عزالدين الزياني: التقلبات الجيوسياسية قادمة وقد تبدأ بتقسيم ليبيا

3
عزالدين الزياني: التقلبات الجيوسياسية قادمة وقد تبدأ بتقسيم ليبيا
عزالدين الزياني: التقلبات الجيوسياسية قادمة وقد تبدأ بتقسيم ليبيا

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. اندلعت مواجهات دامية بين أطراف بدوية ودرزية في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، الأحد الماضي، تدخلت على إثرها قوات من الجيش السوري والأمن لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.

لكن، تحت ذريعة “حماية الدروز”، استغلّت إسرائيل تلك الأوضاع، حيث صعّدت عدوانها على سوريا، بما في ذلك غارات مكثفة يوم الأربعاء على أربع محافظات، شملت قصف مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق. وقد ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل شنّت ضربات قرب مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في أول هجوم على المنطقة بعد انسحاب القوات الحكومية السورية منها، عقب اشتباكات مع مقاتلين محليين.

وفي معرض تعليقه على التطورات الأخيرة في سوريا، أشار عزالدين الزياني، السفير السابق، ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن “التوصل إلى حل في سوريا ممكن، لكن بأسلوب الصهاينة، حيث يسعى هذا الكيان الغاشم إلى التدخل وتقسيم سوريا تحت غطاء الدفاع عن الأقلية الدرزية”.

واعتبر أن “سوريا في مهبّ الريح، إلا في حال بروز مقاومة وطنية، وهذا سيكون ثمنه باهظًا، وسيكلّف الشعب السوري الكثير، لأن الحرب الأهلية ستكون طاحنة، خاصةً وأن بلدان الجوار، لا سيما الكيان الصهيوني، ستكون من المستفيدين من تلك الحرب، التي ستحوّل الأنظار عن حرب الإبادة في غزة”.

ورأى أن “تأثير ما يحصل اليوم في سوريا على دول ما كان يُسمى بالمغرب العربي هو تأثير واضح، وربما يُستهدف ليبيا أولًا بتقسيمها، ثم الجزائر في مرحلة ثانية”.

ويُذكر أن عزالدين الزياني هو سفير سابق، ومدير عام سابق للشؤون السياسية لدى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في مالي، والرئيس الحالي للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل.

كيف تقرأ التطورات في سوريا بعد أن تعرضت إلى عدوان إسرائيلي مؤخرا؟

التطورات الأخيرة في سوريا كانت في اعتقادي منتظرة لأن عملية الإطاحة ببشار الأسد كانت عملية مدروسة الغاية، منها إنهاء كل مظاهر الرفض للكيان الصهيوني في المنطقة. و قد اعتمدت حسب رأيي تلك الإطاحة على القوميات خاصة منها الدرزية، وهي قومية موجودة في إسرائيل ويسهل التدخل وتقسيم سوريا تحت غطاء الدفاع على الأقلية الدرزية.

هل برأيك ستتحول منطقة السويداء إلى ساحة تصفية الحسابات إقليمية، أم يمكن التوصل إلى حل سياسي والوصول إلى تهدئة؟

التوصل إلى حل قد يكون ممكنا لكن بأسلوب الصهاينة يعني إركع لتحصل على عشر ما كنت تملكه. حسب اعتقادي وان شاء الله أكون مخطئا سوريا تبدو في مهب الريح إلا في صورة بروز مقاومة وطنية، وهذا سيكون ثمنه باهظا، ويكلف الشعب السوري الكثير لأن الحرب الأهلية ستكون طاحنة خاصة وأن بلدان الجوار لاسيما الكيان الصهيوني سيكون من المستفيدين من تلك الحرب التي سوف تحول الأنظار عن حرب الإبادة في غزة.

هل يمكن أن تتجدد المواجهة بين إيران وإسرائيل خاصة بعد أن أثبت أنها خصم قوي وليس من السهل الاستغناء عن برنامجها النووي؟

أعتقد شخصيا أن الدور الإيراني في المنطقة مرشحا للتقلص مقابل غض النظر عن البرنامج النووي الإيراني، والذي يمكن أمريكا من التواجد في الخليج بحجة الدفاع عن أمن دول الخليج.

هل تتوقع أن يتوسع الصراع في الشرق الأوسط ويشمل دول أخرى مثل دول الخليج؟

توسع الصراع في المنطقة حاليا ليس واردا حسب رأيي لأن أمريكا وإسرائيل والدول الغربية تفطنوا إلى أخطاء الربيع العربي لما وقعت الإطاحة بعدد من الأنظمة في نفس الوقت. أعتقد أن هذه المرة سيقع الاهتمام أولا بسوريا ثم في مرحلة أخرى ببعض الدول مثل العراق واليمن.

أي تأثير لهذه المستجدات على دول المغرب العربي؟

تأثير ما يحصل اليوم في سوريا على دول ما كان يسمى بالمغرب العربي هو تأثير واضح و ربما يقع استهداف ليبيا في الأول بتقسيمها ثم الجزائر في مرحلة ثانية. الشيء الأكيد في اعتقادي هي التقلبات الجيوسياسية التي ستشهدها منطقتنا والتي وقع الإعداد لها منذ مدة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here