسحق بين مكبسي الواقع! لان خطاباتكم المساندة للمرأة، لا يمكن أن تتسع لامرأة مات زوجها وترك لها من الأطفال سبعًا، ولا يمكن أن تسترد حق امرأة طردها رب العمل دون أن يعطيها أجرتها، ولا يمكن حتى أن تحجب حر الشمس عن امرأة يتفصد جبينها عرقًا بين مروج القمح، أو تحميها من لدغات الأفاعي في حقول العنب، و تبقى عاجزة عن تأمين حياة النسوة اللواتي دفعتهن الحاجة إلى امتطاء مقطورة جرّار، ليصبحن رقمًا جديدًا يضاف إلى قائمة اللواتي لقين حتفهن في حوادث العمل والطرق.

الو بشرى،

من نصبك وصية على نساء الوطن، من نصبك شيخة افتاء، من انت لتصادري حقنا في الاستفتاء، و تحرمي علينا آيات قرآننا الكريم، و بما اننا مازلنا غير واعين كما قلت، انزلي من برجك العاجي، واخرجي من الصالونات الفاخرة، و قومي بتوعيتنا و اصلحي اخطاء التاريخ الظالم، اوقفي الجرائم الكبيرة التي اقترفتها مدنية انتهازية في حق من يفترض انه جنس لطيف، لم يسعفها مؤتمرات و جمعيات حقوق الدفاع عن المراة التي انشغلت بالدفاع عن المراة السلعة و عن حق السحاق و نسيت حق المراة البشر في الحياة.

الو بشرى،عن أي المساواة في الميراث تتحدثين عنه؟، ميراث الجهل و الحاجة و الخصاصة و قلة الحيلة، اعلمي سيدتي، ان الرجل تنازل عن كل الميراث.

الو بشرى،
معك السلفية حياة… انقطع الخط.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here