أسامة عويدات: حركة الشعب لديها بديل سياسي ثالث لإنقاذ البلاد

2
أسامة عويدات: حركة الشعب لديها بديل سياسي ثالث لإنقاذ البلاد
أسامة عويدات: حركة الشعب لديها بديل سياسي ثالث لإنقاذ البلاد

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار أسامة عويدات، القيادي في حركة الشعب، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن “الحركة تطرح بديلاً سياسياً ثالثاً للتونسيين، خارج دائرة الصراع الدائر حالياً في المشهد، وحالة الاستقطاب الثنائي بين السلطة وخصومها، خاصة أن السلطة فشلت في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فيما تكتفي المعارضة بالدفاع عن ملف الحريات”.

وأكد أن “الحركة ليست متذبذبة في مواقفها، بل اختارت منذ 6 أكتوبر، أي أعقاب الانتخابات الرئاسية، التموقع في المعارضة، وهي تضع على رأس جدول أعمالها اهتمامات الناس في مختلف المجالات مثل النقل العمومي، والصحة، والتعليم، كما تقدم حلولاً لإنقاذ المالية العمومية من خلال التركيز على خلق الثروة وزيادة معدلات الإنتاج في قطاعات مهمة مثل الفسفاط والجبس”.

وبيّن أن “الحركة قامت بالنقد الذاتي لتجربتها بعد الانتخابات بهدف مراجعة أدائها وتطوير خطابها، حيث إن المقاربة التي تعتمدها هي تطوير الذات من أجل تقديم بديل للشعب قادر على تحقيق آماله وتطلعاته”.

يُذكر أن أسامة عويدات هو عضو المكتب السياسي لحركة الشعب، ومكلّف بالإعلام والاتصال.

ذكر الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، مؤخراً أن الحركة تطرح بديلاً سياسياً ثالثاً خارج الاستقطاب الثنائي ومعادلات الصراع القديم. ما مضمون هذا البديل؟ وهل يمكن توضيح معالمه؟

الأمين العام للحركة، زهير المغزاوي، تحدث عمّا كنا قد طرحناه سابقاً في حملتنا الانتخابية خلال السباق الرئاسي الأخير. قلنا حينها إننا نطرح بديلاً للتونسيين من خلال مرشح الحركة، وهذا البديل يتمثل في برنامج ورؤية وتصور، وقد عرضناه على الرأي العام التونسي. تقريباً، كان المغزاوي المرشح الوحيد من بين المرشحين الذي قدّم برنامجاً للتونسيين، وهو برنامج لا يقتصر على الشعارات، بل يتضمن إجراءات حقيقية تخص مختلف الملفات الحارقة في البلاد.

وبناءً على ذلك، عقدت حركة الشعب ندوة سنوية بعد الانتخابات، قيّمت فيها المسار بأكمله ورؤيتها للمشهد السياسي والأوضاع العامة، ثم أحالت المهمة إلى المجلس الوطني، ومنه إلى مركز الدراسات التابع للحركة. واستناداً إلى ما توصّلنا إليه من أرقام ومعطيات، عملنا على تطوير المادة التي قدمناها خلال الانتخابات، حتى يكون البديل أكثر نضجاً.

وقد توصّلنا إلى أن البلاد تعيش حالة من الاستقطاب الثنائي، أي صراعاً دائراً بين منظومة قديمة ومنظومة جديدة، فيما فشلت السلطة في معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، كما لاحظنا في المقابل أن المعارضة تركز فقط على موضوع الحريات. أما نحن، فقد اخترنا أن نكون، بعد 6 أكتوبر، في موقع المعارضة من أجل تقديم بديل اقتصادي واجتماعي ثالث للشعب التونسي بهدف تحقيق تطلعاته.

أردنا أن نوضح رؤيتنا وبرنامجنا أكثر للتونسيين، خصوصاً لأولئك الذين قاطعوا الانتخابات، ونسبتهم تُقدَّر بـ70 بالمئة. اليوم، البلاد تمرّ بوضع صعب على مختلف المستويات، لذلك لا نريد أن نكون معارضة من أجل المعارضة، بل معارضة تقدّم البدائل التي عجزت السلطة عن تقديمها.

ما هو تصوّر حركة الشعب للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي اعتبرتم أنها تُهدد بانفجار اجتماعي وشيك؟

لا يمكن الحديث عن عدالة اجتماعية دون خلق الثروة. اليوم، المعضلة الكبرى هي في خلق الثروة، ولهذا نركّز في حركة الشعب، في تفكيرنا وتصوراتنا، على حلول تستهدف بالأساس هذا الهدف. يمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على تطوير قطاع الفسفاط، كما لا نغفل أن تونس تمتلك ثاني أكبر مخزون في العالم من مادة الجبس، وهو ما ينبغي استغلاله، مثلاً، في عملية إعادة إعمار ليبيا، بما يمكن أن يحقق لتونس عوائد مالية واقتصادية.

كذلك، فإن ملف الطاقة والنفط يمثل ثروات مهدورة، ويمكن أن تُغذّي المالية العمومية إذا تمت عملية الإنتاج بالشكل المطلوب، وتوفرت الإرادة اللازمة لذلك.

لدى الحركة مجموعة من الحلول القابلة للتطبيق والبلورة على أرض الواقع، لكن قبل كل ذلك، يجب مناقشتها عبر حوار هدفه إنقاذ تونس. هذا الحوار يجب أن يكون بين التونسيين أنفسهم لأجل إنقاذ بلدهم، وهو الحوار المنشود.

لذلك، نرى أن الحوار يجب أن يُخصَّص للحفاظ على الدولة، خاصة في ظل غياب تصوّر واضح لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما أشرنا. وعلى السلطة أن تتحلى بالتواضع، وتأخذ بالإجراءات والمقترحات التي تقدمها الأطراف الأخرى لتحسين أوضاع التونسيين.

ما هو تموقع حركة الشعب في المشهد السياسي الحالي، خاصة أنها ترى ضرورة تجاوز منطق الموالاة للرئيس أو المعارضة التقليدية؟

حركة الشعب تتموقع اليوم في المعارضة. نحن معارضة تطرح بديلاً اقتصادياً واجتماعياً، ولسنا معارضة تُعارض فقط من أجل الدفاع عن الحريات، بل نضع على رأس جدول أعمالنا اهتمامات الناس في مختلف المجالات مثل النقل العمومي، والصحة، والتعليم. وسبق أن حذرنا من الأزمة الخانقة التي يعاني منها قطاع النقل، خاصة في تونس الكبرى.

غياب الرؤية والاستراتيجيات يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الاجتماعية، وقد يفضي إلى حالة من الغضب الشعبي. وحسب تقديرنا، فإن معالجة هذه المسائل تمر عبر سن سياسات عامة واضحة.

وقد كانت لحركة الشعب الجرأة الكافية لعقد ندوات سياسية استخلصنا من خلالها السياسات العامة التي تحتاجها البلاد. وبالتالي، لدينا اليوم مجموعة من الرؤى المرتبطة بالملفات المتعلقة بالخدمات، وبجميع الثروات الموجودة في البلاد.

إجمالاً، يمكن القول إن حركة الشعب تطرح مجموعة من الحلول القادرة على إنقاذ تونس، وإنقاذ المالية العمومية.

هل ترى أن هذا التذبذب في التموقع قد ينعكس سلباً على شعبية حركة الشعب؟

حركة الشعب ليست متذبذبة في مواقفها، بل تطرح بديلاً وطنياً. نحن في موقع المعارضة منذ مرحلة 6 أكتوبر، لأن الصيرورة الزمنية لا تعود إلى الوراء. في 25 جويلية كان لنا موقف، وفي 6 أكتوبر اتخذنا موقفاً آخر، واقترحنا أنفسنا كبديل. لم يخترنا الشعب حينها، وذلك حقه وإرادته، لكننا اليوم نطرح أنفسنا كمعارضة تمتلك بدائل اقتصادية واجتماعية، في ظل فشل السلطة في تحسين أوضاع التونسيين.

هل قامت الحركة بمراجعة نقدية لأدائها، خاصة بعد تجربتها في الانتخابات الأخيرة؟ وبرأيك، ما الذي ينقص التيار القومي في تونس لتعزيز حضوره الشعبي والسياسي؟

الحزب الذي لا يقوم بنقد ذاتي، ولا توجد فيه ديناميكية داخلية للتطوير والمراكمة على التجارب التي خاضها، ومحاولة تطوير الذات، لا يستطيع المضيّ قُدماً. وهذا ما قمنا به نحن في حركة الشعب بعد الانتخابات، حيث كانت لنا فترة للتأمل والمراجعة، ثم عقدنا الندوة الوطنية السنوية. في هذه الندوة، طُرحت مجموعة من التصورات الخاصة بأداء الحزب، ثم نظّمنا سلسلة من الندوات السياسية لمناقشة عدد من الملفات الحارقة في البلاد، من بينها ملف الطاقة، وملف المالية العمومية، وملف النقل العمومي، وكان آخرها الملف الثقافي.

وبالتالي، نحن لم نتوقف، فالكل يعمل في الحركة من أجل تطوير ما قدمناه للشعب التونسي في برنامجنا. بالنسبة لنا، حركة الشعب حزب لا يموت، بل حزب يتطور، مستنداً في ذلك إلى مناضليه وكفاءاته وكوادره. وهذه الديناميكية هي التي تُبقي الأحزاب حيّة، وهي المقاربة التي تعتمدها الحركة: تطوير الذات من أجل تقديم بديل للشعب.

نحن نؤكد أن الشارع التونسي، وخاصة أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، في حاجة إلى خطاب حزبي قريب من مشاغلهم ومشاكلهم، وقادر على صياغة حلول واقعية. لذلك، نحن نُقدّم أنفسنا كبديل ثالث يبتعد عن الخطاب الفوقي، ويهتم بشكل مباشر بمشاكل الناس، ويضعها على رأس جدول أعمال العملية السياسية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here