جدارية “الزهروني” تخلد بطولات المقاومة الفلسطينية

42
جدارية
جدارية "الزهروني" تخلد بطولات المقاومة الفلسطينية

عادل الثابتي

أفريقيا برس – تونس. على جدار مدرسة ابتدائية بحي الزهروني الشعبي، غرب العاصمة تونس، انهمك مجموعة من الشبان في إحضار أدوات الرسم للتعبير بأسلوب فني جذاب عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، وكل صاحب حق.

اختار شباب الحي التونسي رسم رموز للمقاومة الفلسطينية والعربية عموما، للتأكيد على دعمهم لأهالي قطاع غزة، وإبراز حقيقة أن الجرح واحد وإن بعدت المسافات.

أبو عبيدة في الزهروني

وقال محمد أشرف الشعباني عضو في جمعية “التفكير الثقافي” (مستقلة تنشط بحي الزهروني ) إن الفكرة بدأت من خلال ابن الحي حسان الورغي، وهو فنان غرافيتي (الرسم على الجدران) عندما اتفق مع أبناء المنطقة على ضرورة توظيف هذا النوع من الفن، لدعم المقاومة الفلسطينية كحركة.

وبالفعل، تمكن شباب الحي من رسم جدارية من خلال فن الغرافيتي على حائط مدرسة 18 جانفي بالزهروني، بمساعدة إحدى الإدارات المحلية.

وأضاف الشعباني: “أعلنا عن دعمنا للقضية الفلسطينية من خلال رسم غرافيتي، يظهر فيه العلمين الفلسطيني والتونسي معا، بجانب رسومات لأبو عبيدة وكتائب القسام، وغيرها من رموز المقاومة”.

كما أشار إلى أن جميع أبناء الحي “يساعدون في إنجاز هذا العمل ليكون، أيضا، منظرا جميلا يتمتعون به”.

ومن جهته، أوضح الورغي الفنان المشرف على العمل أنه أنجز هذا العمل “لتجميل المدينة، ولمساندة الشعب الفلسطيني في معاناته، حيث يقتل الأطفال والنساء”.

وأضاف وهو يقف أمام الجدارية: “موضوع الجدارية سيتناول قضية الدفاع عن الحق من عهد الرسول إلى محمد الوزاري (المهندس التونسي العقل المدبر وراء طائرات حماس المسيرة)”.

وتابع الورغي: “نوجه رسالة للحكام العرب؛ أننا نحن أبناء الأحياء الشعبية في تونس مع فلسطين من القلب إلى القلب”.

“الغرافيتي” يناهض للظلم

وفي السياق، أوضح حسين معلال، رسام والمدير التنفيذي لجمعية “أخوية للفن”( مختصة في خدمة رسامي الغرافيتي في تونس) أن “فن الغرافيتي” أو كما يسمى بفن الشارع “يحمل دائما رسالة معينة توجه للجمهور، تكون أحيانا ذات صبغة فنية، وأحيانا أخرى تهتم بقضية عامة”.

وتابع: “معظم الناشطين في هذا المجال في تونس، أنجزوا أعمالا حول قضايا اجتماعية مثل ظلم النظام للإنسان، أو الظلم المسلط على الإنسان من قبل مؤسسات”.

لكنه لفت إلى أن القضية الفلسطينية “طالما نجدها في الشعارات المكتوبة على الجدران”.

وأردف: “فن الغرافيتي أساسه ترك المظلوم يعبر عن رأيه، هناك فنان يعبّر عن نفسه، وآخر يعبر عن هموم أمته وفلسطين قضيتنا”.

وبالحديث عن المعوقات التي تقف أمام إنجاز جداريات الغرافيتي، أشار معلال إلى أن السلطة الحالية في تونس داعمة للقضية الفلسطينية وهو ما سهل عمل فناني الغرافيتي “في أغلب الأوقات لابد من الحصول على ترخيص من وزارة ما أو مؤسسة عمومية، أو مالك المكان الذي سننجز عليه أعمالنا، لكن عندما اندلعت الحرب على غزة، كانت السلطة في تونس مساندة للقضية”.

فلسطين: قضية أمة

وفي السياق، شدد معلال على أن “فلسطين والأمة العربية بمثابة أمة واحدة، لنا نفس الهوية وطرحنا الفني يعبر عن قضية أمة واحدة ،هي قضية فلسطين”.

وتحدث معلال عن علاقة فناني الغرافيتي بفن تصميم اللوحات التي يرفعها مشجعو الفرق الرياضية في المباريات، قائلا إن “فن المدرجات أصله مجموعة الشبان الذين ينشطون في فن الغرافيتي”.

وأشار إلي أن دخلة (عرض فني في المدرجات قبل بدء مباراة رياضية) فريق الترجي “أنجزها فنان غرافيتي، يعمل معنا وضمن مدرستنا الفنية”.

في لقاء إياب الدور الربع النهائي للدوري الإفريقي لكرة القدم، وخلال مباراة ضد نادي “تي بي مازمبي” الكونغولي في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نظم مشجعو فريق “الترجي” الرياضي التونسي عرضا يسبق بدء المباراة (دخلة) احتفوا خلالها بالزواري، الذي اغتيل في مدينة صفاقس جنوبي تونس في عام 2016 علي خلفية دوره في تطوير مسيّرات “كتائب القسام” الذراع المسلح لحركة حماس.

وزين المشجعون، آنذاك، مدرج ملعب “رادس” الأولمبي بلافتة عملاقة، عليها صور بالحجم الكبير للزواري، وكتب فوقها: “يا خيل الله اركبي .. وبالجنة ابشري”.

وبينما كانت اللافتة ترفرف في أرجاء المدرج، تعالت مئات من الأعلام الفلسطينية، وردد جماهير الترجي شعارات تمجد أعمال الزواري، متعهدين بالسير على دربه.

ومنذ 41 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here