وائل نوار: “قافلة الصمود” تهدف إلى كسر حصار غزة

3
وائل نوار:
وائل نوار: "قافلة الصمود" تهدف إلى كسر حصار غزة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أعلن ائتلاف من نقابات وهيئات ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 32 دولة، في مايو الماضي، عن إطلاق مبادرة “المسيرة العالمية إلى غزة” للدخول إلى القطاع سيرًا على الأقدام. وتأتي هذه الخطوة بسبب الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وأوضح وائل نوار، عضو تنسيقية العمل المشترك لأجل فلسطين في تونس وأحد المشاركين في هذه المسيرة التضامنية، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن “قافلة صمود، التي سنطلقها يوم 9 يونيو القادم من تونس العاصمة في اتجاه رفح، هي قافلة برية هدفها بالأساس كسر الحصار على قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإغاثة الفلسطينيين ووقف الإبادة بحقهم”، متوقعًا أن “يحقق هذا المجهود العالمي نتائج إيجابية”.

وبيّن أن “تنسيقية العمل المشترك تشتغل على عديد المحاور لأجل دعم القضية الفلسطينية، وذلك من خلال تنظيم ندوات فكرية تثقيفية، وتجميع المساعدات للشعب الفلسطيني، واستقبال الجرحى الفلسطينيين، وتنظيم مسيرات لدعم المقاومة والتنديد بالاحتلال، كما تنظم حملات المقاطعة الاقتصادية، وتقتحم أنشطة سفارات الدول الداعمة للعدوان”.

ورأى أن “الموقف الرسمي التونسي من أفضل المواقف مقارنة ببقية الأنظمة العربية فيما يخص الملف الفلسطيني، لكن مع ذلك، فهذا الموقف الشفهي لم يُترجم إلى أي إجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الخطاب، حيث تم تعطيل إصدار قانون يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني”. وفي تقديره، “التعويل على الأنظمة اليوم لن يجدي نفعًا، ولذلك نحن نعوّل أكثر على الشعوب في إنهاء هذه الحرب”.

وائل نوار هو ناشط سياسي ومدني تونسي، وعضو بارز في تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين. تبرز مشاركته كمتحدث وناشط في مقاطعة شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصف حملات المقاطعة بأنها من أنجح الأعمال في تاريخ تونس. تولى دور المتحدث الرسمي لقافلة “الصمود من أجل كسر الحصار عن غزة”، ونجح في تعبئة آلاف المتطوعين من دول المغرب العربي. ارتبط اسمه بتنظيم مسيرات للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي، إلى جانب تنظيم ندوات توعوية وتجميع مساعدات إنسانية ودعم للجرحى الفلسطينيين.

تنسيقية العمل المشترك لأجل فلسطين بصدد الترتيب لإطلاق قافلة برية نحو غزة، هل برأيكم هذه المبادرة قادرة على كسر الحصار على الشعب الفلسطيني؟

نعم القافلة البرية المغاربية تأتي في إطار عالمي للسير نحو غزة برا وبحرا وجوا عبر قافلة الصمود برا، والمسيرة العالمية نحو غزة جوا، وأسطول الحرية بحرا، وهذا المجهود العالمي الشعبي والمستقل سيتوج حتما بنتائج ايجابية أقصاها وقف الإبادة وكسر الحصار، وأدناها فرض إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كيف تقيّمون الموقف الرسمي التونسي حتى الآن من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ هل تعتبرونه كافيًا؟

الموقف الرسمي التونسي من أفضل المواقف بالمقارنة ببقية الأنظمة العربية، ولكن للأسف فهذا الموقف الشفاهي لم يترجم إلى أي إجراءات عملية ترتقي لهذا الخطاب، حيث تم تعطيل إصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتم مواصلة المناورات العسكرية مع الجيش الأمريكي، ولذلك اخترنا أن تكون القافلة شعبية مستقلة لأن الموقف الشعبي التونسي أعلى وأوضح وأكثر عملية من الرسمي.

فيما يخص الأحزاب السياسية التونسية، هل سجلتم مواقف عملية قوية أم أن الدعم اقتصر على بيانات تنديد دون خطوات فعلية؟

كل الأحزاب في تونس لديها مواقف داعمة للحق الفلسطيني، لكن الأغلبية العظمى من هذه الأحزاب لا يتجاوز نشاطها بعض بيانات التنديد، لذلك جاءت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والشبكة التونسية لمناهضة التطبيع وحملات المقاطعة لكي تملأ هذا الفراغ وتحتل فضاءات الرفض والاحتجاج والمقاومة.

في رأيكم، ما الذي يجب أن تقوم به الحكومة التونسية لتعزيز موقفها الداعم لغزة على المستوى العربي والدولي؟

هناك العديد من الإجراءات العملية التي يمكن للحكومة التونسية اتخاذها لفائدة القضية الفلسطينية، ولعل أبرزها سن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني فهذا القانون سيحقق المقاطعة الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية مع الكيان الصهيوني، ويغلق الباب أمام كل محاولات التطبيع الرسمية وغير الرسمية. وأيضا وقف المناورات العسكرية مع الجيش الأمريكي، فليس من المعقول أن يتم استقبال الجيش الأمريكي كضيف في تونس ضمن مناورات الأسد الأفريقي في الوقت الذي يساهم فيه هذا الجيش في قصف اليمن وفي مد الكيان بالسلاح والتكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية لإبادة شعبنا في فلسطين.

هل تعتقدون أن تونس اليوم تمتلك القدرة على تمرير مشاريع عربية أو دولية للضغط من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة؟

لا أعتقد أن النظام الرسمي العربي والجامعة العربية قادرة على إيجاد أي حل للقضية الفلسطينية، فهذه الجامعة أصبحت مهزلة بأتم معنى الكلمة، ففي نفس الوقت التي يتم فيها قصف واحتلال خمسة دول عربية (فلسطين، لبنان، اليمن، سوريا، العراق) من قبل الكيان الصهيوني تجتمع هذه الجامعة ولا تستطيع حتى اتخاذ قرار بوقف التطبيع مع الكيان. بل لا تستطيع حتى إقرار إدخال المساعدات لغزة. النظام الرسمي العربي جزء لا يتجزأ من مأساة الشعب الفلسطيني.

على مستوى تنسيقية العمل المشترك، هل تطرحون مبادرات محددة لتحريك الساحة التونسية بشكل أقوى دعماً لفلسطين؟

في تنسيقية العمل المشترك نحن نشتغل على عديد المحاور، فنحن ننظم ندوات فكرية تثقيفية، ونجمع المساعدات للشعب الفلسطيني، ونستقبل الجرحى الفلسطينيين، وننظم مسيرات الدعم للمقاومة والتنديد بالاحتلال كما ننظم حملات المقاطعة الاقتصادية، ونقتحم أنشطة سفارات الدول الداعمة للعدوان، وآخر مبادرة لنا هي قافلة الصمود التي حازت على دعم كل الطيف التونسي ثم المغاربي. ورغم كل هذا المجهود فنحن لسنا راضين عن أنفسنا ونرغب في حشد دعم أكبر.

برأيكم، هل يمكن للفعاليات والمسيرات التضامنية مع فلسطين أن تتحول إلى مساحة لتحشيد حزبي داخلي ضد السلطة في تونس؟ وهل تخشون استغلال القضية لهذا الغرض؟

تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين إطار يضم صلبه كل الداعمين للمقاومة سوى كانوا داعمين للنظام التونسي أو معارضين له، ومنذ 7 أكتوبر كان الاتفاق صلب التنسيقية واضحا، كل موقف مشرف تجاه القضية الفلسطينية نحييه وكل موقف متخاذل نعارضه ونفضحه وننتقده بشدة، وكل مكونات التنسيقية مقتنعة وملتزمة بموضوعية هذا التمشي، ولم نسجل إشكاليات بسببه. أما من يرغب من خارج التنسيقية في توظيفها سواء لتلميع صورة النظام أو التحشيد ضده فقد باءت كل محاولاتهم بالفشل، فبوصلة التنسيقية واضحة في هذا الصدد.

ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟

مقاومة الاحتلال ليست بالسلاح فقط، بل هي أيضا بالتحشيد والدعم والتثقيف والتصدي للتطبيع والنضال الميداني ومقاطعة المنتوجات الصهيونية وترويج ثقافة المقاومة، وهذه المهام ليست مستحيلة، ويمكن لأي مواطن عربي القيام بها.

هل لديكم تنسيق مع تنسيقيات عربية أو دولية أخرى لتحويل التضامن إلى تحركات سياسية أو شعبية منظمة ذات أثر ملموس؟

لدينا علاقات مع عديد الفعاليات العربية والأفريقية والعالمية الداعمة للحق الفلسطيني، واشتغلنا عديد المرات على حملات أو تظاهرات مشتركة أو متزامنة، ونحن نعمل على تطوير هذه العلاقات من أجل فعالية اكبر في الأداء.

كيف ترون مستقبل وقف الحرب على غزة في ظل استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي؟ وهل تعولون على مبادرات الشعوب أكثر من الحكومات؟

الحرب ستتوقف في كل الحالات، والكيان الصهيوني لا يمكنه تحمل تكلفة حرب لا نهاية لها، وبالنسبة لأهداف الحرب التي حددها الكيان باستئصال المقاومة وتحرير الأسرى بالضغط العسكري فلن تتحقق في كل الحالات، أما أهداف طوفان الأقصى في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإعلاء راية المقاومة في وجه الاحتلال فقد تحققت بل وخلقت موجة تضامن مع المقاومة لا فقط في العالم العربي بل في كل أنحاء العالم. والكيان الصهيوني غير قادر على مواجهة هذه الحقيقة لذلك فهو يرتكب كل أشكال جرائم الحرب والإبادة والتدمير ورفع الكلفة الإنسانية لأقصى حد لكي يحاول التشويش على هذا الواقع وخلق إحساس بالإحباط والعجز لدى أنصار المقاومة.

المخزي في الأمر هو الصمت الدولي والعالمي والصمت العربي بشكل خاص. وهذا يعيدنا إلى نقطة بداية هذا الحوار وهو أن التعويل على الأنظمة اليوم لن يجدي نفعا، ولذلك نحن نعول أكثر على الشعوب في إنهاء هذه الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here