محتجون شبان يهتفون تنديدا باستهداف الحريات في ذكرى الثورة التونسية

32
محتجون شبان يهتفون تنديدا باستهداف الحريات في ذكرى الثورة التونسية
محتجون شبان يهتفون تنديدا باستهداف الحريات في ذكرى الثورة التونسية

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. ندد محتجون شبان خلال مسيرة نظمتها شبكة الحقوق والحريات، مساء الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال بذكري 14 لثورة يناير، بالاستهداف المستمر للحريات، مؤكدين تمسكهم بالشعارات المركزية للثورة، وهي”الحرية والكرامة، والعدالة الاجتماعية”.

وحمل الشباب يافطة بعنوان “الظلم بداية النهاية”، كما رددوا شعرات مثل “الشعب يريد إسقاط النظام” و “لا خوف، لا رعب، الشارع ملك الشعب”، في رسالة إلى السلطة بأنه لا يمكن طمس ذكرى الثورة أو تغييبها عن ذاكرة التونسيين.

وكان لافتا الحضور الأمني المكثف خلال التحرك الاحتجاجي والحواجز الأمنية التي انتشرت في شوارع العاصمة، وهو ما اعتبرته شبكة الحقوق والحريات محاولة لمنع المواطنين من المشاركة في الحراك، وخطوة تعكس خوف السلطة من قوة الشارع القادر على قلب كل المعادلات السياسية، ما يعني تهديد وجودها وكل مكاسبها.

مع ذلك، لم تكن هناك أية تضييقات أمنية على المحتجين أو على الوسائل الإعلامية التي كانت حاضرة لتغطية الحراك.

وأشارت الصحفية التونسية خولة شبح ومنسقة وحدة رصد بنقابة الصحفيين، في حديثها مع “أفريقيا برس” أنه “لم نلاحظ في هذه المسيرة تضييقات أمنية على الصحفيين حيث قاموا بعملهم بكل أريحية.”

وتابعت “لم نقع تسجيل أي خروقات في هذا الصدد، لقد وقع تخصيص مكان للصحفيين، كما كانت التغطية الإعلامية محترمة، وسيقع إيصال صوت المحتجين.”

ووجدت المعارضة التونسية في ذكرى الثورة فرصة للتعبير عن رفضها لممارسات السلطة المصرة على سياسة الإقصاء والقمع واستهداف خصومها عبر الإيقافات والاعتقالات والزج بهم في السجون استنادا لتشريعات قانونية مثل المرسوم 54، ومن خلال إحكامها قبضتها على القضاء.

كما تطالب المعارضة بوقف الانتهاكات المتزايدة للحقوق والحريات، ووضع حدّ لإغلاق الفضاء العام وتصحر المشهد السياسي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي باتت ترهق وتؤرق التونسيين.

وعلى رغم أن الشارع انفض عن الأحزاب والمكونات السياسية بالبلد بإرادته، حيث لم يعد يشغله الشأن العام وانصرف عنه ليهتم بأوضاعه المعيشية المتردية، إلا أن المعارضة مازالت تراهن على التحركات الاحتجاجية لإحداث التغيير والتخلص من “النظام الاستبدادي.”

ويقول حسام الحامي منسق ائتلاف صمود وأحد مؤسسي شبكة الحقوق والحريات لـ”أفريقيا برس” نحن لم نتوقف عن إحياء ذكرى 14 جانفي، ذكرى ثورة الحرية والكرامة، التي قضي فيها شهداء وسالت فيها الدماء لأجل استرداد حقوق الشعب التونسي مثل حق التنظم وحرية التعبير.”

ورأى أنه “بعد 25 جويلية كانت هناك محاولات للسطو على هاته الحقوق من السلطة وضربها في العمق.”

واعتبر أن “إحياء هذه الذكرى هذا المرة في مناخ مختلف، حيث أن السلطة تريد أن تعود بنا إلى مربع الاستبداد والقمع والتضييق على الحريات.”

وأردف “نحن نقول أن ثورة 14 جانفي أو بأكثر وضوح ثورة 17 ديسمبر تمثلنا وكل النضالات التي قامت بها أجيال من القوى التقدمية هي من أجل حقوق وحريات تسعى السلطة إلى ضربها اليوم والاستحواذ عليها، وإعادتنا إلى مربع ما قبل 14 جانفي 2011.”

وأكد أن “هذه المسيرة هي للتنديد لما يحدث في تونس من تضييق مستمر على الحريات ومن اعتقالات لأن السلطة تسعى إلى تركيز منظومة استبدادية أحادية”، وفق تعبيره.

وبالتوازي مع المسيرة التي نظمتها شبكة الحقوق والحريات، تجمع أنصار جبهة الخلاص الوطني المعارضة أمام المسرح البلدي بالعاصمة للاحتجاج ضد سياسة الرئيس قيس سعيد والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والإفراج عنهم.

وعلى رغم دعوات المعارضة للسلطة باحترام الحريات والكف عن توظيف القضاء لاستهداف الخصوم، والعودة إلى المسار الديمقراطي من خلال الحوار والتشاركية، إلا أن السلطة التي نجحت في تهميش دور الأحزاب، ترفض الإصغاء إليها.

وتراجع اهتمام الشارع والشباب التونسي بالحياة السياسية في السنوات الأخيرة بعد أن بقيت وعود الحكومات المتعاقبة بعد الثورة مجرد شعارات شعبوية ترفع مع كل استحقاق انتخابي، كما زادت حالة النفور من الشأن العام بعد انطلاق مسار 25 جويلية بسبب تغييب دور الشباب وإقصاء وتهميش الأجسام الوسيطة.

ولفت رمضان بن عمر الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي كان حاضرا في الحراك الاحتجاجي، في حديثه مع”أفريقيا برس” أن”زخم الثورة بدأ يتناقص شيئا فشيئا، وبينما كان الشارع يعكس صورة التجاذبات السياسية الموجودة في الساحة، إلا أنه يعكس اليوم حالة الفراغ السياسي السائد في البلاد.”

وأضاف “لا يوجد اليوم عمل سياسي فعلي أو مؤسسات سياسية فعلية، هناك صوت واحد ورأي واحد وهناك أقلية موجودة وهي التي تعبر عن رأيها اليوم في شارع حبيب بورقيبة والتي تتمثل في المعارضة الديمقراطية.”

واستنتج بالقول “نستطيع أن نقول أن المواطن التونسي اليوم منهك من الشارع، لقد دافع طيلة أربعة عشر عاما عن حقوقه، وبقي كل سنة يرفع ويردد في الشعارات نفسها، لكنه اليوم في حالة إنهاك، لم تعد تهمه وتشغله هذه المواعيد بقدر ما يهمه قوت يومه.”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here