إلهام اليمامة
أفريقيا برس – تونس. اعتبر أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان الحاج عمر، في حديث خاطف مع “أفربقيا برس” أن هناك أطرافا “تريد للشعب التونسي أن يخسر معركته والسياسيون الهواة سيجعلوننا نخسر معركة إعادة تأسيس الجمهورية وما بقي من الثورة”.
كيف تقيمون تعامل الطبقة السياسة مع تاريخ 14 جانفي؟
رئيس الجمهورية قال في ليلة 25 جويلية 2021، نحن الآن في عصر يوم 14 جانفي 2011 هلموا الآن نكمل ثورتنا… رئيس الجمهورية تكلم بما معناه وضع المدة الممتدة من عصر 14 جانفي 2011، إلى مغرب 25 جويلية 2021، بين قوسين…
إذن لقد وقع التلاعب بالتواريخ وصار لكل طيف تاريخه ولم يعد 14 جانفي تاريخا جامعا لكل التونسيين… الطيف السياسي المتمسك بتاريخ 14 جانفي لا يتمسك به إلا نكاية في رئيس الجمهورية ورفضا لتاريخ 25 جويلية 2021،… وإذا احترمنا بعض هذا الطيف وخاصة رفاقنا في حزب العمال الذين لهم قراءتهم ومقاربتهم السياسية، فإن جل البقية الباقية هم سياسيون هواة أو تقود بعضهم السفسطة وتورم الذات المرضي أو يؤازر بعضهم البغض طمعا ومجاملة…
ما الذي حصل وأثر في موقف التونسيين؟
خلال العشرية الأولى كثيرا ما ردد الجنرال رشيد عمار بأنه سيصفر نهاية الاستراحة / الثورة وتلقف ذلك قادة حركة النهضة من بعد بأننا الآن وضعنا دستورا جديدا وأنجزنا انتخابات وأرسينا نظاما وصعدنا من صعدنا إلى سدة الحكم وبالتالي انتهت الثورة… ولكن الذي حصل فعليا في تقييم أغلبية الشعب هو أن “التجمع عمل لحية”، أي أن النهضة استوعبت رجال النظام القديم، وتصالحت مع الطبقة الاقتصادية التي انبنى عليها التجمع واعتمدت نفس أسلوب الحكم التجمعي… صغار اللصوص الذين غيروا في الظاهر ولاءهم دفعوا بالطبقة السياسية الجديدة الحاكمة إلى التصالح مع الفساد عوض مقاومتها فتعمقت الأزمة الاقتصادية للبلاد وللشعب… حتى أصبحت الإطاحة بهذه الطبقة مطلبا شعبيا… لذلك ألبست أغلبية الشعب من أطاح بتلك الطغمة، رئيس الجمهورية، لباس البطل…
وما سبب عزوف الشارع عن احياء ذكرى 14 جانفي كعادته؟
الشارع لم يعد يحتفل لأسباب عديدة منها أنه فقد ثقته في الطبقة السياسية التي كانت متنفذة ولأنه اقتنع أنها تعمل لصالحها وأنها اليوم أي نفس هذه الطبقة، تعارض أيضا بدافع مصالحها، الشارع لم يعد يحتفل ولم يعد ينتخب لأنه أيضا تنعكس عليه جرائم هذه الطبقة وترمي به في أتون مشاكل متنوعة أبسطها التضخم وأخطرها فقدان الأمل… هو لم يعد يتظاهر حتى لمساندة القضايا القومية مع يؤمن بها ويتبناها في وجدانه.
أعتقد أن المعركة الحقيقية الآن ليست بين نظامي 2014 و2022، ومن باب أولى وأحرى مع نظام ما قبل 2011، وإنما المعركة اليوم هي معركة استكمال بناء مؤسسات الجمهورية، ومن سوء الحظ فقد تخلف البعض عن هذه المعركة، وهي أيضا معركة التعويل على الذات في إنتاج الثروة والنهوض /الازدهار الاقتصادي… معركة التنمية الشاملة المتوازنة والعادلة… معركة السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني… ومناهضة الصهيونية والتمييز العنصري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس