كرامة ماذا أيها الأبله!!..

كرامة ماذا أيها الأبله!!..
كرامة ماذا أيها الأبله!!..

افريقيا برستونس. كتبه/ توفيق زعفوري.. لا أحد يزايد علينا منذ اللحظة، و يقول و يعيد و يؤكد أن هذه الثورة ثورة حرية و كرامة ، ثم لا أحد يضحك على ذقوننا و يتجاوز ذكاءنا و يعيد على مسامعنا و يكرر، أن تونس ديمقراطية في محيطها و أن العالم يناصر هذه التجربة و يدعمها، هذا الكلام لم يعد نافعا و لا ناجعا فلا وزنك في العالم و لا قيمتك تسمح لك بأن تتفاخر بشيئ خاصة بعد تهاطل الهبات الطبية و غيرها من كل حدب و صوب، و آخرها هبة بضع مئات من اللقاحات أحدثت أزمة غير مسبوقة في البلاد و أضحت فضيحة ،و آخر الفضائح، فضائح “الفراخ التركية”!!..

وكالة الأناضول التركية تنشر خبرا يتعلق باستثمارات تركية تقدر بالمليارات في إحدى ولايات الوسط الغربي و الجنوب الشرقي ” فبعد منتزه النحلي و المشاريع المنتصبة هناك منذ عشر سنوات تقريبا هاهي دفعة ثانية من المشاريع لصالح 30 امرأة ريفية بمنطقة العيون في ولاية القصرين ، وتضمنت تزويدهن بـ900 طير داجن، بمعدل 27 دجاجة و3 ديوك لكل مستفيدة”.

وختمت الوكالة الخبر بـ””وتنشط وكالة “تيكا” التركية منذ سنوات في تونس والعديد من الدول لدعم التنمية فيها ومساعدة الأسر الفقيرة.” إذن نحن في انتظار الدفعة الموالية من الإستثمارات مطلع العام القادم!!..

من هانت عليه نفسه، يسهل الهوان عليه، و نحن نحمل المسؤولية الأولى و الأخيرة إلى المسؤولين عن هاته الفضيحة الغير مسبوقة التي تكشف تقاعس الدولة على القيام بأبسط واجباتها تجاه الأفراد و الجهات.. و تعمق الشعور بالحنق و الغضب المتصاعد في كل مرة إزاء طبقة سياسية فاشلة، إن تعهدت بشيء تخلف و تماطل و تناور و تنافق، سبّاقة فقط إلى الضرب و الضرائب و الإقتطاع و رفع الأسعار، ليس لديهم ما ينفع الناس..

بلد بأسره رهينة كمشة من الساسة الهواة أشبه بالضباع تنهش جسد البلاد بلا هوادة، و حفنة فاسدين متمعشين من وضع الأزمة و بقية مستكينة تنتظر شرارة مثل شرارة سبعطاش ديسمبر حتى تخلط الأوراق و تخلق وضعا مغايرا، تونس لم تعد تلك التي نعرفها و لاهي تعرفنا، صرنا فيها غرباء كأرملة تقتات من بقايا موائد اللئام، و شعب أكثر من نصفه يحلم بالهجرة..

الجارة ليبيا، و برغم التدخلات من الشرق و الغرب و الحرب الأهلية منذ عشر سنوات و الانقسام بين الشرق و الغرب انتهت أزمتها و انطلقت إلى البناء و التشييد، و بقيت تونس في حلقة أخرى من التناحر اللامتناهي، و الواضح أنه إذا لم نتفق فسيفرض علينا إتفاق يهندسه “المعلم الكبير” غصبا عنا و ما كنا نخشاه، نحن سائرون اليه لا محالة بفضل سياسيينا الجهابذة..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here