وردة طرابلسي: لبينا نداء المقاومة، وسنحاصر مجددا السفارة الأمريكية

3
وردة طرابلسي: لبينا نداء المقاومة، وسنحاصر مجددا السفارة الأمريكية
وردة طرابلسي: لبينا نداء المقاومة، وسنحاصر مجددا السفارة الأمريكية

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أكدت وردة طرابلسي، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، ومؤطرة اعتصام السفارة الأمريكية في تونس، في حوارها مع “أفريقيا برس” أن” تجربة حصار السفارة الأميركية كانت ناجحة إلى حد كبير، حيث لقيت إقبالا شعبيا وصدى إعلاميا لافتا وهو ما عكسه توافد العشرات من المواطنين للدفاع عن الحق الفلسطيني.”

وأعتبرت أن “الحصار نجح في تلبية نداء المقاومة، كما أوصل رسالة مفادها أن أمريكا شريك رسمي ومباشر في الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني وهي عدوّنا المباشر، الذي لن نكفّ عن فضحه وتعريته وحصاره.”

وأشارت إلى أن “تعليق الحصار يعود لعدة أسباب أبرزها الاشتغال على مبادرات أخرى مثل أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزّة، ومبادرة مليون توقيع لسنّ قانون تجريم التطبيع، حيث تتطلب هذه المبادرات توزيع جهود لإنجاحها، مبينة أنه”ستكون لنا عودة مرّة أخرى لحصار سفارة العدو الأمريكي وكل السفارات المتواطئة مع كيان الاحتلال”.

ووردة طرابلسي هي عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، ومؤطرة اعتصام السفارة الأميركية في تونس.

كيف تقيمين تجربة حصار السفارة الأميركية في تونس نصرة لغزة، هل حظي بمشاركة شعبية واسعة؟

التجربة كانت في الحقيقة ناجحة إلى حدّ بعيد، وهذا قد برهن عليه صمود الحصار طيلة تسعة أيّام، إذ لقيت تجربة الحصار صدى إعلاميا وإقبالا شعبيا، فتوافد العديد من المواطنين من مختلف الجهات والمناطق لحصار سفارة العدوّ، إنّ تكبّد مشقّة السفر من مختلف مناطق البلاد التونسية وجهاتها، والصمود لأيام معدودة أمام سفارة العدوّ والهتاف بالشعارات المناهضة للقوى الامبريالية والاستعمارية، والمدافعة عن الحق الفلسطيني والمساندة للمقاومة لا يمكنها إلا أن تؤكّد أن الاعتصام كان ناجحا إلى حدّ كبير منه.

ماهي أسباب تعليق الحصار، وهل ستكون هناك عودة تماشيا مع المستجدات في الملف الفلسطيني؟

إن تعليق الحصار له أسباب متعدّدة، أوّلها نعتقد أننا نجحنا في تلبية نداء المقاومة فحاصرنا سفارة العدوّ طيلة أيام وحظينا بإقبال شعبي، وأوصلنا رسالة مفادها أن أمريكا شريك رسمي ومباشر في الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني وهي عدوّنا المباشر، الذي لن نكفّ عن فضحه وتعريته وحصاره.

من أسباب تعليق الحصار أيضا عودة الأسير التونسي المحرر حاتم العويني إلى الأراضي التونسية بعد اختطافه من قبل قوّات الاحتلال الغاصب. وأخيرا من أسباب رفع الحصار أنّنا في تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين لدينا العديد من المبادرات التي نحن بصدد الاشتغال عليها مثل أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزّة، ومبادرة مليون توقيع لسنّ قانون تجريم التطبيع، وإن هذه المبادرات تتطّلب توزيع جهود لإنجاحها. وطبعا ستكون لنا عودة مرّة أخرى لحصار سفارة العدو الأمريكي وكل السفارات المتواطئة مع كيان الاحتلال.

ماهي الأطراف السياسية والمدنية المشاركة في حصار السفارة الأميركية؟

إن الأطراف الدّاعية لحصار سفارة العدو هما تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والشبكة التونسية للتصدّي لمنظومة التطبيع. وقد لبّى التونسييون والتونسيات هذا النداء فشاركوا في الحصار رافعين راية فلسطين ورايات المقاومة بتجرّد من كلّ الانتماءات السياسيّة.

يعد الحصار استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية، هل بالوسع الرهان على الشارع لدعم وإسناد المقاومة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية؟

نعم، نحن نراهن على الشارّع ونراهن على الحناجر الحرّة والثورية، فأصوات التونسيين والتونسيات في الشارع سلاحٌ في وجه آلة الحرب الصهيونية. مازال للشارع صدَاه وقوّته وتأثيره.. مادامت أصواتنا تصل إلى شعب فلسطين وتصل إلى العدوّ فإنّ هذا يبرهن على أهميّة الشوارع في إسناد فلسطين وفي التصدّي للعدو، ولكن لا يجب أن نعوّل على الشارع فقط، صحيح أنه وسيلة نضالية، ولكنّه ليس وسيلتنا الوحيدة.

أي تأثير لهذا الحصار ولكل مبادرات التضامن والإسناد لغزة على الموقف الرسمي العربي، هل ستجيب الحكومات لمطالب الشارع وتقوي موقفها بخصوص الحرب في غزة وتضغط أكثر لأجل إيقاف الإبادة وإدخال المساعدات ورفع الحصار عن سكان القطاع؟

مازلنا نؤمن أن هذه المبادرات بمختلفها ستغيّر حتما الموقف الرسمي العربي، وذلك إيمانا منّا بالشعوب العربية الصّامدة وقدرتها على التأثير وتغيير موازين القوى.. فقدنا الأمل في الحكّام العرب، ولكنّا لن نودّع أبدا آمالنا بالشعوب العربية الثائرة والتي لطالما عُرفت بانتصارها للحق الفلسطيني ولشعب فلسطين الصّامد الأبيّ.. كلّما تحرّكت الشعوب العربية وتضامنت وآمنت بقدرتها فإنها حتما ستؤثّر وتغيّر مواقف الحكام العرب مهما بلغ تورطهم مع الكيان الصهيوني.

مع الإعلان عن موعد انطلاق أسطول صمود البحري، هل تتوقعون نجاح الأسطول في مهمته في كسر الحصار أم سيتكرر معها سيناريو سفينة حنظلة؟

نحن نعلم أنّ الطريق ليس نعيما ولا هو منثور بالورود، فلا ثقة لنا في الكيان الصهيوني وأجهزته ولا نستبعد أن يتعرّض أسطول الصمود المغاربي لما تعرّضت له حنظلة أو سفينة مادلين من قبلها. ولكنّ لن نحيد عن بوصلتنا مهما تكاثفت التضييقات والعراقيل. نعتقد أن النجاح الحقيقي هو أن لا نَكُفّ عن المحاولة أبدا وأن لا نستسلم ونبقى مكتوفي الأيدي. نحن مستعدّون لأيّ سيناريو سيحدث معنا.

رغم توسع الدعوات، لماذا تأخر البرلمان في تمرير قانون تجريم التطبيع؟

إن الدعوات لسنّ قانون يجرّم التطبيع بدأت منذ 2014، وتكاثفت هذه الدعوات بعد السابع من أكتوبر نظرا لحجم الإبادة التي يتعرّض إليها الشعب الفلسطيني. إن تأخّر البرلمان في سنّ قانون يجرّم التطبيع لا يمكن إلا أن يكشف زيف الخطابات التي نادت “بالتطبيع خيانة عظمى” وبقيت حبرا على ورق ويكشف أيضا تورّط هذه المنظومة في حماية كلّ من يدعم الكيان الصهيوني الغاصب ويموّله ويحمي مصالحه. هذا إضافة إلى أنّ التأخر في تمرير هذا القانون يعكس زيف شعار ” إرادة الشعب “، فالشعب اليوم ينادي بتجريم التطبيع ورغم ذلك لم تستجب السلطة إلى هذه الإرادة، وهو ما يكشف الفجوة بين الإرادة الشعبية والقرار السياسي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here