أحبّك يا ديسمبر العظيم حبّين .. و أكثر..

52
أحبّك يا ديسمبر العظيم حبّين .. و أكثر..
أحبّك يا ديسمبر العظيم حبّين .. و أكثر..

افريقيا برستونس. حياة بن يادم و نحن على أعتاب غلق العقد الأول من هبوب رياح ثورة 17 ديسمبر العظيمة، و كم من خريف مرّ عليها، إلا أنها مازالت تزهر في كل أنحاء المعمورة لتتكلم كل المجرّة “الإجابة تونس”.

يتضح و أن ثورة 17 ديسمبر كتب على جبينها أن تحمل وزر بقية الثورات التي قبرت، و التي لم ترى النور بعد، لإيمانها بأن لا بد لليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر.

نعيش ذكرى هذه السنة و كالعادة حالنا غير مدركة لقيمتها، و البلاد على صفيح ساخن. و بما أن المفلسين الذين تعاقدوا مع التفاهة و القذارة و الكراهية و الفشل، أدركوا أن الانتقال السياسي فلت من قبضتهم، و يئسوا من اغتياله، لم يجدوا سوى استغلال المطالب المشروعة للفئات المهمشة لتعطيل آلة الإنتاج، و القيام بعملية التشويش و التشويه بصفة ممنهجة لاغتيال رمزية هذا الحدث العظيم، الذي امتد صداه من المحيط إلى الخليج، في نفسية الشعب التونسي. و تصدروا المشهد الإعلامي ليبثوا سمومهم و انحطاطهم بأن الخضراء جدباء، و بأن تونس موحشة و غارقة في الظلام، و أنها تنهار، دون خجل، لاغتيال عقد من الانتقال الديمقراطي. حيث تمت الدعوات للانقلاب على هذا المسار الذي دفع التونسيون ثمنا غاليا لتحقيقه.

الذي لا يعلمه من يقومون بترذيل الثورة، أن من الانجازات العظمى التي أتت بها ثورة 17 ديسمبر العظيمة، ترسيخ مناخ الحريات، التي بفضلها يتداولون علينا ليلا نهارا، بتصديع رؤوسنا بالأراجيف و تزييف المعطيات، قصد تهويل الأزمة الاقتصادية. حيث أن الأزمة ليست حكرا على تونس فقط، بل هي أزمة عالمية. إذ أن المديونية مرتفعة في عديد الدول العربية كالأردن و لبنان و مصر، و حتى الدول الغنية بالغاز و النفط كالجزائر. و يتغاضون في صراخهم على إيقاف آلة الإنتاج، كالفسفاط، الذي كان يمثل قبل إيقافه 10 بالمائة من صادرات تونس. و كذلك التستر على إغراق المؤسسات العمومية بانتدابات ذوي القربى، مثل الخطوط الجوية التونسية، حيث بلغت 7800 موظف على 27 طائرة منها 7 طائرات مستأجرة مما يجعل نسبة الموظفين على كل طائرة تفوق 3 أضعاف في دول أخرى. أما غلاء المعيشة التي يستثمرونها في بث سمومهم، نذكرهم على سبيل المثال و ليس الحصر أن رطل كسكسي في تونس لا يتعدى سعره 0.25 دولار في حين يصل سعره في لبنان 33 دولار أي أغلى 130 مرة.

الذي لا يعلمه أعداء الثورة، أعداء الوطن، الذين ارتضوا بأن يكونوا سلعة رخيصة للقيام بالمهمات القذرة، و محاولة الانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي، و استبدال صناديق الاقتراع بصناديق الذخائر، أن للثورة أحرارها يتطلعون للإقلاع الاقتصادي الاجتماعي، الذي مهما تأخر فإنه آت لا محالة. و أنه مهما تركتم من ندوب شوهت كل جميل داخلنا طيلة عقد من عمر هذا الانتقال، فإن روح الثورة مازال حي في قلوبنا لأنه مسقي بدم الشهيد، و الشهيد عند الله حي يرزق، و سنبقى على العهد و لن نترك هذا الوطن. أحبك يا ديسمبر العظيم حبين، حبي لروحي لأنك عنوان ميلادي، و حبا لأنك روحي و أكثر لعلمي حبّ أحرار هذا الوطن العزيز إياك.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here