أحمد بن مصطفى: موقف تونس واضح من العدوان على إيران

26
أحمد بن مصطفى: موقف تونس واضح من العدوان على إيران
أحمد بن مصطفى: موقف تونس واضح من العدوان على إيران

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار أحمد بن مصطفى، السفير والدبلوماسي السابق، في حواره مع “أفريقيا برس” إلى أن “موقف تونس من العدوان الإسرائيلي على إيران هو موقف واضح، حيث أبدت تونس عبر بيان وزارتها الخارجية تضامنها مع إيران ضد ما تتعرض له من اعتداءات من قبل الكيان الصهيوني.”

ولفت إلى أن “تونس حاولت أن تنأى بنفسها عن المواقف العربية المشتركة لحفظ ماء الوجه والحفاظ على مصداقيتها، وحتى لا تتورط في ازدواجية المواقف التي تتبناها بعض دول المنطقة في تعاملها مع الصراعات الدائرة بين القوى الكبرى.”

ورأى أن “دول المنطقة العربية تتوجس من التصعيد بين إيران وإسرائيل حيث من شأن ذلك أن يأثر سلبا على مصالحها الاقتصادية”، مستبعدا أي “تداعيات سلبية على الاقتصاد التونسي جراء هذا العدوان بسبب ضعف المبادلات التجارية بين تونس وإيران.”

وأعتبر أن “العدوان كانت له آثار ايجابية على الداخل الإيراني، حيث عمق الوحدة بين الإيرانيين أكثر، وزاد من حالة الاعتزاز بسبب نجاح إيران في الرد على إسرائيل، الذي يعد بمثابة انجاز تاريخي.”

وأحمد بن مصطفى هو سفير ودبلوماسي تونسي سابق، وهو باحث في القضايا الإستراتيجية.

كيف تنظر تونس ودول المغرب العربي إلى العدوان الإسرائيلي على إيران والتطورات في المنطقة، وفق تقديرك؟

هناك مواقف تم رصدها عن طريق البيانات الرسمية للدول، لكن يجب أن نفصل في قراءتنا للمواقف، بين البيانات الرسمية الصادرة عن الدول بشكل منفصل، والصادرة بشكل مشترك، وبالنسبة لتونس، فقد كان بيان وزارة الخارجية واضحا ومنددا بالعدوان على إيران ونلمس ذلك حتى من خلال المصطلحات المستعملة في نص البيان مثل عبارة “عدو” في إشارة للكيان الصهيوني، يعني أن الموقف التونسي واضحا من خلال تضامنه مع إيران.

في المقابل صدر البيان المشترك للدول العربية بمبادرة من مصر، لكن يبدو أن تونس امتنعت عن الإمضاء عليه، ونستخلص من ذلك،أن تونس لم ترى أن هذا البيان يرتقي إلى مستوى الحدث، ولديها تحفظات بخصوصه رغم أنها لم تعلن عن ذلك رسميا. تونس أخذت مسافة من البيان المشترك، فيما تؤكد عبر بيانها الخاص عن موقف مبدئي قوي ضد العدوان.

أي آثار لهذا العدوان على المنطقة العربية سياسيا وأمنيا؟

من المؤكد أن لهذا العدوان آثار مباشرة وغير مباشرة على كل الدول العربية، هذا العدوان سيضر بالمصالح الاقتصادية العربية، وله تأثير على القضايا الجوهرية العربية، ومن الواضح أن نتنياهو نجح في سياسة الهروب إلى الأمام خاصة أن وضعه الداخلي هش وضعيف، وهدفه من هذا العدوان هو إدخال الولايات المتحدة في حرب خاصة بعد أن قطعت شوطا مهما في المفاوضات مع إيران بخصوص ملفها النووي، صحيح أن الهجوم مشترك، والولايات المتحدة تدعمه لكن الواضح أنه سارع في هذا الهجوم، ويبدو أن ترامب منحه ضوء أخضر حتى يحقق العدوان نتائجه وأبرزها إسقاط النظام الإيراني.

وأمام هذه التوترات والمستجدات، تجد الدول العربية نفسها في حالة توجس خاصة دول الخليج العربي بسبب فرضية إغلاق مضيق هرمز، كما هناك بوادر لارتفاع أسعار البترول وهو ما يخيف الدول العربية، على غرار التداعيات والانقسامات السياسية الناجمة تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، وإجمالا الدول العربية تتخوف من التصعيد فهو يضر بمصالحها بلا شك.

هل تعتقد أن دول المغرب العربي قد تجد نفسها مضطرة للاصطفاف أو التوضيح العلني لمواقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل، مما قد يؤثر على علاقاتها مع الخليج أو الغرب؟

الدول المغاربية موقفها واضح بخصوص العدوان الإسرائيلي على إيران، ليس لديها ازدواجية في المواقف مقارنة بدول أخرى خليجية التي تتظاهر أنها ضد العدوان وتتعاطف لفظيا مع إيران، وفي نفس الوقت تقوم بدعم إسرائيل وحلفائها في الخفاء، ربما دول المشرق ودول الخليج بحاجة إلى توضيح مواقفها أكثر، بالنسبة لموقف الدول المغاربية فهو موقف واضح خاصة تونس والجزائر.

كيف تقيم مسار الدبلوماسية التونسية فيما يخص تعاطيها مع هذه المستجدات؟

مسار الدبلوماسية التونسية في التعاطي مع المستجدات، كما ذكرت هو مسار واضح دون ازدواجية، لديها موقف حازم من التطورات الأخيرة، كما تحاول أن تنأى بنفسها عن المواقف العربية المشتركة لحفظ ماء الوجه والحفاظ على مصداقيتها دون أن تتورط في الازدواجية التي تتبناها بعض الدول العربية، هذا ما تريده تونس، وبدون أن تدخل في مشاحنات أو خلافات قامت بتثبيت موقفها المبدئي الصارم.

أي تداعيات لهذا الصراع على تونس على الاقتصاد التونسي خاصة أن تونس تجمعها علاقات اقتصادية مع طهران؟

المبادلات الاقتصادية ضعيفة بين البلدين، لذلك لا أعتقد أنه سيكون للعدوان الإسرائيلي على إيران آثار اقتصادية مباشرة على تونس.

هل سيدفع تصاعد الحرب بإيرانيين أو أتباع دول أخرى من المنطقة للجوء نحو دول شمال إفريقيا؟

لا، على العكس من ذلك، فقد قوّى هذا العدوان لحمة الإيرانيين أكثر، ومن تداعياته المهمة هو زيادة الوحدة واعتزاز داخلي لافت، لقد كانت روح الشهادة في أعلى مستوى خاصة بعد استشهاد البعض من قياداتهم العليا، هناك حالة من الفخر في إيران بعد نجاحهم في الرد على الكيان الصهيوني، بالنسبة إليهم، يعد هذا الرد انجازا تاريخيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here