الأهداف العدوانية لحلف الناتو ونصيب الأقطار العربية منه

14
الأهداف العدوانية لحلف الناتو ونصيب الأقطار العربية منه
الأهداف العدوانية لحلف الناتو ونصيب الأقطار العربية منه

بقلم محمد الكحلاوي، الأمين العام لحزب الوطد الاشتراكي

أفريقيا برس – تونس. في أواخر الحرب العالمية الثانية خسرت الدول الرأسمالية الغربية عدة مناطق وأسواق بفعل تحرير الجيش الأحمر الاتحاد السوفياتي الاشتراكي أوروبا الشرقية من النازية و دعمه لحركات التحرر الوطني في الصين و في عديد الأقطار المستعمرة الأخرى ككوريا والفيتنام.

فسارعت هذه الدول الرأسمالية الى إنشاء أحلاف عسكرية و مؤسسات مالية سعيا منها إلى إعادة السيطرة على العالم فكان بعث صندوق النقد الدولي و البنك العالمي سنة 1945 و ذلك لمراقبة اقتصاد شعوب البلدان المتخلفة و توجيهه و تطويعه حسب مصالحها.

و كان بعث منظمة شمال الحلف الأطلسي l’ otan سنة 1949 من قبل أمريكا و كندا و دول أوروبا الغربية في البداية و هدفها هو صد المد الاشتراكي آنذاك و التصدي إلى الاتحاد السوفياتي و التدخل العسكري لبسط نفوذها السياسي و الاقتصادي على باقي دول العالم.

و رغم أن وثيقة التأسيس تنص على أن الغاية من تكوين حلف الناتو هي الدفاع عن أي دولة عضو به تم الاعتداء عليها أو احتلال أراضيها إلا أن الأحداث بينت أن هذا الحلف يتدخل و يعتدي على دول خارج أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية و كان نصيب الدول العربية من هذا الاعتداء وفيرا و قد تم ذلك بطريقتين:

• الأولى: التدخل العسكري المباشر من قبل منظمة حلف الناتو و هو ما حصل في القطر الليبي سنة 2011 فبينما لم يعتد الجيش الليبي على أية دولة عضو بالناتو تدخل هو – أي حلف الناتو – عسكريا في ليبيا لاسقاط نظام معمر القذافي و لتمكين الجماعات السلفية من السلطة وهي اي ليبيا تعاني إلى حد الآن من هذا العدوان الجائر و من آثاره السلبية و من محاولة تقسيم ليبيا.

• الثانية: تدخل دولة أو دول من حلف الناتو عسكريا في أقطار الوطن العربي و مثال ذلك غزو القطر العراقي سنة 1991 ثم سنة 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها و قد وظفت أمريكا خلال هذا العدوان قواعد الحلف الأطلسي الموجودة في تركيا و إيطاليا و أسبانيا و ألمانيا لضرب العراق و تدميره كذلك التدخل سنة 1956 من قبل فرنسا و انجلترا و هما من المؤسسين لحلف الناتو و معهما الكيان الصهيوني ضد مصر عند تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس أضف إلى ذلك التدخل الأمريكي العسكري في الصومال سابقا و في سوريا و في اليمن حاليا و كل هذا لا ينسينا القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية( العضو المؤسس لحلف الناتو ) في الأقطار العربية و خاصة في دول الخليج كالسعودية و قطر و البحرين و الإمارات

و لا بد أن نشير إلى دعم الدول المؤسسة و الأعضاء في حلف الناتو و خاصة أمريكا للكيان الصهيوني في عدوانه العسكري على فلسطين و على غزة دعما لوجستيا و معلوماتيا بل أكثر من ذلك دعما متواصلا بالسلاح و بالتكنولوجيا لضرب المقاومة الوطنية و تصفية القضية الفلسطينية.

أما ما يشهده الحلف الأطلسي اليومي من أزمة داخلية بسبب الصراع بين أمريكا و أوروبا فهو خلاف ظرفي حول التمويل يشتد كلما تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا بسبب مطالبته باقي دول الحلف بمضاعفة حصصها المالية و اللوجستية و هو خلاف سيزول بعد انقضاء عهدة ترامب و سيحافظ الحلف على وحدته و على سياسته العدوانية الاستعمارية خاصة مع تصاعد نفوذ الصين الاقتصادي و العسكري و تشكل أحلاف اقتصادية و عسكرية جديدة مثل بريكس Brics و التقارب العسكري الصيني الروسي الإيراني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here